☼ اَلَقَرَاَءَهَ َتَصَنَعَ َوَجَوَدَاَ َوَحَيَاَةَ


سقراط: قيل له: كيف تحكم على إنسان؟ فأجاب: أسأله كم كتابًا يقرأ وماذا يقرأ؟

عملية القراءة طبعا من اهم اللي احنا بنقوم بيه في حياتنا وكتير الكتب اللي اتكلمت عن اهمية القراءة والعلاقة بين القراءة والثقافة وعن تشكيل الوعي عند اي انسان وازاي القراءة ممكن تغير طريقة تفكيرنا وارائنا كلها .


من الكتب اللي اتكلمت عن القراءة احد فصول كتاب انيس منصور "اقرأ اي شئ" وقال في الكتاب :

"رأي الخاص ان اي شئ أو ورق يقع في يدك يجب ان تقرأه المهم ان تكون القراءة عادة وان تصاحبها لذة المعرفة ولا خوف علي هذا القارئ الذي يبحث عن الكلام اللذيذ عن الموضوعات الممتعة لان هدف القراءة هو ان تتحقق المتعة والبهجة لديك حتي لو قرات قصصا بوليسية او حكايات غرامية او رحلات علمية او رحلات تاريخية او فلكية نعم المهم ان يشغله الكتاب وان يشعل النار في خياله ويجدد احلامه ويفتح شهيته علي دنيا جديدة في اي اتجاه ادبي او علمي او جغرافي او فلكي"


وضرب بعض الامثلة عن اللي كانت الدول بتعمله لتشجيع الناس علي محو الامية زي :

علي ايام الامبراطورية الايرانية كانت الحكومة قد قررت الا يدخل الجامعة طالب الا اذا كان قد محي امية عشرة او عشرين والا يرتقي احد من درجة الي درجة في الحكومة الا اذا فعل كذلك

وفي اوروبا في اعقاب الحرب العالمية كانت بعض الدول الاوروبية تشترط لقبول الدولة ان يكونوا قد عملوا عدد من الساعات في بناء الكليات والمعامل .


وفي الكتاب القوي "لماذا نقرأ" وهو كتاب فيه مقالات لاهم المفكرين ومقالتهم عن عملية القراءة وبيشمل الكتاب مجموعة من النخبة زي طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم وغيرهم كثيرين ومن كلمات طه حسين علي القراءة في مقالته بيقول :

" زاد الشعب هو القراءة يقبل عليها ويشبع بها جوعه الي العلم والمعرفة والوان الحضارة . ان الحث علي القراءة هو خير ما يوجه الي الافراد والجماعات في جميع الامم والشعوب ".

"القراءة في اول الامر كانت مقصورة علي قلة ضئيلة من الناس في كل شعب من الشعوب المتحضرة وحتي كانت الديمقراطية التي اخذت تلغي الفروق والامتيازات وتقرب ما بين الطبقات واذا القراءة تصبح حقا شائعا لكل انسان بل واجبا محتوما علي كل انسان يريد ان يحيا حياة صالحة "


وعباس محمود العقاد قال عن القراءة :

"اهوي القراءة لان عندي حياة واحدة في هذه الدنيا وحياة واحدة لا تكفيني ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني اكثر من حياة واحدة في مدي عمر الانسان لانها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق وان كانت لا تطيلها من ناحية الحساب"


اما حلمي مراد في احد فصول الكتاب بيتكلم عن بحث اسمه

how to find time to read

ويقول ان جملة "لكن عملي ومطالب حياتي لا تترك لي وقت لأقرأ" هي مجرد جملة و زعم وهمي فأي كانت مشاغلك تستطيع القراءة طبقا لهذا البحث :

ويضرب مثالا لطبييب شهير هو سير "وليم اوسلر" فرغم مشاغله كان قد عهد علي نفسه ان يقرأ كل ليلة ولو ربع ساعة فقط المهم أن يقرأ وكان شرط قرائته ان تكون قرائته منعدمة الصلة بمهنته وفعلا حصل علي اطلاع واسع نادر المثال .


وقال الدكتور السعيد مصطفي السعيد في التفرقة بين العلم والثقافة :

اذا كان العلم مطلوبا في مجالاته المتخصصة فان الثقافة مطلوبة في الجملة وربما تكون الزم للجمهور في مجتمعنا المعاصر .

والثقافة العامة في مختلف النواحي هي التي تكون شخصية الفرد وتسمو بها وتميزه ما بين اقرانه وعلي قدر زيادة حصيلته من الثقافة يكون سموه بين اقرانه وفي بيئته ادبيا بل ماديا ايضا في كثير من الاحوال .


ويقول ايضا :

جاز ان يجمع الفرد الواحد بين العلم والثقافة بان يكون عالما متخصصا في مادة ومثقفا في الجملة بالاضافة الي ذلك ويوجد المتخصص في ناحية العلم ولكنه مقطوع الصلة بما خرج عن تخصصه من معارف فيضيق افقه وينحصر فيما تخصص ولا يقال انه مثقف .


أما من اهم الكتب العالمية الشهيرة اللي اتكلمت عن القراءة وكل تاصيلها واسرارها هو كتاب "كيف تقرأ كتابا" تأليف "مورتيمر أدلر" و" تشارلز فان دورن.

اتكلم الكتاب عن مستويات القراءة وانواع القراءة وسرعتها والذي يمكن ان تتعلمه من عنوان الكتاب واتقان فن التلخيص للكتب وكيف تقرا الكتب الأدبية والتطبيقية والمسرحيات والملاحم والقصص.

