هنالك مشاكل يعتقد الكثير من الناس أنها غير قابلة للحل، وأهمها

المشاكل الاقتصادية والمادية، وهذه المشاكل يعاني منها معظم الناس

وتسبب الكثير من الإحباط والتوتر والخوف من المستقبل. ولو سألنا

أكبر علماء النفس والبرمجة اللغوية العصبية عن أفضل علاج لهذه

المشكلة نجدهم يُجمعون على شيء واحد وهو الأمل!

إن فقدان الأمل يسبب الكثير من الأمراض أهمها الإحباط، بالإضافة إلى

أن فقدان الأمل سيعطل أي نجاح محتمل أمامك. فكم من إنسان فشل

عدة مرات ثم كانت هذه التجارب الفاشلة سبباً في تجربة ناجحة

عوّضته عما سبق، لأنه لم يفقد الأمل من حل المشكلة.

وكم من إنسان عانى من الفقر طويلاً ولكنه بقي يعتقد بأن هذه

المشكلة قابلة للحل، فتحقق الحل بالفعل وأصبح من الأغنياء بسبب

أساسي وهو الأمل.

إن ما يتحدث عنه العلماء اليوم من ضرورة التمسك بالأمل وعدم

اليأس هو ما حدثنا القرآن عنه بل وأمرنا به، والعجيب أن القرآن جعل

من اليأس كفراً!! وذلك ليبعدنا عن أي يأس أو فقدان للأمل، ولذلك

يقول سبحانه وتعالى: (وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ

اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87].

القرآن ثلاثة أرباع الشفاء!!

لقد لفت انتباهي أمر عجيب في كتاب الله تعالى عندما كنتُ أتأمل آيات

الشفاء، لأجد أن كلمة (شفاء) قد تكررت في القرآن أربع مرات، وهذه

هي الآيات:

1- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ

وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس:57]. والحديث هنا عن القرآن.

2- (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي

ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69]. والحديث هنا عن العسل.

3- (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ

إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء: 82]. والحديث هنا عن القرآن.

4- (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) [فصلت: 44]. والحديث هنا عن

القرآن.

لقد لاحظتُ أخي القارئ أن ثلاث آيات تتحدث عن الشفاء بالقرآن،

وآية واحدة تتحدث عن الشفاء بالعسل، وربما نستوحي من ذلك أن

القرآن يمثل ثلاثة أرباع الشفاء، والله تعالى أعلم. وأتذكر قولاً لابن

القيم رحمه الله: من لم يشفه القرآن فلا شفاهُ الله!!

اللهم اجعل القرآن شفاء لنا في الدنيا والآخرة