القراءة مهارة ، وهي فعل بصري صوتي أو صامت يستخدمه الإنسان لكي يفهم ويعبر ، ويؤثّر في الآخرين ، والقراءة صامتة ، وجهرية ، وهي بطيئة أوسريعة.

فأما الصامتة: فتُستخدم للفهم.

وأما الجهرية: فتستخدم للتأثير في الآخرين.

وهي لذلك تحتاج إلى حركات الأيدي وتعابيرالوجه والتنويع في الصوت ، والشدّ على مخارج الحروف.

وهناك حكمة تقول :

إن الشخص الذي لا يقرأ ليس أفضل حالاً من الشخص الذي لا يعرف كيف يقرأ ؟

أولا: أساليب تطوير مهارة القراءة الصامتة.

هناك قاعدة شهيرة تقول :

بدلاً من قراءة الكتاب عدة مرات ، نكتب مذكرات نسجل فيها النقاط المهمة للموضوع .

تتجسد القراءة الصامتة في العملية التي يتم بها تفسير الرموز الكتابية وإدراك مدلولاتها ومعانيها في ذهن القارئ دون صوت أو همهمة أو تحريك الشفاه .

وهي تقوم على عنصرين هما :

أولا: النظر بالعين إلى الكلمات المقروءة .

ثانيا: النشاط الذهني لاستيعاب الكلمات المقروءة .

ومن أساليب تطوير مهارة القراءة الصامتة :

1- تصفح النص أولاً ، وتحدد الأجزاء التي يركز عليها المؤلف ، ويعطيها المساحة الكبرى .

2- إذا كان هناك رسومات توضحية عن أي فكرة أو مصطلح في النص ، فلابد أن تكون الفكرة مهمة .

3- إذا ضايقنا الوقت نتجاوز الفصول الصغيرة ونركز على الكبيرة منها .

4- قراءة الجملة الأولى من كل مقطع بعناية أكبر من بقية المقطع .

5- تسجيل ملاحظاتنا على العناوين ، والجملة الأولى من كل مقطع قبل قراءة النص ، ثم نقوم بإبعاد النص عنّا .

6- التركيز على الأسماء والضمائر وأدوات الشرط في كل جملة .

7- يمكن الاستفادة من بعض أساليب تطوير مهارتـي القراءة الجهرية والسريعة .

ثانيا: أساليب تطوير مهارة القراءة الجهرية.

القراءة الجهرية تعني تلك العملية التي تتم فيها ترجمة الرموز الكتابية وغيرها إلى ألفاظ منطوقة وأصوات مسموعة متباينة الدلالة .

وهي تعتمد على ثلاثة عناصر هي :

أولا: رؤية العين للكلمات المقروءة .

ثانيا: نشاط الذهن في إدراك معاني الكلمات .

ثالثا: التلفظ بالصوت المعبّر عمّا تدل عليه الكلمات .

لابد في البداية من التدرّب على القراءة الصامتة ، وهذه المرحلة تسبق القراءة الجهرية ، إذ دون فهم لمعنى النص لن يجيد القارئ الأداء الحسن ، ولذلك يجب البدء بفهم المعنى الكلي للنص عن طريق القراءة الصامتة .

وهناك أساليب كثيرة لتطوير مهارة القراءة الجهرية قدّمها المتخصصون ، من أهمها :

1- التدّرب على القراءة المعبّرة عن المعنى ، ويكون ذلك من خلال استخدام حركات الأيدي وتعابير الوجه والعينين .

2- التدرّب على القراءة السليمة من خلال ضبط شكل الكلمات ، والنطق السليم لمخارج الحروف .

3- التدرّب على القراءة الجهرية أمام الآخرين بصوت واضح وأداء مؤثّر دون تلجلج أو تلعثم أو تهيّب أو خجل ، فهذا يمنح المتدرّب على القراءة الثقة بالنفس والشجاعة .

4- تلخيص النص قبل قراءته لأنه يمكّن القارىء من التركيز في أثناء القراءة .

5- التدرّب على الإحساس الفني والانفعال الوجداني بالنص .

6- التدرّب على ترجمة علامات الترقيم إلى ما ترمز إليه من مشاعر وأحاسيس ، ليس في الصوت فقط ، بل حتى في تعابير الوجه واليدين .

