ثقافة الإبداع

تتجه كافة الدول في عصرنا الحديث الى تجويد الاداء على كافة مستويات العمل الاجتماعي بهدف الوصول الى الاداء النموذجي في العمل الذي يحقق اهداف خدمة المجتمعات في شتى المجالات.


ولكي يتم تحقيق الجودة لابد من التأسيس القاعدي لها من خلال برامج حديثة تتسم بالمعاصرة وتستقي اهدافها من متطلبات العصر بما يتماشى مع تحولاته السريعة والعصف التقني الهائل الذي اصبح تحديا ينبغي على الانسان التعايش معه.


وبقدر ما نشهده من تطور بقدر ما نحن بحاجة الى ترقية مفاهيم الناشئة وضخ ثقافات ابداعية في عروقهم منذ الصغر ليشبوا قادرين على التعامل مع الحداثة والتطور وإلا فكيف نتصور تعامل الاجيال العربية مع التقدم العلمي والتكنولوجي الذي وصل في الدول المتقدمة الى درجة الاعجاز بالنسبة لنا.


لذا لابد من وضع نظام ابداعي عربي شامل ومتكامل ننسق له الجهود من اجل توفير حالة ابداعية مثلى تستطيع الاجيال العربية من خلالها مسايرة العصر ومواكبة ثقافته ومعايشة الواقع الذي يقضي بضرورة التزود بالمعرفة الكاملة لطبيعة العمل الابداعي فعلى سبيل المثال اذا كنا في تلك الآونة نركز على الكمبيوتر كوسيلة العصر من خلال وجوده الطبيعي الآن في كل مواقع العمل.. فيجب ألا نكتفي بأن يدرك الناشيء طبيعة البرمجة وسهولة الاستخدام فقط بل من المفترض تنمية المعرفة بالحاسوب لكي نصل بطلبة العلم الى الالمام التام بذلك الجهاز ومكوناته واجزائه لكي يجيد اصلاح الاعطال والتعامل مع جهاز الكمبيوتر بمهارة فائقة يتحول منها الطالب من مستخدم للتقنية فقط الى مستخدم مزود بثقافة تلك التقنية وهذا ابداع في هذا المجال.


ولو وصلنا بالطالب الى التثقف ابداعيا في كافة المجالات الثقافية والفنية والرياضية وغيرها نكون بذلك قد ضمنا رفد المجتمع بزخم من المبدعين الذين يعتمدون على الفكر الانساني في التعامل مع التكنولوجيا باختلاف وسائلها وانماطها.


والوصول الى ثقافة الابداع امر ليس بعسير والمطلوب فقط الاطلاع والبحث في دروب عالم الابداع وألا يتحول الابداع لمجرد «موضة ابداع» بل المهم امتلاك الاجيال للمهارة وصحة الفكر والنهج الابداعي الذاتي الذي يضمن للشخصية الانسانية الابحار في عالم الابداع وصولا للرقي والتحضر والخوض في غمار الحياة العصرية الحديثة بثبات وتميز.


د. احمد سعد الشريف