تمر بنا فترات من الحزن أو السعادة تتفاوت بين ذاك وذاك، ولانعلم ما تستقر إليه، لكن في واقع الأمر أنه لايوجد شيء اسمه استقرار بين الحزن أو السعادة.فلو استقر الأمر على سعادة لفقدت الدنيا بهجتها ، ولفقد العقل رونقه في قوته وقدرته على البحث عن الحلول ، والتي من ميزاتها أنها تعطي من يحل مشكلته بنفسه كومة من سعادة غامرة لاتكون سوى بهذه المشكلة ، بل وثقة في نفسه تزيد حبه للدنيا ورؤيته لها أنها لاتزال بخير .أنت وحدك وتصرفك حيال ماتواجهه من ظروف يحدد كونك سعيداً أم حزيناً ، هذا أمر مسلم به يعرفه أغلب الناس والوسطاء العقلاء منهم.


لكن حديثي اليوم ليس عن أسباب سعادتك أو حزنك.. حديثي اليوم هو كيف تتجاوز الهم في فترة شدة قبضته عليك؟؟! دعني أوضح لك ولكِ عزيزتي نقاطاً أساسية ضعاها في الحسبان لتمر فترة الهم تلك بسلام، وتعبرا بحر الهم على سفينة الأمان إلى بره :


أولاً: لاتلم نفسك إذا ما أخطأت أو كثر زللك وقل حسن خلقك في فترة الهم:

ربما قارئ الموضوع يظنني أدعو إلى سوء الخلق في فترة الهم،لكن لحظة… ليس هذا ما أعنيه، بل أعني ألا تلم نفسك أكثر من اللازم إذا ما أخطأت وخذ باليسير.فلوم النفس كثيرا وإشعارها بالذنب وحده سيزيد من همك همين ، بالتالي ستخطئ أكثر وتسيء خلقك أكثر .فأول أمر تفعله هو ألا تكلف نفسك شعوراً بالذنب لاتطيقه ، بل إن أخطأت بحق أحدهم فقط بين له واعتذر له ، ولاتلم نفسك أن تصرفت هكذا معه إلا بقدر معقول لايؤذي مشاعرك ، حينها ستكون عدلت واتزنت في فعلك حتى يمر همك بسلام تسعد من بعده .

ثانياً : تجنب كل ما يحرك فيك مشاعر الغضب:

إن حذرك من الغضب في هذه الفترة يجب أن يتضاعف عن حذرك في فترات أخرى والسبب يكمن في أن النفس تكتنز كثيراً من المشاكل المعتركة ، فإذا ما أتى من المشاعر مايفجر كومة الارتطام الضائع بك فسيكون شيئاً لاتحمد عقباه ، وستكون أتفه الأسباب تعبر عن القشة التي قصمت ظهر البعير.
ثالثاً: تجنب من يذكروك بهمك لمجرد التذكير حتى وإن كان بجهل منهم:


بعض الناس كلما ركنت لهم ذكروك بهمك ، ليس شماتة بل رغبة صادقة في مساعدتك وهم يزيدون همك من حيث لايشعرون ، لذلك تجنبهم حتى لاتزيد همك ، واحرص أن تكون مع أناس ينسونك الهم ، لأن السعادة هي من تفتح مدارك العقل ليجد الحلول ، فاحرص أن تكون مع أناس يسعدوك وإذا طرحوا الهم عليك طرحوا لك أموراً فعليه تؤثر فيما أهمك أن يزول ويتبدل إلى سعادة.. ولا أعني بذلك أن تترك المشاكل دون حل ، لكن اتبع الحلول العملية واترك الكلام الفائض الذي لايغير واقعك ، إلا أن يزيد سوء مشاعرك بإحباط مضاعف.
رابعاً: الجأ لما تؤمن به :


الجأ لربك في كشف الهم ، ومن السذاجة أن يكون “محض” دعاء ، بل لابد أن يرافق الدعاء العمل ، كلاهما سواء في خط واحد سيحققان لك تخلصاً سريعاً مما أهمك ، أحسن الظن وثق بربك وابدأ البحث عن حلول منطقية بعقلك تشتت الخبايا المظلمة.. وسيهديك.
وأخيراً أطرح نصيحة..

كل حياة لابد وأن يكون فيها من الهموم ولو اليسير ، والذكي من يسعى جاهداً بروح سوية ونفس سمحة للتخلص السريع من همومه، لأنك إذا أسعدت نفسك أولاً ستسعد سواك ومن تحب، فابدأ بنفسك وجردها من بقايا أفكارك الباعثة للهم وسارع بحل مشاكلك لتبقى على أرض خضراء تعطي السعادة وتستقيها .
قد يقول البعض ” وهل يعقل أن يكون شخص لايريد التخلص من همه؟؟!!”..
أقول نعم… لكن “وهم لايشعرون”..

البعض إذا اعتاد على الهم قد ييأس سريعاً ، وربما أصابني بعضاً من ذاك الشعور في فترات عدة، لكني لا أزال أذكر نفسي أولاً بأول أن الأمور ستتغير ، وأن يومي ليس كما أمسي وأرى أثر هذا الأمل في فعلي أنه يتحسن للتخلص من مشكلتي .


فمن رأى في نفسه الاعتياد على المشكلة فليسارع بالحل الأمثل دون أن يضر نفسه ومن سواه، وثق أن كل شيء مرهون بعملك فابدأ بنفسك وأسعدها.