7- يُفضّل أن تكون القراءة أمام زميل أو أكثر فهذا يدرّب القارىء على الثقة بالنفس ، كما يساهم في كشف الزملاء لإخطائه .

8- التدرّب على القراءة السريعة .

ثالثا: أساليب تطوير مهارة القراءة السريعة.

لقد أصبحت القراءة السريعة من الأمور المطلوبة في عصرنا الذي يتميّز بالسرعة ، لأنها توفّر لنا الجهد والوقت.

وقد أثبتت الدراسات أن الشخص العادي يستطيع أن يُحدِثَ تحسّناً يتراوح بين 50 إلى 100 % في سرعتة في القراءة دون أن يفقد شيئاً من فهمه للمعاني التي يقوم بقراءتها .

وثبت أيضاً عدم صحة الاعتقاد الشائع بأن من يقرأ ببطء يفهم أكثر ، بل على العكس فالشخص سريع القراءة قد يتفوّق عليه بحيثُ يحصل على أفكار ومعلومات أكثر ممن يقرأ ببطء في وقت محدد.

ومن المهارات التي يمكن الاعتماد عليها لتطوير مهارة القراءة السريعة :

1- تخصيص وقت يومي دون انقطاع لممارسة مهارات القراءة .

2- أن تكون القراءة من أجل الوصول إلى الأفكار الأساسية للنص .

3- تطوير القدرة على الفهم بقراءة النصوص الصعبة .

4- تحديد وقت محدد للقراءة والتصميم على الانتهاء في الوقت المحدّد .

5- تركيز الانتباه والابتعاد عن كل ما يدعو إلى التشّتت .

6- النظر إلى النص كقطعة واحدة لامجرّد مفردات ، ومع التكرار سوف ينمّي القارىء المجال البصري لديه ، ويقلل تثبيت العين .

7- زياردة السرعة في القراءة بعد مدة زمنية قصيرة من البدء بالبرنامج .

8- عدم التلفظ بالكلمات التي يقرؤها المتدرّب .

9- التركيز على الصفحة بكاملها ، وعدم التركيز على الكلمات .

10- الحرص على إجبار النفس على القراءة السريعة ، صحيح أننا لن نفهم كل ما نقرأ في البداية ولكن بالتمرّن يومياً يمكن أن نتعلم بسرعة ، وأن نُلمَّ بالأفكار بطريقة خاطفة .

11- عدم الاهتمام بالأخطاء فهذا أمرٌ طبيعي في البداية ، وحلُّ ذلك يكون بالاستمرار في التمرين .

12- قراءة الموضوع نفسه بسرعة مرتين أو ثلاث مرّات إذا لزم الأمر للحصول على الأفكار الرئيسية ، وبعد ذلك يمكن القراءة بعناية للوقوف على التفاصيل .

13- الحرص على قراءة العبارات والجمل وعدم قراءة الكلمات .

14- التدرّب على القفز من عبارة إلى أخرى ، ومن جملة إلى جملة ، ووضع خطوط تحت النقاط البارزة ، ويمكن للجمل التالية أن توضّح النقاط التي تظل غامضة .

15- التدرّب على أن نتوقّع مايريده كاتب النص .

16- إختبار النفس من حين لآخر لرؤية مدى ما أحرزناه من تقدم في سرعة القراءة ، وذلك بحساب عدد الكلمات التي نستطيع قراءتها في الدقيقة الواحدة .

رابعا: قراءة الاستماع.

وهي التي يستقبل فيها الإنسان المعاني والأفكار الكامنة وراء ما يسمعه من الألفاظ والعبارات التي ينطق بها القارىء قراءة جهرية ، أو المتحدث في موضوع معين ، أو المترجم لبعض الرموز والإشارات ترجمة مسموعة.

وهذه القراءة تحتاج إلى ما يلي :

1- حسن الإنصات .

2- مراعاة آداب الاستماع وعدم المقاطعة أو التشويش .

3- ملاحظة نبرات صوت القارىء .

4- طريقة الأداء اللفظي لقارىء النص .

نصيحة :

لابد لمن يرغب فـي تطبيق إحـدى مهارات القراءة المذكـورة : الجهرية ، أو الصامتة ، أو السريعة من الاستمرار ، وعدم انقطاع ، وأن يخصص فترة زمنية يومية حتى يحقق البرنامج .

وسيكتشف لو طبّق ذلك أن النتائج ستكون إيجابية بعد مرور الأسبوع الأول .