لا يوجد في الحياة ما يدعو للخوف ، بل يوجد فقط ما يدعو للفهم ..

ماري كوري .


كنت أعيش في خوف دائم من فقدان الأشياء التي أملكها ، أو عدم الحصول على الأشياء التي أريدها ..

* ماذا لو سقط شعري ؟!

* ماذا لو لم أحصل أبداً على بيت كبير ؟!

* ماذا لو ازداد وزني ، فأصبح قبيح الشكل أو منفراً ؟!

* ماذا لو فقدت عملي ؟!

* ماذا لو صرت مقعداً ، و غير قادر على لعب الكرة مع ابني ؟!

* ماذا يحدث لو أصبحت عجوزاً و ضعيفاً ، فلا أقدم شيئاً لمن حولي ؟!


و لكن من يستمع إلى الحياة ، يتعلم منها ، و لقد عرفت الآن :

* إذا سقط شعري ، أستطيع أن أكون أجمل رجل أصلع ، و أسعد لأن رأسي ما زالت تنتج

أفكاراً ، إن لم تنتج ثماراً !

* إن البيت لا يسعد الإنسان ، فالقلب التعيس لن يجد الرضا في بيت أكبر ، و لكن القلب المرح

سيجعل أي بيت سعيداً ..

* إذا قضيت وقتاً أفضل في تطوير جوانبي العاطفية ، و العقلية و الروحية ، بدلاً من التركيز على

صفاتي الجسدية فقط ، سيزداد جمالي مع كل يوم يمضي ..

* إذا لم أستطع أن أعمل لأنال الأجر ، فلسوف أعمل عند الله ، فمكافأة العمل عنده لا تضاهى ..

* إذا عجز جسدي فلم أستطع أن أعلم ولدي رمي الكرة رمية صعبة ، فسأجد من الوقت ما يسعني لأعلمه

كيف يواجه الصعاب التي سترميه بها الحياة ، و ستكون هذه حراسة أفضل ..

* إذا ما نال العمر من قواي ، ونشاط عقلي ، و قدرة احتمال جسدي ، فسأقدم لمن حولي قوة فكري

و صدق حبي ، و قدرة روحي على الاحتمال بعد أن شكلتها صعاب الحياة الطويلة ..

لا أخاف مما قدر لي من خسائر ، أو أحلام ضائعة في طريقي ، فسوف أواجه كل تحد بصلابة

و عزم ، لأن الله قد أنعم علي بالكثير من العطايا ، و إن فقدت إحداها فسأجد عشراً غيرها

و لمن أكن لأرعاهم و أنميهم لو كان طريقي في الحياة ممهداً سهلاً ..


لذلك ، فإذا لم أستطيع أن أرقص ، فسأغني في مرح ، و عندما لا أقوى على الغناء ،

فسوف أصفر في رضا ، و عندما تصبح أنفاسي ضعيفة متقطعة ، فسوف أستمع بانتباه

و سينطق قلبي بالحب ، و عندما يقترب نور الصباح ، فسوف أصلي في صمت حتى أعجز عن

الصلاة ..


و عندها سيكون الوقت قد حان لأكون مع ربي ، إذن مما أخاف ؟!