وصلّ اللهّم
وسلّم على نبيّنا وعلى آله وصحبه أجمعين




01-مفهوم البرمجة اللغوية العصبية nlp


*-يقوم مفهوم البرمجة اللغوية العصبية على أن أي شخص يبرمج منذ الصغر على التزام سلوكيات

معينة ، واعتقاد اعتقادات معينة ، والتفكير بطريقة معينة . وتختلف نظرته وأحاسيس

هوردود أفعاله تبعا للتّربية ومصادر الإيحاء التي يتلقاه ها من محيطه. ومن هذا

المفهوم فهو ينشأ مبرمج إما إيجابيا أو سلبيا.



02-مصادر البرمجة .


*-يرى رائدا nlp أن أكبرالمصادر تأثيرا في الفرد( مصادر البرمجة) هي :


الوالدان أو العائلة ، المدرسة ،الأصدقاء ، الإعلام .


الفرد ذاته : أي خاصية كل فرد في تلقي ما يتأثربه في محيطه ، يقول د ـ هلمستتر:" إن ما تضعه في

ذهنك سواء كان سلبيا أو إيجابيا ستجنيه في النهاية "


03- منطلقات التغيير من وجهة nlp


*-إن الذّين يعيشون الفشل ، ويشعرون بالتعاسة في حياتهم ،ما هم في الحقيقة، إلاّ نتاج برمجة سلبية

تحد من قدراتهم وتقف حاجزا أمام تحقيقذاتهم.


*- فإذا استطاع أي شخص من هؤلاء تغيير هذه البرمجة السلبيةواستبدالها بأخرى إيجابية، فإن ذلك

سيقوده حتما إلى تغير إيجابي في مسار حياته وتحقيق طموحاته.


*- وأوّل ما ينبع هذا التغيير من داخل الفرد ذاته ورغبته فيإحداث التغيير( عن طريق ثورة ذهنية) كبيرة في اعتقاداته وطريقة تفكيره، وإعادة بناء نظرة واعية إلى محيطه ، والتمحيص الإيجابي لمصادر

التلقي الخارجية.


04- أساس التغيير من وجهة nlp


*- "أفكاري تتحكم في خبراتي ، وباستطاعتي توجيه أفكاري"


*- "أنا مسئول عن عقلي ، إذا أنا مسئول عن نتائج أفعالي "


*- " راقب أفكارك ،لأنها ستصبح أفعال


راقب أفعالك ، لأنها ستصبح عادات


راقب عاداتك ، لأنها ستصبح طباع


راقب طباعك، لأنها ستحدد مصيرك"


*- "يمثل الاعتقاد أكبر إطار للسلوك، وعندما يكون الاعتقاد قوياستكون تصرفاتنا متماشية

مع هذا الاعتقاد"


*-من هذه الأقوال الصادرة عن أساطين nlp نفهم أن كل شخص مسئول ، في النهاية، عن تحديد

سلوكه ومسيرة حياته، عن طريق أفكاره واعتقاداته بتوجيهها أو تعديلها عبر خطط ووسائل مختلفة.


05- وسائل أو خطط التغيير من وجهة nlp


*- تعتمد nlp على مبادئ التحليل النفسي ومفهوم العقل الواعي والعقل اللاّواعي (الباطن) لإعادة

برمجة الفرد والتحكم في سلوكه ومشاعره ( فكل رسالة ما برمجت لمدة طويلة ولمرات عديدة ، فإنها

سترسخ وتستقر في مستوى عميق منالعقل الباطن ولا يمكن تغييرها ولكن يمكن استبدالها ببرمجة

أخرى سليمة) .


*- ولكي تكون هذه البرمجة السليمة فعالة ، وتؤتي ثمارها ، بجب أن تتميز الرسائل التييبعثها الفرد

إلى عقله الباطن بما يلي :



=بلغة إيجابية تأكيدية واضحة .


