والآن دعنا نفترض أن اسمك «عبدالله» وانك ترغب في تنظيم حياتك بشكل أفضل:

.. في البداية اكتب اسمك في منتصف الورقة وضع حوله دائرة كبيرة.. من تلك الدائرة ارسم فرعين واكتب أمام الأول (الدنيا) والثاني (الاخرة). والآن اسأل نفسك ماذا تريد من الاثنين.. من الدنيا فرّع إلى دوائر أصغر واكتب بداخلها أشياء مثل: المال، السعادة، السفر، الاستقرار العائلي. ومن الآخرة فرّع إلى دوائر واكتب : العبادات، الخطايا، المنجيات، حقوق الناس (ولا تنس وضع دائرة حول الجميع).. [

والآن اختر إحدى الدوائر الصغيرة (ولتكن المال مثلاً) وتفرع منها إلى دوائر أصغر تضم أبرز العناصر التي يمكن أن تحقق ذلك الهدف. وبعد أن تنتهي افعل الشيء نفسه مع العناصر الأخرى وستدهش للكم الهائل من الأفكار والطرق التي توصلك لمبتغاك - والتي لم تكن لتخرج بها لو اتبعت الطريقة القديمة المتوالية!!.

ويكمن جمال هذه الطريقة في تربية الذهن عليها بحيث تصبح مع الأيام طريقتك العفوية في التفكير والاستنباط - بصرف النظر عن الورقة والقلم - .. ورغم أنها تبدو للوهلة الأولى بدهية ومسلّماً بها لكنها في الحقيقة غير مطبقة في حياتنا العملية حيث يغلب على تفكيرنا السير باتجاه واحد، فالشاب العاطل مثلاً ليس في رأسه غير الوظيفة للحصول على الدخل، في حين أن التفرعات (التي خرجت من دائرة المال) قد تلفت انتباهه إلى إمكانات أخرى كثيرة حوله.. اضف لذلك أن مجرد وضع الأفكار على الورق يجعل الموضوع ثابتاً في الذهن ومتجسداً أمام العين - لأننا كثيراً ما نتحمس لمشروع ما ثم يتلاشى بالتدريج ما لم نحفظه على الورق - .. بقي أن أوجه الدعوة لتعليم أطفال المدارس التفكير بهذه الطريقة المتفرعة (بدل الطريقة المتوالية) كونها تقدم حلولاً أكثر وبدائل اعمق للمعضلات التي ستواجههم مستقبلاً (.. فالأغبياء وحدهم يذهبون بخط مستقيم!!).