تضخم المعارف والعلوم بشكل متزايد , ولا بد من أدوات تمكننا من امتلاك ما يلزمنا منها , وأهمها الاسئلة فهي مفاتيح الفهم وأدوات إيقاظ الوعي , ولايصبح الإنسان ناضجا إلا بالسؤال والجواب والمحاولة والتجربة والخطأ .‏

أسئلة الأطفال واستجابات الأهل دراسة قامت بها المدربة ضحى فتاحي - مديرة مركز زادترين و أشارت بداية إلى أنها :‏

خطوة أولى في مدينة اللاذقية وهي أول دراسة على الأغلب يتم فيها توزيع استبانات على عائلات ويطلب منهم إبداء آرائهم وملاحظاتهم حول واقع ما , فكانت تجربة جديدة بالنسبة لهم فمنهم من اهتم بها وقام بملئها ومنهم من ملأها رفعا للعتب , ومنهم من لم يكلف نفسه ويقرأها وأضافت:الأطفال يعبرون بتلقائية عن فطرة الإنسان في حبه المعرفة وسعيه لاكتسابها فلا يتركون شيئا إلا ويسألون عنه , وبعد خروجهم من البيت والتحاقهم بالمدرسة وزيادة تعاملهم مع المحيط الخارجي تبرز أسئلة جديدة تتكشف فيها جيدا طريقة تعامل الأهل مع أسئلة أطفالهم فتتباين ردود أفعال الأهل تجاه هذه الأسئلة من تقبل الى تهرب الى زجر الى لامبالاة , وتابعت :‏

مركز زادترين للتدريب والتنمية يهتم بالإنسان وتطويره ومساعدته على استثمار قدراته وتحسين مهاراته الحياتية , و يقوم بإجراء دراسات حول مواضيع اجتماعية تهتم بالأسرة والمرأة والطفل , ومن ثم تحليل النتائج مع مقارنتها مع أحدث الدراسات الإجتماعية وقد وزعت هذا الاستبيان على عائلات مهتمة غالبا بتعليم أولادها وبتحصيلهم الدراسي سواء في الريف أو المدينة أما المستوى المعيشي لعائلات المدينة فهو من جيد إلى ممتاز والمستوى التعليمي من متوسط الى جيد .‏

وعن نتائج الدراسة قالت :‏

يتعامل الأهل مع أسئلة أطفالهم بطرائق مختلفة فنجد 95,19% يتعاملون معها بجدية وفي 2,88% من الحالات يتعرض الطفل للانتقاد و 1,92% من الأهل لايلقون بالاً لأسئلة أطفالهم , وأيضا توجه الأسئلة بنسبة 86,54% الى الأم و 13,25% الى الأب و 1,20% الى الأخوة ولاتوجه أسئلتهم الى الأقارب وذلك في المدينة أما في الريف فهي 74,46% الى الأم و12,76 % الى الاب و 8,51% الى الأخوة و 4,25% الى الأقارب ,وفيما لو سأل الطفل أحد والديه أثناء إنشغالهما بعمل ما فإن 51,94% من الأهل يتفرغون للإجابة على السؤال ويعطونه كامل اهتمامهم و 48,05% يجيبون أثناء أداء عملهم و 43,25% من الأهل يجيبون على قدر السؤال دون توسع و56,74% يتوسعون في الإجابة ويعتقد 84,39% من الأهل أن سبب طرح طفلهم الأسئلة هو حب المعرفة و 11,70% يعتقدون ان السبب هو جذب الانتباه و 3,90% يعتقدون ان السبب هو الخوف والقلق , و73% من اسئلة الأطفال تدور حول الأشياء والكون من حولهم و 13,5 % حول العائلة و 10,5% عن المدرسة و 3% عن نفسه .الأغلبية لاحظت أن لافرق بين الأطفال الذكور والإناث من حيث نوعية الاسئلة التي يطرحونها حول مصداقية هذه الدراسة قالت :‏

كان الدافع الأساسي لانتقاء موضوع هذه الدراسة هو الملاحظات اليومية المتكررة لأطفال يسألون ووالدان غير مهتمين أو والدان يزجران الطفل ويطلبان منه عدم الالحاح والإزعاج أو والدان يتذمران من أسئلة طفلهما أمام المعارف والأقارب ويطلبان منه إعادة السؤال لينفجر الجميع بالضحك لطرافة السؤال !!‏

وغالبا مثل هذه المواضيع لاتأخذ حيزا من تفكير الأهل فهي أقل شأنا من أن توخذ بالحسبان ويتعاملون مع أطفالهم كما تعامل أهلهم معهم من قبل دون عناء التفكير بما يصح أوما لايصح , ولايتكبدون عناء البحث والسؤال عن طريقة التعامل الصحيحة مع اسئلة أطفالهم ولايتكلفون شراء كتاب يوضح لهم بعض أمور التربية ويلامس مشاكلهم مع أطفالهم ويرشدهم الى الحلول وكأنهم يعلمون كل تلك الأمور بالفطرة , لكن لو أخذنا نتيجة الاستبانة فيما يتعلق بكيفية تعامل الأهل مع أسئلة أطفالهم لوجدنا أن 95,19% منهم يتعامل معها بجدية و 2,88% بنقد و 1,92% لايهتمون وهي نتيجة مثالية جدا وإذا كانت هذه النتيجة مجانبة للصواب قليلا فنقول : حب التجمل , ويبدو أنه لدى أهل المدينة أكبر منه لدى أهل الريف .‏

وعن كيفية التعامل مع أسئلة الأطفال , أشارت الى اهم النقاط :‏

على الوالدين ألا يهملا اسئلة الطفل ولايكفانه عن السؤال , بل يجب أن يشوقا الطفل الى المعرفة النافعة فعندما يكفانه يشعر بالذنب فيكون عرضة للقلق أو الخجل وزعزعة ثقته بنفسه وقد يؤدي بعد فترة قد تطول أو تقصر الى أن يسأل الطفل الغرباء الذين لا نستطيع دائما أن نثق فيما يقولون للطفل وقد يتحول الى شخص كتوم لا يعبر عن رغبته في المعرفة تحاشيا للتعليقات غير المرغوب فيها من الآخرين , وتابعت:‏

ترجع أهمية إجابة الأهل عن أسئلة الطفل الى :‏

زيادة الثقة بالنفس واحترام الذات , تحقيق الهدف الذي سأل من أجله , مساعدته على النمو نفسيا بشكل سوي ومتوازن وعلى التكيف الاجتماعي وفهم العادات والتقاليد المحيطة به , تنمية مقدرته اللغوية , تعليمه الإصغاء والاستماع وفهم الأخرين , استمتاعه بمشاركة والديه وجدانيا , ازدياد قدرته على التفكير , تطوير قدرات الطفل العقلية عبر وسائل عديدة وبتخطيط من الأهل .‏

اخيرا : ختمت المدربة ضحى فتاحي بقولها :‏

نهمس في أذنك أيتها الوالدة وأيها الوالد : علم أطفالك كيف يسألون ? ومتى يسألون ? وعم يتساءلون , وهذا أهم من تعليمهم كيف يجيبون على أسئلة الآخرين .‏
دراسـة ميدانيـة فـي اللاذقيـة و ريفهــا‏

المؤلف:هدى سلوم‏

التاريخ:الثلاثاء29/12/2009‏

المصدر:الوحدة‏

الرقم:7197‏