عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
المدیر الموظف والمدیر الحقیقى
المدیر الموظف والمدیر الحقیقى:-
إن العقل القیادى فى حقیقتھ عقل استراتیجیى ذو تكوین ذھنى ونفسى ومھنى ممیز جزء منھ فطرى وبقیتھ
مكتسب، فھو عقل كلى جامع واسع الأفق متعدد الزوایا یمتلك منھجیة العالم وتأمل الفیلسوف ومخیلة الشعراء
ومنطق المفكر الحكیم ،,,,
وقد دارت نقاشات كبیرة بین علماء الإدارة حول طبیعة ھذا العقل واستحقاقاتھ حتى یكون مؤھلا للتفكیر
والتخطیط والعمل بطریقة إستراتیجیة تعزز من قدرتھ على تولى المناصب القیادیة بكفاءة واقتدار، ولأنھ قد تم
دراسة العدید من الأمثلة التطبیقیة لمستویات قیادیة متعددة، من الإدارة العلیا او الساعین إلى الصعود إلى قمة
الھرم بإداراتھم، لذلك لابد من توصیف المدیر الحقیقي والمدیر الموظف, مع البحث والتحلیل فى الخلفیة
العقلیة والنفسیة والمھنیة لكل منھما، لتحدید جدارة من یستحق الوصول إلى درجة المدیر.
المدیر الحقیقي یفكر بعقل ومنھجیة إستراتیجیة ومن ثم یسعى لامتلاك تصور استراتیجي واضح ومحدد عن
الواقع الحقیقي لإدارتھ وما یعتریھا من ضعف وما تواجھھ من تحدیات ، والموارد والإمكانیات المتاحة
لإدارتھ وآفاق تطورھا وعلى الجانب الآخر المھام الإستراتیجیة لإدارتھ خلال السنوات العشرة أو العشرین
القادمة ، ومن ثم یتمكن من صناعة رؤیة إستراتیجیة واضحة وأھداف عامة محددة لإدارتھ فیوجھ فكر وجھود
وإمكانیات إدارتھ لتأسیس وبناء حقیقي لاستثمار الموارد والفرص المتاحة لدیھ ومواجھة نقاط الضعف التي
یعانیھا والتحدیات التي یواجھھا فى السیاق العام لخطة المؤسسة بما یحقق النقلات النوعیة الكبیرة لتنمیة
المؤسسة, وإن لم تظھر واضحة في عھده خلال فترات زمنیة قصیرة أو متوسطة مقدما المصلحة
الإستراتیجیة على مصلحتھ الخاصة.
أما المدیر الموظف یفكر بمنھجیة تنفیذیة محدودة ومن ثم یتجاھل وربما یفتقر إلى القدرة اللازمة لقراءة الواقع
الاستراتیجي لإدارتھ في سیاق مراحل التطور التي تمر بھا المؤسسة ومن ثم لا یمتلك الرغبة وربما القدرة
على تحدید الفجوة بین الإمكانیات والموارد المتوفرة لإدارتھ, فتظل الإدارة عاجزة عن تحقیق الأھداف التي
تعلنھا وتبشر بھا المؤسسة، ومن ثم یسعى إلى جدولة أھداف سھلة وممكنة التحقیق وسریعة التأثیر, بمعنى
البحث عن انجازات سریعة وسھلة مع تجنب الدخول في القضایا والتحولات والانجازات الحقیقیة المطلوبة ،
وبالتالي یوجھ فكر وجھود وإمكانیات إدارتھ إلى تحقیق انجازات شكلیة سریعة فیستغرق في مشكلات
وتفاصیل الحیاة الیومیة المتعلقة بإدارتھ ویتعامل معھا بشكل جزئي محدود ویجمد عملیات التنمیة والتطویر.
كما أن المدیر الحقیقى یفكر فى العشر سنوات القادمة على الأقل ولحدود المؤسسة كلھا, وبالتنسیق مع كل
الجھات والإدارات ذات الصلة على مستوى المدخلات أو المخرجات، فى حین أن المدیر الموظف یفكر
ویعیش في حدود العام أو العامیین الحالیین و ربما الشھر والشھور التالیة وحدوده المكانیة لا تكاد تتجاوز
الأماكن والمواضیع المھمة سریعة الظھور والتأثیر, وفى الغالب تختزل مجالات تنسیقھ في حدود إدارتھ فقط
ولا یكاد یتجاوزھذا الإطار, كما أن سیاقات تفكیره تتحوصل فى حدود ما یحتملھ فكر أو تملیھ أو توحي بھ
الجھات العلیا .
وفى توجیھھ لموارد الإدارة نجد المدیر الحقیقي یسعى إلى استكمال البنیة الأساسیة لإدارتھ لتعزیز قدرتھا
على التعاطي مع تحدیات الواقع وتطلعات المؤسسة ، وتوجیھ أولویاتھ إلى المشروعات الاستراتیجییة ذات
الأولویة وفق المعاییر العلمیة والمھنیة ذات البعد الانتاجى المطلوب دون النظر لاعتبارات سریعة أو تأخر
ظھور الإنجاز ومن ثم الاستثمار الأمثل لمقدرات ا لإدارة والمؤسسة, والتحول الحقیقي لتنمیة قدرات قد تؤتى
ثمارھا على المدى المتوسط أوالبعید.
بینما نجد المدیر الموظف یسعى إلى تحقیق انجازات سریعة وبارزة دون النظر إلى الاعتبارات الاستراتیجییة
أو التكلفة والعائد ، حیث یھدف إلى صناعة انجازات سریعة غالبا وھمیة ترتبط بشخص المدیر لتعزیز فرص
استقراره وبقائھ وبطبیعة الحال تكون النتائج كارثیة ویستمر معھا مسلسل إھدار المقدرات الإدارة والمؤسسة
في غیر الاتجاه الصحیح وتكریس حالة التخلف والضعف السائدة.
یا سادة یا كرام المدیر الذي نحلم بھ وننشده في جمیع مواقع العمل فى مجتمعنا ھو الذي یتحول بمؤسساتنا من
الخسارة إلى الربح ، ومن الاستیراد إلى التصنیع والإنتاج الممیز والتصدیر, ومن المحلیة إلى العالمیة و
ینطلق بمؤسساتنا من الأرباح المحدودة إلى الأرباح الضخمة.
و یتحول بمؤسساتنا من التقلید والمحاكاة إلى الإبداع والابتكار، ویخرج بمؤسسات الدعوة والتربیة والإصلاح
من ضیق وسكون الغرف المغلقة إلى ساحات المجتمع ومواقع المشاھدة والفعل والتغییر والإصلاح و یتحول
بالمدرسة من مخازن حشو الأفكار والمعلومات البالیة إلى البیئة التعلیمیة الحدیثة الإبداعیة الخلاقة التي تعد
أجیالا من المبدعین الفاعلین في المجتمع ، وبالنادي الریاضي والمنتخبات القومیة إلى ساحة المنافسة العالمیة
ومنصات التتویج الأولیمبیة، وینھض بالحزب السیاسي من الدمیة والدیكور ومسرح العرائس المتحركة إلى
امتلاك أدوات القوة والفعل والتحرك بھا نحو التغییر والإصلاح والتنمیة الحقیقیة والنھضة.
فى الحقیقة نرید( مدیرا تغییریا یمثل ثورة تصحیحیة في عالم الأفكار والأفعال)
المفضلات