ضعف الشخصية

ضعف الشخصية أمر بات يرافق العديد من الشباب، وهو وإن كان له خطورته إلا أنه في نفس الوقت له علاجه إذا عزم الشاب على ذلك، وسلك الطريق الموصلة إليه.
إن الناسبطبعهم لا يحبون ضعيف الشخصية، ذاك الرجل المذبذب الذي لا يحسن اتخاذ القرار ولامواجهة الآخرين، ولا يجيد التعبير عن آرائه والدفاع عنها، ولا يحسن التصرف فيالأزمات والأمور الصعبة
.
لذا كانت معالجة ضعف الشخصية أمرا له أهميته ومكانته،وجدير بالشباب العناية به، على أنه لا بد للشاب من الواقعية وعدم الوهم، فإنالكثيرين يعتقدون في أنفسهم ضعف الشخصية، خاصة إذا لم يمكنهم الحصول على مطلب معينأو تحقيق مقصد سعوا إليه، وهذه مبالغة منهم وتحقير لأنفسهم، وربما أدى بهم هذاالوهم إلى أمراض أخرى تحتاج إلى معالجة، ولا بد من التنبه إلى أن الشخص قد يكون قويالشخصية في موقف أو مكان ما، ولا يتوفر له ذلك في موقف أو مكان آخر، فالأمر إذاًنسبي، وليس هناك حد معين لضعف الشخصية، إلا أن هناك مظاهر معينة وعلامات تدل علىخلل في الشخصية ينبغي معالجته.

من مظاهر ضعف الشخصية :
1- عدم القدرةعلى اتخاذ أي قرار حتى في الأمور الشخصية.
2- الخوف والخجل من الكلام أمامالآخرين أو محادثتهم
.
3- عدم التحكم في العواطف والمشاعر. بل ينجرف وراءها دونمعرفة بعواقبها
.
4-التبعية للأقوى في الرأي والفكر والحركات وغيرها
.
5- كثرة الشكوى واللجوء للآخرين حتى في أبسط الأمور.
6- تقليد الآخرين في حركاتهمولباسهم وهيئاتهم بل حتى وآرائهم وأخلاقهم
.

هذه بعض مظاهر ضعف الشخصية والتيهي في الحقيقة نتاج كلي لعوامل ذاتية وأسرية وبيئية متداخلة ومتراكمة على مرالسنين، فهي ليست وليدة يوم وليلة وإنما هي حصاد سنوات مضت كان لها أثر في تكوينشخصية معينة لكل منا
.
وعموما فإن تعرض الشخص لأسلوب تربية خاطئ من قبل الوالدينأو من يقوم مقامهما له أثر في ذلك، فالدلال الزائد الذي يعدم الشخص تعلم الاعتمادعلى نفسه فيما يستطيعه من أمور، والخوف الزائد عليه وكذلك الشدة الزائدة عليه فيالتربية بحيث لا يعطى فرصة التعبير عن رأيه وتوضيح ما يجول في خاطره، كل هذا لهأثاره السيئة والمنتهية بضعف شخصيته، بالإضافة إلى بعض الأمور الأخرى التي قد تكونسببا في ذلك مثل الخجل أو الخوف أو نحو ذلك


البداية تكون بصحة التشخيص:

وعلى الشاب الذي يعاني من ضعف الشخصية أن يحدد السبب في هذا الأمر حتىيستطيع معالجته، فإن كان خجلا حاول التخلص منه، وإن كان خوفا سعى لإزالته، وهكذا

بالإضافة إلى الأمور العامة التي تساعد في التخلص من هذه المشكلة ومنها:

أولا: كثرة القراءة والمطالعة، خاصة لأولئك الأشخاص الذين تميزوا بقوة الشخصيةوالتأثير على الآخرين، وأولهم وأعلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صحابته،وهكذا فإن كثرة القراءة في سير هؤلاء سيثير في نفسك الحماس للتخلص مما أنتفيه.
ولا تنس مع ذلك القراءة في الكتب الحديثة المهتمة ببناء شخصية الإنسان، فهيتساعد الشباب على كيفية التعامل مع الآخرين وكيفية اتخاذ القرار وعوامل إقناع الناسوغير ذلك، فإن هذه القراءة المتنوعة ومحاولة التطبيق ستؤدي إلى نتائج إيجابيةناجحة
.
ثانيا : تعرف على نقاط الضعف لديك وحاول معالجتها والتخلص منها تدريجيا،فمثلا إذا كنت تعاني من عدم القدرة على الدفاع عن الرأي فحاول تدريب نفسك علىالدفاع عن الرأي، وذلك يتأتى لك بالتمعن في الموضوع الذي تريد طرحه وإقناع الناسبه، وتأمله من جوانبه المتعددة ومعرفة سلبياته ومآخذ الناس عليه، وبالتالي استحضارالرد عليها، وشيئا فشيئا ستصل إلى قدر جيد من إقناع الآخرين أو على الأقل أن تجعلرأيك محل نظر واهتمام
.

ثالثا : لا بد أن تنمي لديك العديد من المهارات التيتعينك على تقديم نفسك بشكل أفضل أمام الآخرين، فإنه على قدر ما تتقن من مهارات أياكانت هذه المهارات ستكون منزلتك عند الناس
.
رابعا : ابذل جهدك واسع للإجادةفيما يسند إليك من أعمال، حتى ولو لم تكن واجبة عليك، فإن كثرة مزاولة الأعمالالمختلفة والمتنوعة سيولد لك خبرات وتعاملات تستطيع من خلالها مواجهة الآخرينومعرفة الطرق النافعة في ذلك
.

خامسا : لا بد من تحديد أهدافك في هذه الحياةبوضوح تام حتى تستطيع بناء علاقات مناسبة مع أناس يسعون لتحقيق تلك الأهداف
.
سادسا : شارك فيما تستطيع من الأنشطة العامة والخاصة و العائلية وغيرها، فإنالمشاركة في مثل هذه الأنشطة تعطي الإنسان مزيدا من الخبرات يستطيع من خلالهامواجهة الآخرين
.

سابعا : حاول التحدث مع أقرب الناس إليك سواء من أقاربك أوأصدقائك، ثم تجاوز ذلك إلى غيره، وأنت في كل ذلك تحاول الاستفادة من مواقفك، وترقىبعد ذلك إلى الحديث أمام المجموعات شيئا فشيئا حتى تصل
.
ثامنا: توقع الفشل وضعهفي حسبانك، وحول الخوف منه إلى استفادة، بحيث تتجنب الوقوع فيه فيما يستقبل منأمرك، ولا تيئس من تكرار المحاولة مرة بعد مرة
.

وأخيرا اعلم أنك كلما كنتقريبا من الله بكثرة العبادات والطاعات والبعد عن المحرمات كنت موفقا، فإن من كانمع الله كان الله معه، ومن كان الله معه فلن يخذله.