كانت هناك قرية صغيرة لم يعرف أهلها التمدن بعد .. وكانوا يسمعون عن الأعاجيب عن المدينة وعاداتها المختلفة ..
وكانوا يريدون أن يعرفوا حقيقة ما يسمعون عنها طوال الوقت ..
وفي أحد الأيام سافر منهم رجلان إلى المدينة .. غابا لفترة ثم عاد واحد منهما
إلتفوا حوله وسألوه :


كيف وجدت المدينة ؟! وكيف هم أهلها ؟ وما حقيقة ما نسمعه عنها؟؟
أجابهم الرجل بكل ثقة :
لقد ذهبت بنفسي وعرفت الحقيقة وهي أن المدينة هي مرتع الفساد وكل أهلها سكيرون لا يدينون بشيء .. لقد كرهت المدينة ..
عرف الناس الإجابة التى إنتظروها طويلاً فإنفضوا وعاد كل منهم لعمله ..
وبعدها بأيام عاد الرجل الثاني .. لم يهتموا بسؤاله عن رأيه في البداية , إلا أنهم التفوا من حوله حين وجدوا له رأياً لم يتوقعوه ..
قال :
لقد ذهبت بنفسي وعرفت الحقيقة .. وهي أن المدينة مليئة بدور العبادة وكل أهلها متدينون طيبون .. لقد أحببت المدينة !!
أصيب الناس بالإرتباك .. هل المدينة سيئة أم جيدة ؟ هل أهلها أخيار أم أشرار ؟
لم يجدوا مجيباً على هذه الأسئلة إلا حكيم القرية ..
كان شيخاً كبيراً خبر الحياة وعرف الكثير ويثق الجميع في في رأيه .. كان هو ملاذهم الوحيد ..
فذهبوا إليه بالقصة وسألوه : أحدهم قال أن المدينة فاسدة مليئة بالأشرار ..
والآخر قال إنها فاضلة مليئة بالأطهار .. أي منهما نصدّق !؟
أجاب الحكيم : كلاهما صادق !
وحين رأى نظرات الحيرة على وجوههم أستطرد :
الأول لا أخلاق له , لذا ذهب إلى أقرب حانة حين وصل للمدينة , فوجدها ممتلئة بالناس ..
بينما الثاني متدين صالح .. لذا ذهب إلى المسجد حين وصل للمدينة فوجده ممتلئاً بالناس ..
وأضاف :
من يرى الخير فهو لا يرى إلا ما في داخل نفسه ..
ومن يرى الشر فهو لا يرى إلا ما في داخل نفسه ..
الحكمة من هذه القصة
لم أعرف مدى حكمة هذه القصة إلا حين تعمّقت في الكتابة في مجال التنمية البشرية..
فقد أدركت أنك تستطيع أن تجعل حياتك سعيدة وواقعك رائعاً ..
فقط إذا غيرت شيئاً ما في داخلك .. فهذا هو مفتاح كل تغيير في حياتك ..
و لا تحتاج لأسباب أو ظروف لكي تصبح سعيدا أو تحتفل مع نفسك أو مع أحبابك .....
فالخارج انعكاس للداخل رضيت أم أبيت
بتصرف