عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
البرمجة اللغوية العصبية عند ابن القيم الجوزية
وصلّ اللهّم
وسلّم على نبيّنا وعلى آله وصحبه أجمعين
01-مفهوم البرمجة اللغوية العصبية nlp
*-يقوم مفهوم البرمجة اللغوية العصبية على أن أي شخص يبرمج منذ الصغر على التزام سلوكيات
معينة ، واعتقاد اعتقادات معينة ، والتفكير بطريقة معينة . وتختلف نظرته وأحاسيس
هوردود أفعاله تبعا للتّربية ومصادر الإيحاء التي يتلقاه ها من محيطه. ومن هذا
المفهوم فهو ينشأ مبرمج إما إيجابيا أو سلبيا.
02-مصادر البرمجة .
*-يرى رائدا nlp أن أكبرالمصادر تأثيرا في الفرد( مصادر البرمجة) هي :
الوالدان أو العائلة ، المدرسة ،الأصدقاء ، الإعلام .
الفرد ذاته : أي خاصية كل فرد في تلقي ما يتأثربه في محيطه ، يقول د ـ هلمستتر:" إن ما تضعه في
ذهنك سواء كان سلبيا أو إيجابيا ستجنيه في النهاية "
03- منطلقات التغيير من وجهة nlp
*-إن الذّين يعيشون الفشل ، ويشعرون بالتعاسة في حياتهم ،ما هم في الحقيقة، إلاّ نتاج برمجة سلبية
تحد من قدراتهم وتقف حاجزا أمام تحقيقذاتهم.
*- فإذا استطاع أي شخص من هؤلاء تغيير هذه البرمجة السلبيةواستبدالها بأخرى إيجابية، فإن ذلك
سيقوده حتما إلى تغير إيجابي في مسار حياته وتحقيق طموحاته.
*- وأوّل ما ينبع هذا التغيير من داخل الفرد ذاته ورغبته فيإحداث التغيير( عن طريق ثورة ذهنية) كبيرة في اعتقاداته وطريقة تفكيره، وإعادة بناء نظرة واعية إلى محيطه ، والتمحيص الإيجابي لمصادر
التلقي الخارجية.
04- أساس التغيير من وجهة nlp
*- "أفكاري تتحكم في خبراتي ، وباستطاعتي توجيه أفكاري"
*- "أنا مسئول عن عقلي ، إذا أنا مسئول عن نتائج أفعالي "
*- " راقب أفكارك ،لأنها ستصبح أفعال
راقب أفعالك ، لأنها ستصبح عادات
راقب عاداتك ، لأنها ستصبح طباع
راقب طباعك، لأنها ستحدد مصيرك"
*- "يمثل الاعتقاد أكبر إطار للسلوك، وعندما يكون الاعتقاد قوياستكون تصرفاتنا متماشية
مع هذا الاعتقاد"
*-من هذه الأقوال الصادرة عن أساطين nlp نفهم أن كل شخص مسئول ، في النهاية، عن تحديد
سلوكه ومسيرة حياته، عن طريق أفكاره واعتقاداته بتوجيهها أو تعديلها عبر خطط ووسائل مختلفة.
05- وسائل أو خطط التغيير من وجهة nlp
*- تعتمد nlp على مبادئ التحليل النفسي ومفهوم العقل الواعي والعقل اللاّواعي (الباطن) لإعادة
برمجة الفرد والتحكم في سلوكه ومشاعره ( فكل رسالة ما برمجت لمدة طويلة ولمرات عديدة ، فإنها
سترسخ وتستقر في مستوى عميق منالعقل الباطن ولا يمكن تغييرها ولكن يمكن استبدالها ببرمجة
أخرى سليمة) .
*- ولكي تكون هذه البرمجة السليمة فعالة ، وتؤتي ثمارها ، بجب أن تتميز الرسائل التييبعثها الفرد
إلى عقله الباطن بما يلي :
=بلغة إيجابية تأكيدية واضحة .
