حين يكون للناسِ وجوهٌ مختلفة
كل عشب يبدو بضفة نهر ... قد نما من شفاه ظبي أغر
لا تطأ ويحك النبات احتقارا ... فهو نام من مزهر الخد نضر
من الناسِ من يغيره الدينارُ والدرهم
كنت تراه فتعرفه توادّه ويوادّك,وبينكما من الترابط الكثير
لكن بضع دراهم قدْ تُغيّر كل ذلك فترى نفسك أمام وجه جديد متأنف يحركّ خدّه مصعّراً إياه
تقول في نفسك: الله يرحم أيام زمان لمّا...والا بلاش
&&&&&&&&&
من الناس من تكسر شوكته الأحداث
وكأن تأديب رب العالمين قد أجدى نفعه فيه
تراهُ فلا تعرفه...أهذا الذي كان وكان؟؟
سبحان مقلّب الأمور والأحوال
كيف كان بعيدا جدا, جدا
تراه بمرض أو ضربة تجارية,أو بمصيبة ما قد صار الحالُ غير الحال
فتقول في نفسك...(وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعلَ اللهُ فيهِ خيراً كثيرا)
&&&&&&&&&
من الناس من لسانه شؤم ,وتصرفه لؤم, ديدنه الندبُ والشجبُ لا يكتفي من الصياح والنياح على الذات
لا يقدّر لله نعمه ,يحسد ما في أيدي الناس وينتظر الخير يهلّ عليه بلا عمل
تراه فتشفق عليه
فهو سيظل على حاله هذه حتى يشيخ وتتغضن ملامحه
سيكون فمه قد اتخذ وضعية التعجب والحسد قد انحنى ظهره لدنيا اتخذها غاية فكانت له نهاية
ولا حول ولا قوة إلا بالله
&&&&&&&&&
من الناس من حاله عجب العجاب
لسانه الحمد والشكر
وكل تفكيره في تقصيره
تراه فتزدري نفسك وأنت تسمعه يترنم بالحمد ويجتهد العمل على حال من الدنيا قد لا ترضيك لكنه يراها قمة النعمة من رب كريم
سعادة مثله هي سعادة لا تنبع من الشكليات التي نخرتك كسوسة .
سعادته داخلية تفيض عليه
وهي كاملة في الدنيا ,مكتملة في الآخرة -بإذن الله- عند رب يحبّ الحمّادين في السراء والضراء
أولئك قلة من الناس ستجدهم حتما إن نظرت مرة في دواخل الناس لا في مظاهرهم
من الناس من يسعد بالعمل لله
ومن جرب العمل التطوعيّ خاصة في أوقات الروحانيات أو حتى في لحظات الإخلاص يدرك معنى كلامي
أولئك لا يسألون الناس أجرا
ديدنهم ديدن الأنبياء وهدفهم إخراج الناس من عبادة ما لا يعبد إلى عبادة ربُ العباد والعبيد
تراهم إن تعبوا يقولون(مع الاحتفاظ لصاحبة الجملة الأصلية بحقها في ذلك جزاها الله خيرا) :كان نهاراً شديدَ الأجرِ .
بدلا من مقولتنا المعتادة كان يوما متعبا,شاقا ,شديد الحرّ
أولئك يعملون في كل الظروف ,ينتجون الأجيال التي تسعى بالخير
اللهم أمدّهم بمدد من عندك وثبتهم على خطاهم وألحقنا بهم ...اللهمّ آمين
&&&&&&&&&
من الناس من إن احتجته كان عندك, وإن غبت عنه افتقدك,وإن مرضت عادك, وإن مت نعاك
ينصحك إن أخطأت ويداوي جرحك إن أصبت
جواهر في الإخلاص ولآليء جاد بها الزمان عليك
أولئك فعضّ عليهم بالنواجذ فحقا أنت محظوظ إن وجدتهم في طريقك
فلسنا كلنا نجد ما وجدت
واحرص أن تكون لهم كما هم لك ,فرُبَّ مسيءٍ لهم قد كدّر مياههم حتى تغيرت نفوسهم فما عادوا لينفتحوا لأحدٍ بعدُ.
&&&&&&&&&
من الناس من تعشق مبسمه
كلامه سحر ومظهره أنيق ...مميّز في عمله,دقيق مجتهد..قد حدد هدفه وسعى نحوه في ثبات
هو صارم وإن كنا نعلم ان مدة من الزمن كفيلة بمنحه بشرية في التعامل تجعله يتعامل بمرونة مع شرائح أكثر مما اعتاد قبلاً
لكنه ينتقي المعارف والأصدقاء, فإن كنت من معارفه فهنيئا لك لكن لا تجعل نفسك له مطيّة
وإن أعرض عنك فلا تحزن ولا تذهب نفسك عليه حسرات فكل نجم وله أفلاكه ولا بدّ أن تجد يوماً من يدور أو تدور معه في ذات الفلك
&&&&&&&&&
من الناس من يرى نفسه فقط في نرجسيّة عمياء
يجنّ جنونه إن أحببت أو أعجبت بغيره
يحارب من لا يمجده بكل الوسائل شريفة كانت أم غير ذلك,هو من قوم اعتقدوا بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة
لذا احذر جيدا فهو ما أن ينتهي من استخدامك سيلقيك كورقة بالية
وإن وقفت في طريقه سيسعى لتدميرك بوسائله كلها
لذا أنصحك بأن تكون ذكيا في التعامل مع مثله ,وإياك أن تخاف غير ربك,بل كن مع الله والتجيء إليه ولا تدع لمثل أولئك فرصة في تشويه وجه البشرية الجميل عندك
بل ألغهم من حسبانك
ولا حول ولا قوة إلا بالله
منقول
المفضلات