عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
الشخصية القوية تضع الاهداف وتعمل لتحقيقها
أشارت دراسة علمية حديثة صدرت عن جامعة شيكاغو الامريكية، ونُشرت نتائجها في المجلة العلمية أبحاث المستهلك الى أنواع الشخصية التي غالباً ما يستخدمها المستهلكون لمنتجات السوق كنوع من العلاج بهدف تطوير مقدرتهم على التحكم بالنفس.
قسمت الدراسة المستهلكين الى فئتين، فئة تلجأ الى شراء المنتجات التي تساعدهم في تحقيق آمالهم وطموحاتهم. والفئة الأخرى تسعى لشراء المنتجات التي تساعدهم في تحقيق حاجتهم للأمن والامان. كما أشارت الدراسة الى أن الذين يتحكمون بأنفسهم اكثر من غيرهم،
هم الذين يطبقون ما يسمى استراتيجية ملاحقة الهدف على أنفسهم،
مثل الالتزام بإتباع نظام غذائي معين أو ادارة النقود.
الدكتورة أنجيلا لي من جامعة شيكاغو، والمشرفة على الدراسة تقول: على الرغم من ان علاج مساعدة النفس بشراء الحاجيات يُشبع حاجة السوق المحلي،
إلا ان مقاومة الرغبات تبقى عملية شاقة وصراع مستمر عند كثير من الاشخاص.
وقد قدمت الدراسة معلومات تعرض خطوة مهمة بإتجاه فهم آلية التحكم بالنفس، كما ألقت الضوء على منافع إتباع استراتيجيات معينة في متابعة الاهداف وتحقيقها لدى بعض الاشخاص.
عادة ما يتمتع الاشخاص الذين يتبعون استراتيجيات معينة في تحقيق أهدافهم، بمقدرة على التحكم بأنفسهم، وبالرضا الكبير بخاصة عند تحقيقهم لما يطمحون.
اما من يلجأوون لوضع الاستراتيجيات البديلة لإعتقادهم باحتمال فشلهم في تحقيق هدف معين،
فانهم لا يشعرون بالرضا بسبب قضاء معظم وقتهم في محاولة عدم الفشل بما يقومون به، مما يفقدهم الشعور بالامن والامان في حياتهم.
كما اشارت الدراسة الى بقاء واضعي الخطط والاستراتيجيات متحفزين ومستعدين الى ان يحققوا طموحاتهم بالاضافة الى شعورهم بالالتزام تجاه الآخرين.
بعد ان قام المشاركون في الدراسة بتعبئة استبانة خاصة. طُلب منهم ان يختاروا بين تناول تفاحة او لوح من الشوكولاتة كوجبة خفيفة لهم.
وكان من المدهش ان 80% من المشاركين ممن طُلب منهم سابقاً التفكير في استراتيجيات خاصة لتحقيق اهدافهم، اختاروا أن يتناولوا التفاحة بدل لوح الشوكولاتة، بينما 20 % ممن عارضوا وضع الخطط في الحياة بهدف تحقيق الاهداف اختاروا تناول لوح الشوكولاتة. مما يشير حسب قول الباحثين الى قدرتهم الضعيفة في التحكم بالنفس.
ثم قام الباحثون بالطلب الى المشاركين ان يتقدموا طوعياً لفحص التهاب الكبد الوبائي،
ومن المعروف ان إجراء فحوصات تتعلق باحتمالية الاصابة بأمراض خطيرة، يُعد أمراً غير مستحب وغير مريح،
ويتطلب من الخاضع للفحص تحكماً عالياً بالنفس بخاصة لدى الاشخاص المعرضين لخطر الاصابة بهذا المرض.
وقد أدهش الباحثون تقدم الاشخاص الذين يفضلون
وضع الخطط في الحياة لإجراء الفحوصات،
وتخلُف الاشخاص الذين يخافون الفشل في حياتهم ولا يبدون اي اهتمام بوضع الخطط التي تمكنهم من تحقيق الاهداف.
وقد علق الباحثون في مؤتمر صحفي على نتائج الدراسة بقولهم: لقد أثبتت النتائج أن من يضع الخطط لمستقبله ويعمل بجهد من اجل متابعة هدف معين يتمنى ان يحققه،
يتمتع بقدرة على ضبط النفس،
وبالمقابل فإنه يفقد السيطرة إذا ما حدث معه شيء يفقده تركيزه على هذا الهدف او يمنعه من تحقيقه.
كما لخص الباحثون النتائج بقولهم ان ضبط النفس والتحكم بالذات لا يُقصد به أداء الاعمال والاشياء الصحيحة فقط بل بالطرق الصحيحة التي تُؤدى بها هذه الاعمال.
المفضلات