السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الذكاء...........كثيراً ما تمر هذه الكلمة على مسامعنا........وما أكثر ما يوصف أناس بأنهم أذكياء , وآخرون بأنهم ليسوا كذلك.

- فهل تساءلنا مرة مالذي تعنيه هذه العبارة وماهي دلالتها؟

إن التعريفات التقليدية للذكاء ليست دقيقة كفاية , وأكثرها تحتوي على مفاهيم مغلوطة ينبغي أن تصحح , فما معنى قولنا انه -أي الذكاء- قدرة عقلية مفردة تولد عند كل إنسان ولا يمكن تغييرها أو تنميتها ؟ إن ذلك بالطبع يجعلنا نحكم بالموت على كثير من الطاقات والملكات.

أما التعريف السوي للذكاء فهو ما أشار إليه هوارد جاردنر في كتابه (أطر العقل) عام 1983 الذكاء الإنساني هو: استعداد يولد به الإنسان وفق معطيات معينة في مجتمع ما يؤهله لتقديم الحلول وتشكيل المنتجات المادية والمعنوية ذات القيمة في البيئة والثقافة الإنسانية .

ومن هنا فقد نتج عن هذه النظرية مجموعة مبادئ أساسية هي :
1- يمتلك كل إنسان تسعة ذكاءات, يعبر عنها بأشكال ومهارات مختلفة .
2- هذه الذكاءات وراثية مكتسبة, أي يولد الإنسان بها ,ثم يأتي دور البيئة المحيطة (الأسرة-المدرسة-التربية) في تنمية هذه الذكاءات .
3- كل فرد له قدرات في الذكاءات المتعددة, وهذه الذكاءات تعمل معاً وتختلف هذه القدرات في نموها داخل الفرد الواحد, فإما أن تنمو وتزدهر بالتدريب والممارسة, وإما أن تتراجع وتتلاشى بالإهمال والتراخي.
4- استعمال أو تطوير أحد هذه الأنواع (الذكاءات) يمكن أن يسهم في تطوير نوع آخر من أنواعها .
5- يكمن وراء أي نشاط بشري مجموعة ذكاءات تعمل مع بعضها البعض .
6- يمكن تقييم القدرات العقلية والمعرفية التي تقف وراء كل نوع من أنواع الذكاءات المتعددة من خلال مجموعة مؤشرات تدل على وجودها.
.

وهكذا نرى أن الذكاء الإنساني إنما هو اكتساب وتدريب, فلنعمل على تنمية هذه الملكة وتسخيرها ايجابيا في خدمة المجتمع