انا لا اعرف من انت ولم انت تقرأ هذا المقال .. فقط اعرف انك الان تقرأ ما اكتب وهذا امر جيد .. لعلي اتوقع انك تواجه مشاكل وضغوط وتفكر في الانتحار وانهاء حياتك واتمنى لو اني بجانب الان في هذه اللحظة لنجلس سويا ونتحدث وجها لوجه ومن القلب للقلب .. ولكن بما ان هذا غير ممكن فاننا سنتحاور هنا ..








تعرفت على اشخاص كثيرين مروا بهذه الرغبة .. رغبة قتل النفس .. لذا فانا لدي فكرة بسيطة عما تشعر به الان .. واعرف انك لاتستحمل ان تقرأ طويلا لذا سأختصر كلامي معك .. ونحن الان معا لمدة الخمس الدقائق التالية لدي خمس تمارين اريد مشاركتها معك .. ولن اتناقش معك عن تقتل نفسك او لاتقتلها ولكن اظن بما انك تفكر بالانتحار فانت في حالة سيئة جدا






انت مازلت تقرأ !!! هذا جيد جدا .. سأطلب منك عزيزي ان تبقى معي حتى نهياة الصفحة .. وهذا يعني واتمنى ذلك ان هناك تردد ولو بسيط في داخل نفسك ان تقدم على الانتحار .. وهذا امر طبيعي وصائب وهذا يعني انه بالرغم من انك تشعر بالرغبة في قتل نفسك في نفس الوقت هناك رغبة بداخلك في الحياة .. فخلينا على هذا الجانب الذي يرغب بالحياة واكمل معي ..


لنبدأ بهذا المقال ..


الانتحار ليس خيارا انه يحدث عندما يطغى الالم
(( تعلم التأقلم والتكيف مع الالم ))




هذا مايحدث انه لايعني انك شخص سيء او مجنون او ضعيف او خاطيء لانك تشعر بالرغبة في الانتحار .. وايضا لا يعني انك فعلا تريد الانتحار وانهاء حياتك .. انه يعني فقط انه لديك من الالم مالم تستطيع تحمله الان .. مثلا لو قمت بوضع اثقال على كتفك قد تتحملها قليلا وفي النهاية راح تسقط اذا اضفت اثقالا اكثر واكثر قوة الارادة قد تساعدك وتحفيز نفسك قد يساعد ولكنه لا علاقه له بذلك


لاتتقبل ان قال لك شخصا ماتمر به وما انت فيه ليس كافيا لان تقدم على الانتحار .


هناك اشكال عديدة من الالم قد تؤدي الى الانتحار وتحمل الالم يختلف من شخص الى آخر فماهو محتمل عندك قد لايكون محتملا عند الاخرين والعكس صحيح


نقطة الوصول الى عدم احتمال الالم يعتمد على عوامل اخرى مرادفة وهي التكيف والتعامل مع الالم وتختلف من شخص الى اخر


عندما يطغى الالم على على عوامل التحمل تكون النتيجة هي التفكير في الموت


ويمكنك النجاة من هذه الفكرة التي تسيطر عليك بطريقتين


((1))
ابحث عن طريقة لتقليل الالم ( التقليل من العوامل المسببة ))


((2))
ارفع من معدل المقاومة لهذه الفكرة ورفع من مصادر امدادك بالقوة والمقاومة


وكلتا الطريقتين صح




الان ..!!! اريد ان اعطيك خمسة اشياء لتفكر بها






1- عليك ان تعرف ان هناك اخرين يمرون بمثل هذه الضروف مثلك الان واحصائيا هناك فرصة كبيرة انك ستتخطى هذه الازمة وستعيش وآمل ان هذه المعلومات تعطيك الشعور بالامل


2- اعطي نفسك وقتا ومساحة وقل :
(( سأنتظر 24 ساعة قبل ان اقدم على اي امر .. او اسبوع .. ))


وتذكر المشاعر والافعال امرين مختلفين
.. فمجرد شعورك بالرغبة بالانتحار لا يعني ان تنفذ ماترغب به هذه اللحظة .. ولكن اترك مساحة بين الشعور والرغبة بالتطبيق فـ 24 ساعة هي نفسها الخمس دقائق التي أخذتها في قراءة المقال تجعلك مستمرا وستدرك انك بالرغم من هذه الرغبة فانك لم تنفذ .. هذا امر مشجع بالنسبة لي وآمل انه بالنسبة لك ايضا ..






3- الناس عادة تلجأ الى الانتحار لانها تبحث عن الراحة من الالم .. فتذكر ان الراحة هي شعور .. وهذا الشعور للاحياء فقط .. اي انه عليك انت تكون حيا لتشعر بشعور الراحة ولن تشعر به وانت ميت .. فهو شعور للاحياء فقط






4- البعض قد يتصرف بسوء مع رغبتك بالانتحار الذي تعيشه اما لانهم خايفين او غاضبين .. وسيساهمون في زيادة الرغبة في داخلك بدل مساعدتك على الرغم من نواياهم الطيبة باقوالهم وافعالهم الطائشة وعليك ان تفهم او ردود افعالهم انما هي نتيجة خوفهم عليك






زلكن هناك ناس يمكنهم ان يقفوا معك ولن يحاكمونك او يقاضونك او يجادلونك او يرسلونك الى المستشفى ويخبرونك بمدى خطأ شعورك .. ببساطة سيهتمون بك .. حاول ان تجد واحدا من هؤلاء .. ثم اخبره بما تفكر فيه خلال الـ 24 ساعة او الاسبوع الذي اتفقنا انك تؤجل فيه تنفيذ القرار .. لابأس ان تطلب المساعدة جرب الاتي :


* ارسل ايميل مجهول الاسم الى جهة متخصصة لمساعدتك


* اتصل على الخط الساخن ان توفر والذي يقدم المساعدة في مثل هذه الحالات


* بعناية اختار صديق او من يتجد عنده القدرة على مساعدتك مثل شيخ دين .. او شخص يستمع اليك


* لاتتحمل ولاتقاوم مسئولية هذا الشعور لوحدك اطلب المساعدة من احدهم ان مجرد التحدث عن هذه الرغبة تخفف عنك ضغط الرغبة والتفكير


ان الشعور بالرغبة في الاقدام على الانتحار مؤلم بحد ذاته وعليك الانعتناء بنفسك .. اللجوء الى العلاج امر فكرة جيدة وكذلك الانظمام الى المجموعات المساندة ان توفرت سواء في مجتمعك او عن طريق الانترنت


اذا.. مضت بضع دقائق وانت مازلت معي .. انا سعيد جدا .. بما انك وصلت الى هذا الوقت فعليك ان تكافئ نفسك بان تعطي نفسك هدية


والهدية هي ان ترفع من عوامل الصمود والمقاومة والتكيف لديك كما تكلمنا سابقا وان ترفع نسبتها عن نسبة الالم لديك


والان بما ان المقال اعطاك بعض من الراحة وهو من عوامل الصمود ضد الفكرة فعليك ان تبدا في البحث عن شخص يمكن ان يستمع اليك واخبره بما تشعر وكيف وصلت الى هذه المرحلة .. وان وجدت الشخص غير مناسب فابحث عن آخر فهو ليس الاخير فابدا بالبحث عن شخص سواء في محيطك او في الانترنت