د. سامية العمودي وباب النجار المخلوع

احتفلت جمهورية مصر الشقيقة مؤخرا بالعالم المصري الدكتور مصطفى السيد أثر تقلده أرفع وسام علمي في أمريكا وقلده إياه الرئيس بوش تكريما له نتيجة لأبحاثه المهمة في علم مكافحة مرض السرطان وهنا تذكرت بمرارة مدى سذاجتنا في السعودية عندما صدقنا وفرحنا بلا لزوم لذلك التكريم المماثل للدكتورة سامية العمودي أخصائية أمراض النساء والولادة ولكن ليس لأبحاثها الفذة كما فعل هو ! وإنما لإصابتها بهذا المرض الخبيث " اللهم لا شماتة " وجاءت السيدة لورا بوش عقيلة بوش إياه لزيارة السعودية وكرمتها أيضا بوسام واحتفلت الفضائيات السعودية كالعادة بهذا التكريم المدعي للسخرية ، واكتشفت بأننا ببساطة نصدق أي كلام فارغ يقال لنا ونأخذه على محمل الجد ، فعندما تزور أحد أقاربك في منزله ويقول لك منور أو وأنت الخير والبركة هو لا يقصد أنك منور كلمبة كهربائية مثلا و أنما مجاملة ونوع من الترحيب بك ، وفي الكلام العلمي يسمى ذلك كلام فارغ لا معنى له ! فأنت لا منور ولا حاجة وإنما مجاملة ، وهذا بالفعل ما حدث مع الدكتورة سامية تحديدا عندما كرمت فصدقت ونحن صدقنا ذلك السخف كيف نكرم النجار وبابه مخلع ! كم من المريضات الغلابة اللاتي قمن بزيارتها سابقا ونست أن تذكرهن بضرورة الفحص الطبي المبكر لسرطان الثدي والذي قد يمنع الإصابة أو يساعد في ما يسمى بالاكتشاف المبكر للمرض ، حتى أنها هي نفسها لم تذكر ضرورة أن تقوم بهذا الفحص لنفسها ! وعندما تفاجأت بكبر الورم تذكرت أنها هي أصلا طبيبة أو من المفترض ذلك وتذكرت ما درسته أيام الجامعة ومسحت الغبار عن تلك المجلدات الطبية لعلها تجد ما قد نسته منها ! وربما حاولت أن تتصل بمئات المريضات إياهن اللاتي قد زرنها سابقا لتعتذر عن عدم تذكيرهن سابقا بضرورة الفحص الطبي وربما تراجعت أخيرا لقناعتها بعدم جدوى ذلك وما فات قد مات أي المريضات إياهن ! وهنا أطالع الدكتور العبقري مصطفى السيد و أقول حقا أنت الذي تستحق التقدير ! .

المستشار الإعلامي

أنمــــار خريص