السيدة "الملازم أول ابتسامات محمد عبدالله" ، من أسرة وطنية عريقة، عمل معظمها بالخدمة ، إما في الشرطة ، أو في الجيش الوطني..
....
والدها هو محمد بك عبدالله، حاصل على لقب "البكوية" من القصر الملكي، كان يعمل كضابط مفتش غفر بمديرية أسيوط ، برتبة" بكباشي" تعادل( مقدم الآن )، وهو مصري من الريف مركز ميت غمر في دلتا مصر، أما الأم السيدة فاطمة فضل، فهي ابنة لسلطان إقليم" الواو" في السودان، ووالدها إسمه السلطان" جمعة كيانجو" بمديرية بحر الغزال، والتقى بها الأب عندما خدم في السودان.
....
تربت على الحنان الزائد ، خاصة أنه كان لها شقيق توأم اختاره الله في سن مبكرة. ، فكانت الأم تخاف على إبتسامات "من الهوا الطاير"
......
غرست الأم في ابنتها الصراحة والطيبة ، والإحسان والعطف على المساكين والمحتاجين، وتعلمت من والدها الكرم والسخاء وحب الوطن.
...
تعلمت في المدارس الابتدائية الفرنسية ، ولكنها لم تكمل تعليمها العالي تزوجت من الضابط والرياضي محمد حبيب في سن مبكرة ، لتستقل بحياتها الجديدة ولم ترزق منه بأطفال ، فعوضت ذلك بأن وزعت حنانها الغريزي على الضعفاء.
...
جاءتها الفرصة، لتخدم قطاعا عريضا من هؤلاء الضعفاء، حينما نشر إعلانا بالصحف عنوانه: " مطلوب متطوعات"لتمريض
جرحى الميدان
تقدمت إلى مكان المقابلة، حيث قا بلتها الصاغ " ناهد رشاد" وصيفة الملك ، والتي تختار المتطوعات بنفسها لانها كانت تبحث عن بنات العائلات، حتى يحسن معاملة الجنود ،
.......
تقدم للمقابلة 75 فتاة وسيدة أبدين رغبتهن – وهن من سيدات المجتمع الراقي – في أداء واجب التمريض والإسعاف لجرحي الميدان نجح منهن سبعة فقط حيث كان ترتيبها الاولى عليهن
وكانت هذه المرة الاولى التى يسمح فيها بالتحاق الفتاة المصرية بالخدمة العسكرية ..
أمضت الملازم ابتسامات ومن معها شهرا ونصف في تدريبها مكثفة، قبل أن يتم توزيعهن على الوحدات،
....
فى يوم 26 مايو من عام 1948 ، استدعتها الصاغ ناهد رشاد، واختارتها للسفر فورا إلى مستشفى غزة الميداني بفلسطين،
عقب اندلاع النكبة، فسافرت مع 12 طبيبا مصريا برئاسة ناهد رشاد ، لمداواة الجرحى
...
كانت إبتسامات تخفف من الآم المصابين فكانت تحضرر لمرضاها " جرامفون " وأسطوانات للمطرب المحبوب جدا وقتها عبدالعزيز محمود، ونجحت بالفعل في التخفيف عن الجنود والضباط، ولذلك كنت محبوبة بينهم.. وأكثر ما آلمني صرخة مجند جريح، أنا عايز أرجع الميدان علشان آخذ حقي وحق بلدي!
...
.. في أحد الليالي كانت تنام في سريرها بالمستشفى الذي تخدم به، عندما جاءها مجند يوقظها وهو يرتعد، وعندما سألته ما الأمر؟
قال: جلالة الملك في المستشفى، ولما كانت الساعة تشير إلى الرابعة فجرا ، فإنها لم تصدق، وظنت أن المجند وقعت له لوثة بسبب الأهوال التي يعيشها بين الحالات القاسية من الجرحي داخل المستشفي.
....
ولكنها لم تجد مفرا من استطلاع الأمر، فارتدت ملابسها العسكرية بسرعة ونزلت إلى الطابق الأرضي المخصص لاستقبال المصابين،
...
نزلت لتجد نفسها وجها لوجه أمام الملك فاروق الأول، الذي كان يصطاد السمك في مياه البحر الأحمر، ورأى أن يمر ليطمئن على أحوال جنوده المصابين، ويمنحهم سمكة ضخمة اصطادها بنفسه، لم يروا مثلها من قبل .
وعندما سمع شهادات اعجاب المصابين بالتمريض، وخصوا بالذكر الملازم ابتسامات منحها ساعته الذهبية المدون عليها اسمه
تقديرا لها على جهودها فى مداواة ورعاية المرضى