يمكن تعريف التفكير على انه عبارة عن عملية عقلية يستطيع المتعلم عن طريقها عمل شيء ذي معنى من خلال الخبرة التي يمر بها , او انه يمثل عملية عقلية يتم عن طريقها معرفة الكثير من الامور وتذكرها وفهمها وتقبلها.
أما عن معايير التفكير فهي عالمية الطابع يجب تطبيقها على التفكير عندما يكون الفرد مهتما باختبار نوعية التفكير حول القضايا والمشكلات والمواقف المختلفة. ولكي يفكر المعلم بشكل ناقد وفعال, فان عليه ان يلم بهذه المعايير, واذا ما اراد ان يساعدالتلاميذ على تعلمها فان عليه ان يطرح عليهم اسئلة تعمل على سبر غور تفكيرهم وتجعل منهم مسؤولين مع معلمهم عن تفيل تفكيرهم. اي ان الهدف النهائي يتمثل في غرس المعلم للاسئلة السابرة او المتعمقة في اذهان تلاميذه وتشكيل جزء من كيانهم الداخلي الذي يقودهم نحو التفكير الافضل والاكثر فاعلية. ومع نه توجد معايير عالمية عديدة للتفكير الا ان اهمها يتمثل في الاتي :

1 – معيار الوضوح Clarity
ويركز هذا المعيار المهم على الاجابة عن مجموعة من الاسئلة الرئيسية الاتية : هل يمكن تفصيل النقطة او الفقرة المطروحة للنقاش بشكل افضل؟ وهل يمكن التعبير عنها بطريقة اخرى؟ وهل يمكن عمل شكل او رسم توضيحي عنها؟ وهل يمكن طرح مثال او اكثر عنها؟
فالوضوح يمثل المعيار الاساس للتفكير. فاذا لم تكن الفقرة او الجملة اتو النقطة التي يدور حولها النقاش واضحة, فاننا لا نستطيع تحديد ما اذا كانت صحيحة او ذات علاقة بالموضوع المراد الحديث عنه او مناقشته. فاذا لم تكن الامور واضحة, فانه من الصعب التحدث عنها او مناقشتها, لاننا لم نعلم بعد ماذا تعني بالضبط.

2 – معيار الصحة او الدقة ACCURACY
فهل الجملة او العبارة صحيحة او حقيقية فعلا؟ وكيف يمكننا الوصول الى صحة ذلك؟ فالعبارة او الجملة ممكن ان تكون واضحة في صياغتها ولكنها ليست دقيقة. ويزداد التفكير فعالية اذا ما اقترنت عملية وضوح الجملة بدقتها او صحتها.

3 – معيار الدقة المتناهية
PRECISION
فهل يمكن اعطاء تفاصيل اخرى للجملة او العبارة او القضية او الحادثة؟
وهل يمكن التركيز اكثر على اعطاء مزيد من التوضيح عن طريق الارقام الدقيقة للغاية؟
فقد تكون الجملة او العبارة المطروحة للنقاش واضحة ودقيقة في ان واحد
ولكنها تتصف بالدقة المتناهية المقرونة بالكثير من الارقام
التي تعطي زيادة واضحة في الدقة.

4 – معيار العلاقة
RELEVANCE
حيث أن علاقة الجملة المطروحة في السؤال
ينبغي ان تكون وثيقة الصلة بالقضية او المشكلة المطروحة للنقاش,
فقد تكون تلك العبارة او الجملة واضحة ودقيقة للغاية
ولكن ارتباطها بالقضية مثار النقاش تبدو ضعيفة,
مما يؤثر سلبا على تفكير التلاميذ.

5 – معيار العمق
Depth
وهنا يمكن طرح الاسئلة المهمة الاتية :
كيف تعمل الاجابة على توضيح التعقيدات الموجودة في السؤال؟
وكيف يتم اخذ المشكلة في الحسبان عند طرح السؤال؟
وهل يتم التعامل مع اكثر العوامل او المتغيرات اهمية؟
فقد تكون العبارة او الجملة واضحة ودقيقة وذات علاقة,
ولكنها تفتقر الى خاصية العمق.

6 – معيارالاتساع او سماحة التفكير
Breadth
فهل نحن بحاجة الى الاخذ بالحسبان في مناقشاتنا وحواراتنا
حول قضية ما او مسالة ما او مشكلة محددة وجهات نظر الاخرين؟
وهل هناك طريقة اخرى للنظر الى السؤال او المشكلة او القضية؟
فماذا يبدو الامر من وجهة نظر الاشخاص المحافظين على العادات والتقاليد والقيم السائدة؟
وكيف تبدو وجهة نظر الذين يطالبون بالليبرالية والتقدمية والرقي والتطوير؟
وهنا تبقى عملية احترام اراء الاخرين مهما اختلفت عن ارائنا
عملية مهمة لنجاح التفكير ما لم يتعارض ذلك بشكل اساسي
مع مصير الامة ومرتكزاتها واهدافها.

7 – معيار المنطقية
Logic
فهل العبارة المطروحة أو السؤال الموجه أو القضية المدروسة
أو المشكلة المعروضة للنقاش كلها ذات معنى؟
وهل انبثق ذلك كله مما تم الحديث عنه خلال الحوار او النقاش؟
وما تبعات ذلك على الفكر؟
وقبل ذلك كيف يمكن ان يصبح كل ذلك حقيقيا وفي ارض الواقع؟
عندها لا بد من طرح مجموعة من الافكار ضمن تسلسل يتصف بالمنطقية.
فتجميع الافكار ذات العلاقة وذات المعنى,
والمدعومة بالادلة او الاثباتات او البراهين,
تشكل في الحقيقة التفكير المنطقي بعينه.