العقل البشري .....

من أعقد ما درسه العلم ,, تشريحياً ووظيفياً ..... ويكاد يتفق الباحثون على أن العقل البشري .. ينقسم من حيث الوظيفة إلى ثلاث اقسام .. أو مساحات مختلفة تؤدي كل مساحة وظيفة بمفردها .وتجدر الملاحظة أن العقل في الحقيقة لا ينقسم هكذا وانما الذي ينقسم هو العملية الذهنية . والتي هي عملية افتراضية وضعت لتوضيح الأدوار الوظيفية في العقل . وتنقسم العملية تبعا لوظيفة العقل إلى ثلاثة أجزاء :

اولا: الوعي ( أو العقل الواعي)

ان الوعي أو( العقل ) هو المظهر العقلي المألوف لنا أكثر من غيره من المظاهر العقلية . وظيفته الرئيسة تتلخص بالتالي:

1ـ ادراك المعلومات الواردة من البيئة المحيطة ومن داخل الانسان.
2ـ ربط المعلومات المأخوذة من البيئة عن وظائف الجسد بأخرى ماضية أو التخزين من المعلومات المصنفة في ملفات الذاكرة الموجودة في اللاوعي أو في العقل الواعي.واذا لم يكن الشيئ المدرك موجودا في الملفات القديمة في الذاكرة . فإن الوظيفة الوحيدة التي تتم في تلك اللحظة هي تخزين المعلومات الجديدة.
3ـ تقييم الربط (الوظيفة 2) بما يتناسب مع مصلحة الشخص على أفضل وجه.
4ـ اتخاذ القرارات باتجاه الفعل أو اللافعل.

وكما نلاحظ فإننا نقضي ساعات اليقظة متنقلين بين هذه الخطوات الأربع السابقة: الادراك, الربط, التقييم, اتخاذ القرارات........ والعملية تتصف بالسرعة المذهلة والدقة المتناهية اعتمادا على المعلومات المعطاه.
وهذه العملية تهدف عموما إلى مصلحة الفرد ولا يمكن أن تؤدي إلى عكس ذلك إلا في حالتين....:
الأولى ,,,, عدم القدرة على ادراك الشيئ وهذا تقصير في الحواص ووسائل الاتصال بالبيئة ..
الثانية ,,,,, المعلومات المعطاه مغلوطة ,, سواء من المصدر الخارجي ,, أو ملفات الذاكرة في اللاوعي ,, وتعتمد هذه على دقة عمل العقل اللاوعي وظيفياً..

ثانياً: اللاوعي أو ( العقل الباطن )

للعقل الباطن وظيفتان :
1ـ التحكم في دميع الوظائف التلقائية في الجسد ( الوظائف اللاارادية) .حتى لو غاب الوعي بفعل النوم أو الاغماء أو التنويم بأنواعه المغناطيسي والإيحائي ,,,فإنه يستمر في تشغيل مختلف وظائف الجسم اللاارادية
2ـ تخزين كل ما يحدث للفرد في شكل ذاكرة وكجزء من هذه المقدرة على التخزين فإن باستطاعة العقل الباطن دفع افعال الفرد وأفكاره بصورة تلقائية أو مبرمجة في أنماط سلوكية تسمى (((العادات ))))

ومن صفات العقل الباطن المهمة عدم قدرته على التمييز بين المعلومات الواردة, أي لا يملك مرشحات اختيارية بل يقبل كل ما ينقله له العقل الواعي فإذا وجهت عقلك الواعي إلى شيء فإن العقل اللاواعي يتحول تلقائيا لتسجيل كل ما احتواه عقلك الواعي .. ويكون تابعا له في الاستقبال ...

ثالثاً: العقل اللاوعي الابتكاري...
وهي مساحة ثالثة من مساحات العقل البشري , أو هي المظهر الثالث من مظاهر العقل وهي ذات أهمية كبيرة , فالوظائف المناطه بهذه المساحة من أهم مراحل العملية الفكرية وهي:

1ـ الحفاظ على العقل من الجنون...
ان العقل اللاواعي يشعر بجميع حالات الضغط والتوتر والاضطراب العاطفي التي قد تسبب لك الازعاج . فيقوم بالتخفيف من أثر ردود الفعل هذه على صحتك العقلية بتحويلها إلى أفكار ذات مغزى . تكون بمثابة صمام أمام يعمل تلقائيا عند حدوث الضغط.
2ـ حل المشكلات بطرق مبتكرة...
ايجاد الحلول المبتكرة يتم تلقائياً ,, تذكر كم مرة واجهتك مشكلة فأمضيت الساعات الطوال تبحث عن حل لها دون جدوى ,,,, ( العقل الواعي مع اللاوعي الآن تعمل )) فطرحتها جانباً وانصرفت إلى امورك ومرت الأيام ,وإذا بحل مثالي وعبقري يخطر على بالك ..دون سابق انذار ,,, وهذه العملية هي بفعل العقل اللاواعي الابتكاري الذي ظل يعمل دون أن تدرك ,, واستخدم كثير من البيانات والعمليات العقلية بخفية ......
3ـ دفع الفرد نحو الهدف ...
والوظيفة الثالثة للعقل اللاواعي الابتكاري هي الدفع والحث والتوجيه وإيجاد الدافع الذي يحثك على العمل فعندما يكون هدفك واضحا يقوم اللاواعي الابتكاري بعمل في غاية الأهمية وبكفاءة عالية في دفعك نحو الهدف والاستمرار في توجيهك نحوه ...
4ـ ابتكار اساليب جديدة لتحقيق الهدف ....
وذلك بابتكار اساليب ووسائل تحقيق الهدف وهذه أشد الوظائف اثارة .. وقد يأتي اللاواعي الابتكاري بالحل من الخارج بإعطائك معلومات لم تكن مسجلة في العقل الباطن مسبقا وذلك من خلال وظائف عليا يؤديها اثناء تفاعلك مع معطيات البيئة مباشرة .. ودون عمليات مقصودة وموجهة من العقل الواعي أو اللاواعي ...

وهناك الكثير من المعلومات والأفكار حول هذه المساحات العقلية ,,,, سوف تكون موضوعنا في مقال آخر ولكم مني وافر التقدير والاحترام ,,,وآسف للإطالة.