كيف تختار المسار المهني الأنسب لك
ذات مرة، قال فرانكلين د. روزفلت "إنه لأمر فطري أن يقوم المرء بتجربة طريقة جديدة. إذا لم تنجح يقر بصراحة بذلك ومن ثم يقوم بتجربة وسلية آخرى. ولكن أهم شئ هو التجربة". نحن شاكرين لكوننا نعيش في أزمنة تجارب حيث النمو و التطور هي النتيجة المأمولة و يكون رؤساء العمل قد تعلموا الصبر إذا لم يتعلموا من صميم قلبهم تقدير و ترحيب التنوع في الخلفية و المهارات التي تنتج عن التغيرات المهنية.




بدلا من الإستقرار المهني الطويل و الدائم يقوم العديد من الموظفين اليوم بالإلتزام بمسار مهني يستوعب التحديات و الفرص في حال ظهورها. هؤلاء قد تحفزهم عوامل خارجية بشكل كامل، كالعوامل الإقتصادية و إعادة الهيكلة و التقليص و الزيادة و ظهور قطعات مهنية جديدة ذات سيولة عالية أو تحفزها التغيرات في الأوضاع الشخصية التي قد تشمل العمر و التغيرات في الحالة الزوجية أو الوضع العائلي و الأماكن التي يفضلها ألأشخاص عن غيرها و متطلبات الحياة الجديدة و الرغبة في الحصول على عمل أفضل أو التوازن الحياتي.


مهما كانت الدوافع، لم يعد التغير الوظيفي المورد الوحيد الغير مرحب به لغير العاملين و لكنه أصبح عامل مشترك في تغير الأحداث و الذي من المتوقع أن يزيد مع إعادة هيكلة الإقتصاديات على نحو أسرع من السابق و مع زيادة تدفق المعلومات حول المسارات المهنية البديلة بحرية أكثر و بإكتساب وموضوع التوازن الوظيفي/ الحياتي أهمية كبيرة بالإضافة إلى النمو الإقتصادي الهائل الذي يعني كثرة الفرص المتوفرة. /p>


إستفسر إستبيان إلكتروني حديث أجراه بيت.كوم، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، عن كم مرة غير فيها الموظفين مسارتهم المهنية في حياتهم وغطى هذا الإستبيان حوالي 1420 موظف. كانت النتيجة كلآتي، إن أكثرية المجيبين قاموا بتغير مهنتهم لمرة على الأقل وقام الكثيرون بتغير مهنتهم لمرتان أو أكثر. تبين أن 40% من المجبين لم يقوموا بتغير مهنهم مطلقا بينما قام 27% بتغير مهنتهم لمرة واحدة و 32% من المجيبين غيروا مهنتهم لمرتان أو أكثر.


إذا، كيف تستطيع تحديد المهنة المناسبة لك في وقت يتدفق فيه التغير و كذلك الفرص في ظل باقه من الخيارات الواسعة؟ بالأسفل قام خبراء بيت. كوم المهنين بتوفير بعض الإرشادات في حال تعاملك مع هذا الموضوع الهام:


الحلم


(إبحث في أهوائك و إهتماتك)


1. إقرء المؤلفات الحالية التي تتناول موضوع التغير المهني و التي تطلعك على أسباب التغير و كيفية إجرائه و الوقت المناسب له. من هذه الكتب كتاب (وات كلور إز يور باراشوت) و يعتبر هذا الكتاب وسيلة رائعة لبدء عملية إكتشاف الذات.


2. إسأل نفسك عما الذي كنت ستفعله في عالم مثالي لم تعد فيه النقود أمر أساسي لإستمرار الحياة. ماذا كنت ستفعل إذا كانت لديك سنة كاملة لتقضيها بعيدا عن العمل أو من الشخص الذي برأيك لديه وظيفة أحلامك و تريد أن تتمثل به إذا كان ذلك أمر مقدور عليه؟ هل كنت ستصبح شاعرا، هل كنت ستدير شركة عالمية ، هل كنت ستنافس في الميادين الرياضية أم هل كنت ستصبح مصمما معماريا لأهم المشاريع في العالم، هل كنت ستصبح مؤلفا، هل كنت ستعمل مع الأطفال أو الكبار بالسن، هل كنت ستصبح معلم، هل كنت ستداوي المرضى أم هل كنت ستصبح ممثلا؟


3. إسأل نفسك عن ماهية الواجبات المثالية لك التي ترغب بالإنخراط بها. هل تفضل الجوانب التحليلية من عملك (سواء أكان الحالي أو السابق) أم الجوانب الإدارية أم الجوانب التدريبية ماذا عن الجوانب المتعلقة بحل المشكلات؟ أم هل تفضل الجوانب المتعلقة بعملية صنع القرار داخل الفريق أم الكتابة أم التصميم أم التنسيق أم هل أنت من الذين يفضلون العمل الإداري


4. قم بإنشاء قائمة بتلك الجوانب لوظيفتك أو الوظائف الآخرى التي التي لا تحب أو تود أن تتجنبها.


5. كن صادقا مع نفسك و كن خلاقا و احلم بما تود أن تقوم به. إن مرحلة الحلم هي ليست للتركيزإنما هي مرحلة لتدع نفسك تختبر جميع الإهتمامات و لتجعلها فضولية تجاه المسارات و الإحتمالات الجديدة.




