من منتجات مريضات برنامج العلاج بالعمل في مستشفى الصحة النفسية بأبها
أبها: نادية الفواز

يعتبر عدد من الخبراء وعلماء النفس العلاج بالعمل من أهم العوامل التي تساعد المريض نفسياً على التخلص من الضغوط النفسية، وتفريغ الشحنات النفسية في أعمال مفيدة تخفف عنه أهم مشكلاته النفسية عن طريق الابتعاد عنها، ويعتبر العلاج بالعمل في مستشفى الصحة النفسية بأبها فرصة كبيرة لمساعدة المرضى والمريضات على تجاوز العديد من المشكلات النفسية.
تقول مسؤولة العلاج بالعمل في مستشفى الصحة النفسية بأبها غلباء عون القحطاني "العلاج بالعمل يأخذ العديد من الأشكال والأساليب والطرق، حيث يعتبر هذا النوع من العلاج حلقة وصل بين المريض والطبيب ومسؤول العلاج بالعمل، حيث يتم تخصيص برنامج عملي متكامل يتوافق مع حالة المريض وميوله الفنية والعلمية، مع مراعاة البيئة التي يعيش فيها، سواء أكانت بيئة بدوية أو حضرية أو قروية".
إعادة تأهيل
واعتبرت القحطاني العلاج بالعمل بمثابة إعادة تأهيل للمريض نفسيا وذهنيا واجتماعيا، للتواصل مع المجتمع واستعادة الثقة بالذات، وتفريغ طاقات وشحنات المرض النفسي.
وأضافت أنها تقدم في قسم العلاج بالعمل وسائل علاجية مكملة للعلاج بالأدوية ، حيث تمارس المريضة الرسم والكتابة، ويتم من خلال هذا النوع من العلاج اكتشاف مواهب المريضات، وتوجيهها التوجيه الصحيح لعلاجهن، وذلك من خلال تعليمهن الخياطة والتطريز والرسم على الحرير والزجاج والحفر على الخشب، وعمل أشكال ومجسمات من السيراميك، وشغل الصوف، وتنسيق الزهور والأشجار والتحف والتريكو والكروشيه، إضافة إلى الأنشطة البدنية مثل ممارسة الرياضة الصباحية والمشي واستخدام الأجهزة الرياضية، إضافة إلى الأنشطة الترفيهية والرحلات الخارجية، وممارسة الطهي، حيث يكون لدى المريضات رغبة كبيرة في العمل، وتتم تهيئة المكان والوسائل لكسب ثقة المريضة، والعمل على توفير جلسات يومية تعبر من خلالها عن ذاتها.
وأبانت أن إنتاج المريضة يتوقف على شعورها بالأمان والثقة التي تحصل عليها من خلال المشرفة عنها، كما يتم تقديم برامج تثقيفية تبرز ما في ذاتها، وتعمل على الكشف عن المشكلات الاجتماعية والنفسية، ويمكن التواصل مع الجهات المختصة لتقديم خدمات اجتماعية ونفسية لحل هذه المشكلة.
وأوضحت مسؤولة العلاج بالعمل في مستشفى الصحة النفسية أن مركز العلاج بالعمل تزوره أكثر من 13 مريضة يوميا، حيث حدث تحسن كبير للحالات نتيجة للارتياح النفسي، وتمت تهيئة المكان لكي تتحمس المريضة للعمل والإبداع.
يساعد على سرعة الشفاء
وقال اختصاصي العلاج الطبيعي بصحة عسير الدكتور علي الشبلي إن تأهيل المريض من خلال العلاج المهني والتأهيل الطبي والعلاج الطبيعي والعلاج بالعمل من أهم عوامل سرعة شفائه، وأضاف أن العلاج بالعمل هو برنامج لإثراء النزلاء بالمستشفيات عن طريق شغل أوقاتهم بالعمل المفيد، وإخراجهم من الأجواء النفسية السيئة التي يعيشون فيها، عن طريق شغل أوقاتهم بالرياضة أو النجارة أو الرسم أو أعمال الفلين، والعمل على انتشالهم مما هم فيه من ضغوط نفسية.
وقال إنه يوجد بالمستشفى كوادر عبر إدارة الخدمات النفسية والاجتماعية التي تعطي اهتماما لهذا المجال، وأشار إلى أن العلاج بالعمل يركز على شريحة تكون بحاجة إلى دعم نفسي وعضوي، ويوجد في مستشفى الصحة النفسية جناح للعلاج بالعمل، ومعرض دائم لممارسة الأعمال المختلفة والهويات المتنوعة، مضيفا أنه تم تكريم المتميزين في يوم الصحة العالمي، وتم بيع إنتاجهم، وذلك ينعكس إيجابيا على المريض، حيث يتم إشغاله بنفسه، وإشعاره بأنه جزء من المجتمع، حيث يشعر العديد من المرضى بأن المجتمع ضدهم، وهناك حاجة لشعور المريض بكينونته كإنسان يشعر بذاته، ويحس بقيمة جهده.
علاج تكميلي
وأشار رئيس قسم العلاج بالعمل بمستشفى الصحة النفسية محمد علي آل شعيب إن العلاج بالعمل يعتبر علاجاً تكميلياً يعمل على إخراج المريض من الحالة النفسية، وتخفيف الضغط عنه، وتفريغ الشحنات والضغط النفسي، وتوجيه طاقته للإنتاج، حيث يوجد فريق علاجي يحدد الحالات التي يمكن أن تشارك في هذا النشاط، ويتراوح عدد النزلاء المستفيدين من هذا البرنامج من 10 إلى 30 نزيلاً، مبينا أن هناك حالات كثيرة تتحسن عبر هذه الأنشطة، والتي تشمل العلاج بالترفيه والعلاج بالعمل.
خبرات تدريبية
وأضاف مدير مستشفى الصحة النفسية بأبها منصور آل مزهر أن قسم العلاج بالعمل في المستشفى يضم قسمين للعلاج بالعمل خاصين بالرجال وبالسيدات، حيث تمارس السيدات العديد من المهن، ومنها الرسم والحياكة والتطريز، إضافة إلى أنشطة العلاج الطبيعي من خلال الأجهزة والإمكانيات الموجودة في القسم.
وأشار إلى أن إدارته تحرص على تطوير القسم ومده بالخبرات التدريبية للكادر الموجود، إضافة إلى إتاحة الفرصة للنزلاء المتحسنين للزيارات الخارجية، مشيرا إلى أن جميع المستشفيات النفسية في السعودية تستخدم هذا الأسلوب في علاج المرضى، حيث تحقق هذه الطريقةنتائج مجدية في العلاج.