عضو نشيط
- معدل تقييم المستوى
- 21
آراء الناس قد تعميك عن إنجاز حلمك
اختر مرساة تأخذك لشاطئ الحلم!
كنت أكرر مراراً لكل من طلب نصيحتي ألا يتخذ كلام الآخرين مرساة له لتحدد على أي شاطئ سيحط رحاله، بل اختر ما أنت تحبه ولا تبالِ بهم مهما قالوا!هذا في الحقيقة ما يحيي النفس باتزان وتصالح نفسي داخلي يتوافق وظاهرها ، بل هذا أساس كل إنجاز حقق صاحبه به شموخاً صاعداً عظيماً، لايعني كلامي احتقار الآراء أو نبذ المشورة ، لكنه يعني ترك الانقياد الأعمى للناس وما يشيروه حتى درجة إعدام العقل عن التفكير بل ورؤية ظالمة لذات المرء وكيانه ، حيث أن أغلبية الناس يميلون للتشكيك بقدراتهم أمام مايطرح عليهم من أفكار الناس، فإذا تحقق لهم النجاح قالوا (صدق فلان) وإن أخطأوا وفشلوا لاموا أنفسهم بالفشل ، ونسوا تماماً أنهم هم أنفسهم يمكن أن يشيروا على أحد ما ويكونوا بمكان المستشار لا المشار عليه.
إنجاز حلمك يبدأ بالاستماع لقلبك
مارأيك أن تخبت الأصوات المسموعة بأذنك وتسمع لحقيقة داخلك؟دعني أوضح لك أكثر من باب الاطلاع على الأمر من كافة جوانبه، دعنا نمثل مشروعاً تنوي البدء فيه ،عرضت هذه الفكرة لكل الآراء عامة على الشابكة (النساء والرجال ، الشباب وكبار السن ، العالمين والجاهلين) ثم انتظرت آراءهم .
البعض منهم سيخبرك بجوانب عدة لتحذرها في مشروعك وجوانب أخرى تغتنمها، إذن فلتسمِّ أصحاب هذا النوع من التفكير (الحياديون العقلانيون) .. أي أنهم ينظرون للأمور بكافة الجوانب دون تمييز أو تحديد لشخص من طرح الفكرة على اعتبار أنهم (لايعرفوه).
حسناً.. النوع الآخر ستجد منهم من يهول الأمر بالأخص إذا كان المشروع أمراً يكون النجاح فيه نادراً، ولنتوقف على هذه النقطة للحظة…
بمجرد طرحك لموضوع نادر النجاح فيه، سيرونك الناس على الفور وبلا تفكير من الأغلبية أنك أحد الأشخاص العاديين الذي يغلب فشلهم في الأمر بدلاً من تشجيعك عليه، متناسين تماماً أن من يخاطبوه قد يكون خبيراً في الأمر أو عالماً .
والسبب؟.. إن رؤيتهم للأمور غالباً ماتتوافق مع التفكير التقليدي المعتاد من أغلب من حولهم ، فتجد منهم من يقيمك دون حتى أن يعرف من أنت وكيف تفكر ، وهل يكلم شخصاً عادياً أم عبقرياً ، هل يخاطب روحاً مغامرة متفائلة أم محبطة وتسعى لكسب مادي وحسب ، وغيرها من الأسئلة التي لابد أن يعتمد عليها المرء في تحديد شخصية من يقابله قبل أن يحكم عليه.
وللأسف ، غالب الأفكار اليوم تندرج تحت النوع الثاني من أنواع تفكير الناس ، من يحكمون على قدراتك قياساً بقدراتهم أو من حولهم، ولنسمِّهم (حكماء بلا أدلة) ، هذا النوع من الناس الذي يأخذ الأمور على جانب واحد، وهو الجانب الغالب لظنونهم قبل معرفة الطرف المقابل له، ففي مثالنا هنا بمجرد وضعك لفكرة مشروعك على الشابكة (الإنترنت) وقراءة هذا النوع من الناس لفكرة (عظيمة) سيقيسون تفكيرك بتفكيرهم ليهبوا إما بالسخرية منك أو بتهويل الأمر لتهابه على اعتبار أنك (مثلهم في التفكير) ، “شخص عادي أنى له هذه القدرة؟! ” ، وهم لايعلمون أن هذا المعتقد منهم هو من جعلهم (أناسا عاديين) وأحبطهم عن كثير من النجاحات بسبب ظنونهم العاجزة في أنفسهم .
بإمكانك إنجاز حلمك إذا وثقت بنفسك
قد تكون تستطيع، بل هم كذلك يستطيعون، لكن العقل إن سيطرت عليه فكرة أو هاجس أو معتقد ما ، فإنه سيجعل حياتك تسير تبعاً لما تعتقده في نفسك، فكيف تجعل نفسك تؤسر في رأي من لايعرفك؟ ستظلم نفسك جداً إذا تركت سواك يقيمك بما يراه في عالم تفكيره.
كل الناس درجات ذكائهم تتفاوت وأنت وحدك من تستطيع تنمية ذكائك من عدمه، لكن المشكلة ليست في الناس الذين يحكمون بما لايعلمون فمن السذاجة أصلاً أن يحكم المرء على شيء لايعرف ما هو ، ومن الغباء أن يخبرك أحد أنك لن تستطيع ذلك وهو (لايعرفك).
المشكلة والحل يكمن كله في جنباتك أنت وكيف ترى نفسك، اطرح الأمر إذا احتجت للاستشارة ثم خذ الأمر من (الحياديين العقلاء ) من يخبرونك بكافة الجوانب ، وقلبه في لبيبك حتى تستقر بقرارك وحده على ماتريده أنت وترى مصلحتك فيه ، حتى لو فشلت فلن تلوم نفسك على اتباع قلبك وما أردت فعله .
أما (الحكماء بلا أدلة) فاشكرهم من باب الإحسان ، ثم إياك بالأخذ برؤيتهم عنك ، فماهم أعلم بعظيم قدرك من نفسك، وما وصفوا إلا بحدود رؤاهم وحسب .أما أنت فلك مطلق الحياة لتفعل ما تريد بلا اتباعية عمياء ولا تحقير لذات تعرف تماماً ماتفعله.
أختم بمقولة عظيمة من نفس عظيمة : ” لاتجعل الضوضاء التي يحدثها الناس من حولك تطغى على صوتك الداخلي” ستيف جوبز
المفضلات