التحديد


(إبحث في قيمك و أولوياتك و مهاراتك)


6. قم بتحديد أولوياتك. ما مدى أهمية التوازن في حياتك العملية بالمقابل لتقدمك المهني أو إستقرارك الأقتصادي؟ ما مدى أهمية وقت فراغك بالمقابل لعملك و بالمقابل للتعلم؟ هل أنت مستعد لأن تعلق واحد أو إثنان منها لفترة من الزمن بينما تقوم بالسعي وراء ثالثة أو هل خطتك للحياة المثالية هي خليط يجمع الثلاث أولويات مع بعضهم؟ هل أنت سعيد بإستقرارك المالي أو ترغب بالحصول على مكسب مالي كبير؟ هل ترغب بالحصول على وظيفة أم مهنة؟ هل المكانة و الحالة الإجتماعية أمران هامان بالنسبة لك و كم كانت توفر مهنتك السابقة أو المحتملة؟


7. قم بتحديد قيمك الحقيقية و إبحث عن المهنة التي تتماشى معهم. كانت نصيحية آلبرت آينشتاين إذا تعلق الأمر بما سبق "حاول آلا تكون إنسان ذو نجاحات و لكن حاول أن تكون إنسان ذو قيم".


8. قم بإنشاء لائحة بمهاراتك و نقاط قوتك.


9. قم بإجراء إختبارات تقيم الذات حتى تتعمق بذاتك لتكون على دراية بالذي يحفزها و يدفعها و يلهمها.




تعمق و حلل


(قم بدراسة المسارات المهنية البديلة)


10. أجري بحثا عن المسارات المهنية البديلة لك (إبحث عن إمكانية النمو و مواصفات الوظائف و الراتب المدفوع وإمكانية التنقل و التوازن بين العمل و الحياة و كل الأمور الآخرى التي ستحدد طول المدة التي ستقضيها في مهنتك).


11. إكتسب أكثر كم من المعلومات حول المهن بينما تتوق إلى المسارات المهنية البديلة الممكنة. إقرء المواقع و المنتديات المهنية الإلكترونية و تحدث إلى الإشخاص الذين يعملون في الميدان و إشترك بالمجلات و الرسائل الإخبارية المهنية و لا تترك أي ركن لم تبحث فيه عند الإطلاع على المجال الذي من المحتمل أن تعمل فيه.


12. قم بإنشاء لائحتك الخاصة بمهارتك و إهتماماتك و قيمك إستعدادا لمتطلبات المسارات المهنية البديلة.


13. قم بوضع تحليلات و إحتمالات واقعية لتلك العوامل التي قد تعرقل إنتقالك في حياتك المهنية. هذه العوامل قد تكون لها علاقة بإمكانية التنقل بين الآماكن المختلفة أو العجز الإقصادي أومتعلقة بإعتبارات عائلية أو عوامل تتعلق بالتعلم أو التدريب. قم بدراسة الحواجز المهنية و غير المهنية لدخولمهنة ما و كن واقعيا بتحديدك كيف تستطيع أو ستستطيع التغلب عليهم.


14. إبحث عن النصح و الإرشاد. بينما تحاول إعادة إكتشاف نفسك قد تجدها بحاجة إلى التحدث إلى مستشار مهني بصفة رسمية أو تحدث إلى شخص يعمل في مجالك الجديد بصفة غير رسمية، قد يكون ذلك الشخص زميل أكبر منك عمرا أو نظير لك. الإرشاد الرسمي يكون أكثر نفعا عندما تحاول تخطي العقبات النفسية لنموك و تقدمك المهني. غالبا ما تكون العوامل الأكثر ضررا للتطور المهني هي نقص الإحترام للذات و القلق و الجمود و عدم القدرة على التعامل مع التغير بطريقة بناءة و هادفة.




قرر


(إختر المسار المهني المطلق)


15. دع غرائزك الطبيعية وإحساسك الباطني و الثمار التي جنيتها من بحثك المكثف ترشدك. العديد من الناس اليوم قد تعلموا كبح جماح هذه الغرائز الأساسية التي تدفعنا نحو القيادة و السعادة و النجاح في عالم أصبحت فيه الحسابات المكثة صفة من صفاته.


16. لا تنجرف مع الضغوط الخارجية. عادة ما تشكل العائلة و الأصدقاء و المجتمع ضغط على الشخص حتى يلتزم أو يتبع مسار مهنيا محددا. بابلو بيكاسو قال ذات مرة "قالت لي أمي: "إذا أصبحت جنديا، ستصبح جنرالا أما إذا أصبحت راهبا، سينتهي بك المطاف لتصبح البابا". و لكني أصبحت رساما و أنتهى بي المطاف لأصبح بابلو بيكاسو".


17. لا تدع الأمور الإقتصادية تصبح مرشدك الوحيد إلا إذا حددت عملية كسب الأموال ( بأمجادها و إكسسواراتها) على إنها أهم شئ عندك و هدفك في الحياة. غالبا، ما يكون من السهل تعويض الخسائر المالية القصيرة الأمد بحقيقة نجاحك بالنهاية و إكتسابك للعمق و المهارة في الحقل الذي يستهويك.




تحدى


(سر بخطوات واثقة في مهنتك الجديدة)


18. كن مؤمنا بنفسك. تحلى بالإيمان و الجراءة و الشجاعة في تحقيق طموحاتك. لا تدع إدراكك السلبي لذاتك و التنديدات الخارجية تحط من قدر داوفعك الحقيقية. بعد العمل المنزلي و القراءة و البحث و الإحساس الباطني و البحث بذاتك و الإتصال و التحليل. أغمض عينيك و أعثر على الشخص الذي أردت دائما أن تكون.


قال روبرت كندي ذات مرة: "فقط هؤلاء الذين لديهم الجرأة ليفشلوا فشلا ذريعا هم الذين يحققون نجاحا عظيما". سلح نفسك بأحلامك و معرفتك الجديدة بنفسك التي لا تقدر بثمن و ببحثك الدقيق جدا عن الفرص الكثيرة الموجودة و لا تتردب السعي وراء مهنة أحلامك. في النهاية، سيشكرك نجاحك!