أنا سعيد ، أنا هادئ الأعصاب ، أنا أحسن حالا ، أنا متفائل ، ...............
= أن ترتبط هذه الرسائل بالحاضر لا بالماضي و لا بالمستقبل .
فيقول : إن صحتي آخذة بالتحسن. بدلا من أن يقول: إنني سأنال التحسن فيما بعد.
= تكرار هذه الرسائل باستمرار وبخاصة في أوقات الاسترخاء وراحة البال.
= أن يرافق هذه الرسائل الإحساس القوي بمضمونها .
= الاعتماد على التخيل والتصور فيترسيخ هذه الرسائل الإيجابية.
06- سبق ابن قيم في تحديد المفاهيم التي تقوم عليها nlp
* مبدأ كل علم وعمل
*- يقول ابن قيّم رحمه الله تعالى:
" مبدأ كل علم نظري وعمل اختياري هو الخواطر والأفكار ، فإنها توجب التصورات ، والتصورات
تدعو إلى الإرادات ، والإرادات تقتضي وقوع الفعل ، وكثرة تكراره تعطي العادة.
فصلاح هذه المراتب بصلاح الخواطر والأفكار، وفسادها بفسادها.
فصلاح الخواطر بأن تكون مراقبة لوليها وإلهها ، صاعدة إليه ،دائرة على مرضاته ومحابه......"
* الخطرات والوساوس
*- يقول رحمه الله تعالى:
" واعلم أن الخطرات والوساوس تؤدي متعلقاتها إلى الفكر، فيأخذها الفكر فيؤديها إلى التذكر،
فيأخذها التذكر فيؤديها إلى الإرادة ، فتأخذها الإرادة فتؤديها إلى الجوارح والعمل ،فتستحكم فتصير عادة،
فردّها من مبادئها أسهل من قطعها بعد قوتها وتمامها .
ومعلوم أنه لم يعط الإنسان إماتة الخواطر ولا القوة على قطعها ، فإنهاتهجم عليه هجوم النّفس،إلاّ أن
قوة الإيمان والعقل تعينه على قبول أحسنها ورضاه بهومساكنته له ، وعلى دفع أقبحها وكراهته له
ونفرته منه......."
* القلب لا يخلو من الأفكار
يقول رحمه الله بخصوص هذا الأمر:
" فإذا دفعت الخاطر الوارد عليك اندفع عنك ما بعده ، وإن قبلتهصار فكرا جوّالا ، فاستخدم الإرادة ،
فتساعدت هي والفكر على استخدام الجوارح......
ومن المعلوم أن إصلاح الخواطر أسهل من إصلاح الأفكار ،
وإصلاح الأفكار أسهل من الإرادات ، وإصلاح الإرادات أسهل من تدارك فساد العمل ،
وتداركه أسهل من قطع العوائد....."
* الأفكار والخطراتتقود إلى النّجاة أو الهلكات
يقول رحمه الله تعالى :
" وأما الخطرات فشأنها أصعب ، فإنها مبدأ الخير والشر، ومنها تتولد الإرادات والهمم والعزائم،
فمن راعى خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه ، ومن غلبته خطراته فهواه ونفسهله أغلب،
ومن استهان بالخطرات قادته قهرا إلى الهلكات......"
07- ابن قيّم يدعو الفرد إلى التركيز على حاضره في إصلاح نفسه .
" هلّم إلى الدخول على الله ومجاورته في دار السلاّم بلا نصبولا تعب ولا عناء، بل من أقرب الطرق
وأسهلها ، وذلك أنك في وقت بين وقتين ، وهو فيالحقيقة عمرك ، وهو وقتك الحاضر،
بين ما مضى وما يستقبل........."
" ولكن الشأن في عمرك ، وهو وقتك الذي بين الوقتين ، فإن أضعته أضعت سعادتك ونجاتك...."
ملاحظة استقيت أقوال ابن قيّم من كتابيه الفوائد والجواب الكافي لمن سأل عن الدّواء الشّافي .
المفضلات