قوة التفكير الايجابي

قال تعالى : " وان تعدّوا نعمة الله لا تحصوها ان الله لغفور رحيم " ( النحل 18(

وقال تعالى : " ان الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم " ( الرعد 11(


وقال تعالى في حديث قدسي : " انا عند ظن عبدي بي وأنا معه اذا دعاني " ( حديث حسن صحيح أخرجه الترمزي(

خلق الله الانسان وكرّمه وفضّله على كثير ممن خلق ووضع فيه قوة عجيبة يستطيع أن يعمّر بها الأرض ويعيش في خير وسعادة بفضل الله .

ولنتخيل مقدار هذه القوة تأمّل قول الله تعالى : " واذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون . فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " (الحجر29)
نفخ المولى من روحه في آدم – عليه السلام – تكريم لا حدود له وقوة جبّارة كامنة للبشر منه جل وعلا ..

لو استطاع البشر أن يستثمروا قواهم الداخلية لعاشوا في خير حال .

والآن ..

اذا كنت تعاني من احباطات أو من إخفاقات في حياتك ..
إذا كنت غير راض عن مسيرة حياتك حتى الآن ..

ماعليك إلا أن تفكّر بعمق وتتجه نحو هذه الفكرة البسيطة الرائعة :


غيّر طريقة تفكيرك تتغيّر حياتك


-------------
هل أنت ناجح ؟
المعيار الصحيح للنجاح هو النسبة بين ما كان يمكن أن نفعله من جهة وبين ما فعلناه حقّا لأنفسنا .

وعلى ذلك يكون الفرد الناجح هو الذي تتطابق لديه حدا النسبة فيكون منظّما جدا ، صحيح العقل ، يمتلك مقدرة التحكم في ذاته ، ويخضع نفسه قبل ذلك لمشيئة الله ، وغير متردد . فهذه صفات المفكّر الايجابي الذي يؤمن بقوله تعالى : " وما تشاؤون الا أن يشاء الله ان الله كان عليما حكيما " ( الانسان 76(

المفكر الايجابي هو شخص متفتح الذهن يرى صعوبات الحياة بوضوح لكنها لا تحبطه ولا تهزمه لأنه يرى أنه بعون الله سيتمكّن من مواجهة أي شيء يصادفه في الحياة .

العيش الانساني انما هو من انتاج الانسان نفسه ، من انتاج فكره وعقله المقترن بالعمل ، كل هذا بعد الاعتماد على توفيق الله عز وجل ..

دائما امام المفكر الايجابي قول الله تعالى : " فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا " ( الشرح
انه لا يستسلم لليأس ولا يعيش مع اخفاقاته مهما كانت كبيرة( .


المفكّر الايجابي لا يسوّغ ضعفه بمفردات السلبية :
1-
النقص .
2-
القيود .
3-
الفقدان .


الطريق للايجابية :

الانسان مفكّر ايجابي بطبيعته فاذا توفرت له بيئة ايجابية ستجده يتصرّف بايجابية ، أما اذا كانت البيئة التي ينمو فيها سلبية فانها ستؤثّر على طريقة تفكيره ..
لكن من المؤكد ان :

أي عادة سلبية يستطيع الانسان أن يتخلّص منها ويكتسب بدلا منها عاد ايجابية ..اذا أراد ذلك .


كل ما تحتاجه لتصبح ايجابيا هو :
1-
الرغبة الشديدة .
2-
قوة الإرادة .
3-
المخيّلة .

ماذا عليك الآن ؟ اسأل نفسك الأسئلة التالية :
هل أنا ايجابي ؟ هل تشعر بأن الله معك وتستطيع أن تعمل الكثير بمساعدته ؟
هل أنت إنسان سلبي مملوء بالكآبة والقلق والشك في قدراتك الذاتية وقلق على مستقبلك ؟
هل تركّز على السلبيات في كل حالة تتعرض لها ولا ترى الا ما لا يمكن تحقيقه ..أم أنك تستشرف الفرص الكاملة خلف الزوايا ؟
هل ترى أن الأمور السيئة ستحدث بالرغم من مجهودك في محاولة منعها ؟


اذا أجبت على السؤال الرابع بنعم ..فأنت هنا ينطبق عليك قانون الجذب ..

قانون الجذب : ان الأفكار الايجابية تعطي نتائج ايجابية والأفكار السلبية تعطي نتائج سلبية .

هل تعرفت الآن على عالمك ؟ سلبي أم ايجابي ؟

ستغيّره ..بإذن الله ..إذا غيّرت طريقة تفكيرك ..


وقد أكّد النبي صلى الله عليه وسلّم أن الإنسان يستطيع أن يصل بنفسه إلى الأفضل إذا أراد ذلك ...فعن أبي سعيد سعد بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : " ما يكون عندي من خير فلن أدّخره عنكم ومن يستعفف يعفّه الله ومن يستغني يغنيه الله ومن يتصبّر يصبّره الله " ( متفق عليه )

المفكّر الايجابي يرى الأمور السلبية ولكنه لا ينصاع إليها ويرفض التسليم ..انه يفعل أفضل ما يمكن أن يفعله ليتجنّب الخسارة ..

انه يضع أمام عينيه النجاح فقط ..
لنه يعل انه بعون الله يستطيع أن يتغلب على الصعب ..

فاذا توكّل على الله وبدأ في البحث بجدّيه عن الحل فان الله سيوفقه الى الحل الصحيح ..
فالتفكير الايجابي هو جوهر النجاح ..

قال صلى الله عليه وسلّم : " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا " ..


التوكّل على الله قمّة الايجابية ..
التواكل قمّة السلبية .