عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
الفرص واستغلالها
استغلال الفرص أفضل قاعدة يمكن أن تنجح الانسان في الحياة، ولكن ما هي الفرص التي يجب أن نستغلها؟ ان قيمة كل الفرص في الحياة تنشأ من قيمة فرصة العمر نفسه، فالذي يدرك قيمة هذه الفرصة الكبيرة يمكن أن يستغل بقية الفرص التي تتاح له في خلال الحياة، والذي لا يدرك قيمتها لا يملك أن يستغل باقي الفرص، وهذا أمر طبيعي لأن الذي لا يدرك قيمة الشيء لا يهتم به والذي لا يهتم بالشيء لا يستغله.
((الفرصة سريعة الفوت وبطيئة العود)).
ومن الضروري التعجيل في استغلال الفرص لأن هناك بعض الفرص القصيرة التي قد تحمل مفتاح نجاح الانسان وتمر بسرعة هائلة.
والذي يضيع الفرص لا يحصد إلا الندم.
والسؤال الآن هو: ما هي الفرص التي يجب أن يستغلها الانسان في حياته؟
والجواب: الفرص كثيرة في الحياة غير أن أهم الفرص ـ بعد فرصة الحياة الكبرى ـ تتمثل في وصية الرسول الأكرم إلى أبي ذر التي يقول فيها: يا أبا ذر.. اغتنم خمساً قبل خمس:
1 ـ شبابك قبل هرمك.
2 ـ وصحتك قبل سقمك.
3 ـ وفراغك قبل شغلك.
4 ـ وغناك قبل فقرك.
5 ـ وحياتك قبل موتك
وهذه بعض المواقف والتي أُحسن إستغلال الفرص فيها:
1- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال "خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي معه الرجل والنبي معه الرجلان والنبي معه الرهط والنبي ليس معه أحد ورأيت سوادا كثيرا سد الأفق فرجوت أن تكون أمتي فقيل هذا موسى وقومه ثم قيل لي انظر فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل لي انظر هكذا وهكذا فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل هؤلاء أمتك ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فتفرق الناس ولم يبين لهم فتذاكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أما نحن فولدنا في الشرك ولكنا آمنا بالله ورسوله ولكن هؤلاء هم أبناؤنا فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال أمنهم أنا يا رسول الله قال نعم فقام آخر فقال أمنهم أنا فقال سبقك بها عكاشة" 2-
موقفان للصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه
الموقف الاول:
ذهب أبو هريرة رضي الله عنه إلى أمه فأسمعته في رسول الله شيئا يكره فذهب يبكي إلى الحبيب فقال يا رسول الله ادعوا الله أن يهدي أم أبا هريرة فقال عليه الصلاة والسلام اللهم اهدي أم أبا هريرة فذهب هذا الصحابي الجليل مستبشرا بدعاء النبي فوجد أمه تغتسل فخرجت عليه وقالت يا أبا هريرة أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
الموقف الثاني:
ذهب رضي الله عته يبكي من الفرح إلى خليله فقال يا رسول الله ادعوا الله أن يحببني في الناس ويحبب الناس فيا -فرفع يديه وقال اللهم حبب عبيدك هذا في الناس وحبب الناس فيه --إن الله إذا أحب عبدا نادى جبريل أني أحب فلانا فأحبه........إلى أن قال ثم يجعل له القبول في الأرض.
الله سبحانه وتعالى لا يحب عبدا إلا إذا كان طائعا له ومن ثم يجعل له القبول في الأرض ويجعله محبوبا بين الناس .
موقف مع الحجاج:
3-في زمن الحجاج سرق احد الرعية فذهبا إليه فلم يجدوه فاخذوا أخيه وهدموا داره ومنع عطاؤه وحلق على اسمه فقال هذا الرجل المسكين أريد أن اكلم الأمير فمر الحجاج فقال له يا أيها الأمير سرق أخي فأتى الي جندك فهدموا داري ومنعوا عطائي وحلقوا على اسمي ولم اعمل شيء فقال له الحجاج هيهات أما سمعت قول الشاعر:
جانيك من يجني عليك وربما *** تعدي الصحاح مبارك الجربي
ورب مأخوذ بذنب عشيرة *** ونجا المقارف صاحب الذنبي
فقال له الرجل ولكني سمعت الله يقول غير ذلك قال وماذا يقول الله قال يقول {قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79)ْ}
فأطرق الحجاج ثم رفع رأسه قال ائتوني بيزيد بن أبي مسلم قائد الحرس فقال له ابنوا لهذا داره ومروا له بعطاء وارفعوا عن اسمه ثم نادي منادي في الناس أن صدق الله وكذب الشاعر--فهل يا عبدالله استغليت الفرصة كهذا الرجل لتنجو بنفسك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
المفضلات