أنا سعيد ، أنا هادئ الأعصاب ، أنا أحسن حالا ، أنا متفائل ، ...............


= أن ترتبط هذه الرسائل بالحاضر لا بالماضي و لا بالمستقبل .


فيقول : إن صحتي آخذة بالتحسن. بدلا من أن يقول: إنني سأنال التحسن فيما بعد.


= تكرار هذه الرسائل باستمرار وبخاصة في أوقات الاسترخاء وراحة البال.



= أن يرافق هذه الرسائل الإحساس القوي بمضمونها .



= الاعتماد على التخيل والتصور فيترسيخ هذه الرسائل الإيجابية.



06- سبق ابن قيم في تحديد المفاهيم التي تقوم عليها nlp


* مبدأ كل علم وعمل


*- يقول ابن قيّم رحمه الله تعالى:


" مبدأ كل علم نظري وعمل اختياري هو الخواطر والأفكار ، فإنها توجب التصورات ، والتصورات

تدعو إلى الإرادات ، والإرادات تقتضي وقوع الفعل ، وكثرة تكراره تعطي العادة.


فصلاح هذه المراتب بصلاح الخواطر والأفكار، وفسادها بفسادها.


فصلاح الخواطر بأن تكون مراقبة لوليها وإلهها ، صاعدة إليه ،دائرة على مرضاته ومحابه......"


* الخطرات والوساوس


*- يقول رحمه الله تعالى:


" واعلم أن الخطرات والوساوس تؤدي متعلقاتها إلى الفكر، فيأخذها الفكر فيؤديها إلى التذكر،

فيأخذها التذكر فيؤديها إلى الإرادة ، فتأخذها الإرادة فتؤديها إلى الجوارح والعمل ،فتستحكم فتصير عادة،

فردّها من مبادئها أسهل من قطعها بعد قوتها وتمامها .


ومعلوم أنه لم يعط الإنسان إماتة الخواطر ولا القوة على قطعها ، فإنهاتهجم عليه هجوم النّفس،إلاّ أن

قوة الإيمان والعقل تعينه على قبول أحسنها ورضاه بهومساكنته له ، وعلى دفع أقبحها وكراهته له

ونفرته منه......."



* القلب لا يخلو من الأفكار


يقول رحمه الله بخصوص هذا الأمر:


" فإذا دفعت الخاطر الوارد عليك اندفع عنك ما بعده ، وإن قبلتهصار فكرا جوّالا ، فاستخدم الإرادة ،

فتساعدت هي والفكر على استخدام الجوارح......


ومن المعلوم أن إصلاح الخواطر أسهل من إصلاح الأفكار ،

وإصلاح الأفكار أسهل من الإرادات ، وإصلاح الإرادات أسهل من تدارك فساد العمل ،

وتداركه أسهل من قطع العوائد....."



* الأفكار والخطراتتقود إلى النّجاة أو الهلكات


يقول رحمه الله تعالى :


" وأما الخطرات فشأنها أصعب ، فإنها مبدأ الخير والشر، ومنها تتولد الإرادات والهمم والعزائم،

فمن راعى خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه ، ومن غلبته خطراته فهواه ونفسهله أغلب،

ومن استهان بالخطرات قادته قهرا إلى الهلكات......"



07- ابن قيّم يدعو الفرد إلى التركيز على حاضره في إصلاح نفسه .


" هلّم إلى الدخول على الله ومجاورته في دار السلاّم بلا نصبولا تعب ولا عناء، بل من أقرب الطرق

وأسهلها ، وذلك أنك في وقت بين وقتين ، وهو فيالحقيقة عمرك ، وهو وقتك الحاضر،

بين ما مضى وما يستقبل........."

" ولكن الشأن في عمرك ، وهو وقتك الذي بين الوقتين ، فإن أضعته أضعت سعادتك ونجاتك...."



ملاحظة استقيت أقوال ابن قيّم من كتابيه الفوائد والجواب الكافي لمن سأل عن الدّواء الشّافي .