قال تعالى(( أن في خلق السموات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما و قعودا وعلى جنوبهم و يتفكرون في خلق السموات و الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار )) .
الله سبحانه و تعالى خلقنا و فضلنا عن سائر المخلوقات و جعل لنا عقول تميزنا بالتفكير و نميز بها بين الخير و الشر و النور و الظلام و الحق و الباطل فـله الحمد و المنة على ذلك وبعد دخول عالم الانترنيت والاطلاع على الكثير من المشاركات في المنتديات والمواقع اتضح لي ان هناك انواع للعقول يمكن تصنف من ناحية تفكيرها العام في الحياة كيف أن لكل عقل أسلوبه في التفكير و كيف يمكن ان نستفيد منها مع هذا الاختلاف الكبير .
ما هي أنواع العقول ؟
اولاً :عقول عليها أقفالها و يحلو لي أن أسميها العقول المتحجرة لا يمكن لك أن تدخل لها و كأنها صخرة صماء فصاحبها لا يرى إلا في إتجاه واحد وهذا أشبهه بالخيل الذي يوضع على عيناه حاجز يمنعه من أن يرى ذات اليمين أو ذات الشمال والتعامل معه يعد أمرا مزعجا جداً.
ثانيا : عقول تابعه وهذه هي العقول الأسفنجية تمتص كل ما في محيطها سواء كان خير او شر و تفرغه كما هو في أي مكان، ليس لها وجهة نظر أو رأي شخصي فهي مجرد ناقل ماهر للمعلومة.
ثالثا : عقول - ما شاء الله- تشتغل بنظام المرشحات و الفلترة وأسميها العقول المفلترة و هذه أروع العقول بالنسبة لي فهي تأخذ المعلومة تمررها على فلاترها تحللها تحليل منطقي و تبدي رأي بهذا الموضوع و تناقش وتضع حلول و اقتراحات تعود بالفائدة.
كيف تعمل هذه العقول ؟
العقول المتحجرة :
هذا العقل الذي لا يوجد به مرونة أبدا و في الأغلب تكون مرجعيته داخلية و أيضا العائد داخلي و إبتعادي و يكون من النوع المتحفظ في كل شي يحسب لكل كلمه حساب يؤول الكلام إلى المعنى السيء ويكون في الأغلب تشاؤمي و يضع نظام صارم لحياته و لحياة من حوله لا يحب التغير ولا يحب التقدم و يرفض الأفكار الجديدة و ينظر لأي علم جديد على انه يجب محاربته المهم في الموضوع ان يبقى هو في دائرة الارتياح ولا يخرج منها.

العقول الاسفنجية و ما أدراك ما هذه العقول :
صاحب هذا العقل في الغالب يكون تابع متطرف في المرجعية الخارجية و العائد الخارجي، هذا العقل يمتص كل ما يقع عليه إن خير أو شر صدق أو كذب و المشكلة أنه يقيس و يحكم من خلال عقول الآخرين حتى لو تحدث معك قال فلان و فلان حلل و فلان صنف وإذا قلت له و أنت ماذا تقول ؟! يجيبك هل نحن نفهم أكثر من هؤلاء، يعني بكل سهول يمكننا القول أنه قد وهب لعقله إجازة من التفكير وهذا عائد لضعف الشخصية و قلة الثقة بالنفس و عدم تحمل المسؤولية حتى في تعبيره عن رأيه.

العقول المفلترة :
هي أروع العقول مثقفة مطلعة اقترابي متوسط المرجعية الداخلية و العائد يناقش في المواضيع التي يفهم بها و يقنع من حوله و أيضا يقتنع مما حوله إذا كان الحوار ذا حجه و برهان يفلتر المعلومة و لا يأخذها على علتها فقط و يبحث ليفهم و يقتنع و يتوصل في تفكيره للإبداع و الإبتكار و إستحداث أفكار جديدة رائعة.

والان !!!
ماذا لو صادفك في حياتك عقل إسفنجي ؟
ماذا لو صادفك عقل متحجر ؟
كيف تستفيد من العقل المفلتر؟
ما هي الطريقه بالتعامل معهم ؟
سيبقى الإختلاف بيننا و الإختلاف في عقولنا موجود وحتى نعيش في سعادة ووئام وآلفه يجب علينا أن ننسجم ونستفيد من هذا الإختلاف

العقل المتحجر : يمكن الإستفاده منه اذا تطابقت افكاركم مع بعض فسوف يكون هو الأقدر و الأقوى للدفاع عن هذه الأفكار فأعطيه دفة الحوار فأنه سوف يحارب من أجل ما يعتقد و يقتنع به .
العقل الاسفنجي : هذا النوع الذي يحاول إرضاء الآخرين ولا يغضبهم لذلك يستنير برأي غيره، حتى إذا عارضه أحد قال أنه ليس رأيي أنه رأي فلان هذه النوعية من السهل جدا إقناعها بما تريد ومن السهل جدا أن يتبنى أفكارك و ينقلها لك هنا و هناك , ألم أقل لك انه ناقل ماهر.
النوع المفلتر : هذا العقل أعطه فرصته في إثبات ذاته و أنتفع منه بثقافته و مرونته و اطلعه لا تقيده أترك له العنان حتى يجد لك الحلول لأصعب المشاكل و أنا متأكده أنه لن و لم يخذلك إن شاء الله .
هذا و الصلاة و السلام على خير المرسلين سيدنا محمد وعلى اله و صحبه اجمعين .

رئيسة تحريره مجلة الحرية النفسية، مدربة معتمدة eft
سلوى أحمد البلبيسي