لا تكن هداما ؟

--------------------------




الكلمة التي يطلقها الانسان تجاه الآخرين بغير حساب ، ولا تقدير سليم ، فيهدم ما بناه من علاقات وأخوّة واصلاح ، ويترك الأثر النفسي السيِّئ بما يصدر عنه من عبارات منفرة ، وكلمات مؤذية جارحة . بل كم من مشكلة أوشكت على الحلِّ والحسم في مجلس الإصلاح أو الحوار ، فيطلق أحد الحاضرين كلمة يستفز بها طرف المشكلة ، أو يثير قضيّة للجدل فتنهار جهود الإصلاح ، وتنهدم مساعي الخير ، ويزداد الموقف تعقيداً .
وصدق الرسول الكريم القائل : «رحم الله إمرأً قال خيراً فغنم ، أو سكت فسلم» .
وكم هو جميل القول المأثور : «يسع الصمت ما لا يسع الكلام» وكم من علاقة طيّبة بين الأصدقاء ، أو ذوي الرحم والقربى والجوار ، هدمت بسبب كلمات جارحة هدّامة أطلقها هذا أو ذاك .
انّ للكلمة حسابها وميزانها الذي يجب أن توزن به ، فيجب علينا أن نفكِّر فيما نريد التحدّث به ، وما ينتجه من آثار وردود أفعال لدى الآخرين ، فلا نتحدّث بما يحدث المشاكل ، أو يحول دون حلّها ، أو يسيء إلى الآخرين فيجرح مشاعرهم ، ويضع الحواجز النفسية بيننا وبينهم .
وكم هو رائع وصف القرآن للكلمة الطيّبة والكلمة الخبيثة ومقارنته بينهما ، لنقرأ ما سجّل القرآن ، ولنتأمّل قال تعالى :
(مثلُ كلمة طيِّبة كشجرة طيِّبة أصلُها ثابِتٌ وفَرْعُها في السّماءِ تُؤتي اُكلها كلّ حين بإذنِ رَبِّها ). ( إبراهيم / 24 )