* د. حسن عباس زكي
لما كان العقل والجسم يشكلان وحدة واحدة، غير قابلة للانفصال، لذلك يمكن استخدام الخيال لتخفيف آلام الانسان، والشفاء من كثير من الأمراض، لأن الانسان يموج بتفاعلات عديدة، تصدر عن أوجه نشاط فيزيقية كيميائية، وفسيولوجية وسيكولوجية لا تنتهي.
ولذلك يمكن استخدام التخيل لعلاج الانسان كما يلي:
1 ـ تحقيق الاسترخاء التام للجسد والعقل.
2 ـ تصور مرضك في أي شكل، وعلى أي صورة، سواء حيوان أو إشعاع أو مواد، وشاهده على شاشة تلفزيون خيالك، واستخدم في ذلك كل حواسك.
3 ـ تصور عملية المعالجة بنشاط وحيوية، ولا تخشى أن تكون عملية العلاج غريبة، فقد تتصور في العلاج أن كرات دمك البيضاء تأكل المرض أو تغطيه، ثم يأتي مَن يخرج هذه الأقدار .. وحاول أن تستخدم تكوينك الجسماني في العلاج ككرات الدم البيضاء، أو الأدوية التي يصفها الأطباء، أو الألوان أو الطيف أو المغناطيس.
4 ـ أزل جميع الأدران والبقايا غير المرغوبة، ليكون المكان الذي تقوم بعلاجه نظيفاً.
5 ـ تصور نفسك متحرراً من المرض، وأنك سعيد بهذا الشفاء.
6 ـ هنئ واشكر نفسك (أي عقلك الباطن) بسبب مساعدته لك.
وعليك أن تكرر هذه العملية كثيراً، ويحسن أن تعملها وأنت مستلقي على سريرك ويا حبذا لو علمت بشكل تفصيلي نوع مرضك، فهذا يساعدك على التخيل أكثر .. فمثلاً تصلب الشرايين: الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وإلى مرض الذبحة ينجم هذا المرض عن تخزين الشحوم في الشريان، وعن تجلط الدم في بعض الأمكنة .. ومعرفة ذلك بالتفصيل، يساعدك على تصور مرضك، ورسم ذلك في ذهنك، لتيسر على عقلك الباطن القيام بالعلاج .. وكلما كان العلاج شاذاً وغريباً، كلما كان ذلك أفضل، فالرمزية أكثر أهمية، مما إذا كان التصور أو العلاج واقعياً.
فبالنسبة لمرض تصلب الشرايين الذي نتكلم عنه: يمكن أن تتصور رجلاً لحاماً يحمل وابور لحام، ويذيب هذه الترسبات الشحمية، وأن الشحم يذوب .. ثم تصور مجموعة رجال ومعهم كريكات، يأتون ويحفرون، ويزيلون بعيداً ذلك الدم المتجلط، ويجعلون مركز الوعاء الدموي سالكاً ومفتوحاً ونظيفاً جداً .. ثم تصور رجالاً يدخلون ويضغطون على بطانة الوعاء الدموي، إلى أن يصبح مستقيماً وواسعاً .. ثم بعد ذلك تصور منظفين يدخلون، ويزيلون الأدران والبقايا ويكنسونها ويغسلون المنطقة حتى تصبح نظيفة .. شاهد الوعاء الدموي وقد أصبح نظيفاً، والدم يجري فيه بدون عوائق .. ثم شاهد نفسك بعد ذلك على شاشة تليفزيون خيالك، وأنت لا تعاني من أي مشكلة من مشاكل ضغط الدم، وأنك تحررت وتخلصت من مرضك .. ثم هنئ ذاتك وعقلك الباطن، على ما فعله لك واشكره، فهذا يعني تدعيم الثقة في النتائج المرجوة.
- تجربة أخرى لاستخدام التخيل في العلاج:
ـ يجب أولاً وقبل كل شيء أن تدخل مرحلة الاسترخاء التام، كما سبق أن شرحنا.
ـ ولكي تدخل جسمك وتبحث بداخله عن الداء، لتشخص العلاج، فيجب أولاً أن تتخيل أنك تصغر قليلاً قليلاً، إلى أن تصبح منكمشاً في حجمك .. ثم تخيل نفسك داخل جسمك، وأنك دخلت عبر مجرى الدم، أو عن طريق فتحتي الأنف ثم الحنجرة، أو عبر مسام العروق.
ـ بعد ذلك تستطيع أن تلقي نظرة على ما يحيط بك، شاهد بطانات الجدران ولاحظ أجزاء الجسم .. ولكي تتمكن من تخيل ذلك عليك معرفة شكل الدورة الدموية، والجهاز العصبي في كتب التشريح.
ـ يجب أن يتم كل هذا التخيل، وأنت مستلق على السرير، في حالة استرخاء تام (جسدي وعقلي)، وعيناك مغمضتان .. ثم تخيل أن هناك إشعاعاً قادماً من الشمس، ويغلف جسدك بكامله، وانك تنهض وتعيد هذا الشعاع إلى الشمس ..
وتصور ببساطة أنك مستغرق في إعطاء جسمك مزيداً من الطاقة، واشعر بأن هذه الطاقة تدخل في جسدك، ثم اعط نفسك إيحاءات: بأن هذه الطاقة فيها قوة لك، وتعيد الحياة إلى كل خلايا جسدك، وكل ذرة، وأنها تقوى روحك المعنوية، ووظائف أعضائك ..