عشت هذه الحياة مؤمنا بقوة الآخرين وكفاءتهم، وليس بقوتي وكفاءتي، والآن انتابتني الدهشة عندما اكتشفت أن قدراتي كانت حقيقية، لقد كان الأمر كما لو كنت وجدت ثروة في بطانة معطفي القديم. (جون ميلز)

إن أفكارك هي التي تحدد ملامح يومك، تدرك شيئا بحواسك ثم تتفاعل مع إدراكك هذا بتكوين فكرة عنه، ثم تستجيب لتلك الفكرة بمشاعرك، وقد تتخذ خطوة حيالها، أو تظل دون أن تتحرك، ويترتب على الخطوة التي اتخذتها أو على بقائك دون أن تتحرك نتائج معينة، ثم تدرك هذه النتائج، ولكن أتعلم ما الذي يحدث بعد ذلك؟ تكوِّن فكرة، هذه هي دورة التفكير.

ربما تكون قد سمعت العبارة القائلة: "أنت ما تفكر فيه" وبالإضافة على ذلك فإن أفكارك تنعكس إلى خارجك مما يجعل الجميع يتأثرون بها، هل لاحظت من قبل أنك قد تعامل شخصا ما بطريقة: "ماذا تريد؟" بينما قد تتعامل باحترام مع شخص آخر بحيث تقول له: "هل لي أن أساعدك؟" إن بعض الناس يبدون الثقة في أنفسهم، بينما هناك آخرون لا يفعلون ذلك، وقد ينفذ أحد الموظفين تعليمات أحد رؤسائه في العمل كما ينبغي، بينما تجده يستمع إلى ما يطلبه منه أحد رؤسائه الآخرين على مضض، كل هذه الأشياء هي نتيجة التفكير.

إن التفكير في أمر يحوله إلى حقيقة، فالشخص الذي يعتقد أنه أقل من غيره بغض النظر عن قدراته ومؤلهاته الحقيقية يتصرف بطريقة تجعله يبدو كذلك، فالتفكير هو الذي يحكم التصرفات، فإذا شعرت امرأة أنها أقل من الأخريات تجدها تتصرف بهذه الطريقة، ومهما حاولت إخفاء هذا الشعور فلن تتمكن من إخفائه طويلا، والشخص الذي يشعر أنه غير مهم من المرجح أن يعامله الآخرون بهذه الطريقة.

إن طريقة تفكيرك هي التي تحدد الطريقة التي تتصرف بها، والطريقة التي تتصرف بها هي التي تحدد الطريقة التي يعاملك بها الآخرون، فكيف تفكر؟