ماذا لو نجتمع كأسرة مع بعضنا بعضاً، ونضع هدفاً يشمل كل أعضاء الأُسرة؟ نكتبه ونضع له خطة زمنية، ونصلِّي وندعو بأن نجد هدفاً. فهو ليس بالأمر اليسير. فقد يستغرق إيجاد هدف جلسات وجلسات حتى نجد فكرة، فنجمَع أحلامنا وأهدافنا، مهما صغر العمر.
تَخيَّـل يوم تحتفل الأُسرة بتحقيق الهدف: ينشأ الأطفال حينئذ في أُسرة تعرف كيف تضع هدفاً وتحققه، في مجتمع لا يعرف كيف يصنع هدفاً.
للأسف، هذا هو واقعنا. فلو سألت أي شخص: ما هو هدف بلدك؟ أو ما هو هدف أُسرتك؟ لن تجده يعرف ردَّاً. فمتَى كان آباؤنا يضعون أهدافاً؟ لذلك، الأُسرة التي تُرزق فكرة، تضع هدفاً وتحققه، يكون أولادها هم قادة العالم في المستقبل.
قد تجد للأُسرة هدفاً وهو تربية الأولاد، وهذا في حدِّ ذاته جيد. إلّا أنها رسالة عامَّـة بلا أهداف مُحدَّدة يسعَى الأفراد إلى تحقيقها.
كيف يُحقِّق الهدف ترابط الأُسرة؟
الهدف لا يعتمد على المهارة أو الذكاء أو الدَّرجات العلميَّة، إنَّما هو رزق من عند الله سبحانه، وتحدٍّ للأُسرة. الهدف في الأُسرة مثل المغناطيس. وكلما كان الهدف لله، لإصلاح أو لمعونة الناس، كان أقوى، وأعانهم الله عليه وجَمَع شملهم.
كيف تصنع الهدف؟
1 - صالِح أهل البيت، فلابد أن تصفى النفوس، ثم الإعداد لجلسة لطيفة للأُسرة.
2 - لا تَضع هدفاً وحدك، لابد أن يتشارك الجميع فيجمعهم الهدف، مهمَا صغر عمرهم.
3 - ادعوا الله كثيراً أن يمنّ عليكم بأن تكونوا من الخمسة آلاف: }..وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً..{ - «الفرقان/74». هذه الآية تبدأ بقوله تعالى: }وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ..{.
4 - ابدأ بأكثر الناس استجابة، الابن، الابنة، ربما بدأ الفكرة الأبناء ثم شجعهم الآباء.
5 - لا تخجل، هذا ليس بالأمر الهيِّن أو اليسير: ستجد الساخرين والمتأففين والمقاومين، ولكن لا تيأس، فما إنْ تجد الهدف سينجذب الجميع نحوه كالمغناطيس.
6 - لابد من كتابة الهدف وتعليقه في مكان بارز ليراه أهل البيت كثيراً.
7 - مُراجعة الهدف، يُراجَع كل مدَّة ويُعيَّن أكثر الناس اهتماماً للتذكير به.
8 - الاجتماع على الدُّعـاء، فالأُسرة كلها تجتمع على الدعاء لله، ليساعدهم فيُحقِّقوا هدفهم.
9 - لو تَحقَّق الهدف لابد أن يُنمَّى أو يتطوّر أو أن تجد الأُسرة غيره.
إيجاد هَـدَف لأُسرتك ليس مستحيلاً، وتحقيقه ليس مستحيلاً أيضاً، لكن المستحيل أن تَرضَى بأن تعيش أنت وأُسرتك من دون هَدَف.
قال الرسول، عليه الصَّلاة والسَّلام: «الخير فـيَّ وفـي أُمَّتي إلى يوم القيامة». وبلادنا تحتاج إلى أُناس لهم أهداف. فحدِّد هَدفَك الآن.. الآن وليس غــداً.
--
المفضلات