وبيتكلم ان لازم تقرأ بفاعلية يعني تفهم اللي بتقراه زي ما بيدعوهم الكسندر بوب "الحمقي جاهلو القراة" وهو وصف عنيف للي بيقروا كتير وخلاص من غير ما تستفيد حاجة من اللي بتقراه او تفهمه
وبيقول الكاتب ان اليونايين لديهم تسمية لهذا الخلط بين التعلم والحماقة التي تطبق علي هؤلاء المولعين بالمطالعة لكن يقرؤون بفعالية قليلة في كل العصور انهم "ضاحلو الثقافة"


وبيقول ان في اربع مستويات للقراءة :

المستوي الاول: " المستوي الإبتدائي" وده اقل مستوي اللي فيه الفرد يكون الشخص قد مر علي الاقل من المرحلة الامية الي مرحلة الالمام بقواعد القراءة والكتابة يعني بدايات فن القراءة

المستوي الثاني: "القراءة التفحصية" ودي بتركز علي الوقت زي ما قال الكاتب
المستوي ده بيكون التركيز علي الوقت يعني تخرج اقص مضمون للكتاب خلال فترة محددة من الوقت وبيسموا المستوي ده "التصفح"

المستوي الثالث: "القراءة التحليلية" ودي طبعا اكثر فعالية وبتكون في وقت غير محدد المهم تبقي قراءة فعالة وستفيد من الكتاب فعلا

المستوي الرابع : " القراءة المرجعية "او القراءة الموجهة لموضوع واحد وده النوذج الاكثر تعقيدا لان القارئ بيطالع كتب عديدة في نفس الموضوع وبيربط بينهم كلهم


ومش لازم الواحد عشان سنه كبير انه بيقرا بشكل فعال لان بدا في امريكا المعلمين بيلاحظوا انه لم يعد من الممكن افتراض الطلاب المندرجين في الثانوية يستطيعون القراءة بشكل فعال وبداوا يقدموا الحلول للمشكلة دي وحتي طلبة الجامعة بيدوهم دورات في القراءة بفعالية .

وبيقول الكاتب ان اعطاء نظرة سريعة علي الكتاب بتساعد في فصل القشور وهضم المفيد منه ومن خلال النظرة السريعة ممكن تحدد اذا كان الكتاب مفيد ليك ولا لا

وبيدي بعض النصايح في القراءة التفحصية زي مثلا انك تبص لصفحة الغلاف والمقدمة وتشوف الفهرست عشان تعرف الكتاب وهيكله وبيتكلم عن ايه بالظبط وتشوف القوائمة الهجائية لاسماء والموضوعات الموجودة في نهاية الكتاب وتقرا ورقة التجليد الختامية ساعات بيكون عليها ملخص للكتاب او فكرته

وبيقول انك تقرا الكتاب وانت مش خايف منه حتي لو فقرات مش فاهمها لانه هيساعدك لو قريته مرة تانية وبيقول ان اكيد فهمك لخمسين في المية من كتاب احسن من عدم فقرائتك ليه علي الاطلاق.

وعن سرعة القراءة بيتحدث الكاتب ان بعض الكتب لا تستحق حتي التصفح والبعض لازم يتقري بسرعة وبعض الكتب لازم تتقري بمعدل بطئ ليتاح فهمها وبيقول ان يعتبر تضييع وقت انك تقرا كتاب ببطئ وهو اصلا المفروض يتقري بسرعة عشان كده لازم اكتساب مهارات القراءة .

يعني الهدف مش ان القراءة بس تكون اسرع ولكن انك تكون قادر انك تقرا بسرعات مختلفة وتعرف امتي تستخدك كل سرعة.

ووضع اشارات في الكتاب هي عملية بتخليك مستيقظ وواعي للي بتقراه وكمان لان القراءة عملية تفكير وحوار بينك وبين الكاتب ومن الاشارات اللي بيحطها الناس خطوط تحت الجمل المهمة او علامات ونجوم واي طريقة تساعدك.


وبيقول انك لازم تخلي القراءة عندك عادة والتمرين عليها باستمرار حتي لو كان الموضوع صعب في البداية لكن لازم تقرا علطول وتخليها عادة وذكر المقولة اللي بتقول "العادة هي الطبيعة الثانية".


وان عملية تصنيف الكتاب من اهم الخطوات يعني تعرف نوع اللي بتقراه هل هو كتاب ادبي ولا علمي وده مش بيتحدد من العنوان فقط ولكن من خلال التصفح للكتاب كمان.

وفي فصل في الكتاب سماه الكاتب "تصوير الكتاب اشعاعيا" يعني كانك بتحط جملة واحدة تكون هي محور الكتاب او الكتاب بيتكلم علي ايه في المجمل في جملة واحدة وتوضح الاجزاء الرئيسية في الكتاب وازاي اتنظمت في الكتاب بمجمله من خلال معرفتك لعلاقة اجزاء الكتاب ببعضه وكمان تعرف حبكة الكتاب زي مثلا اما بتلخص قصة او بتحكيها لحد في جملة محددة هي ملخص القصة هي دي الحبكة.


وبيقول في نقد الكتاب انك لازم عشان تنقد الكتاب بشكل سليم لازم الاول تستكمل تفسير الكتاب ومتقولش انك تتفق او تختلف او تكون حكم الا اما فهم الكتاب كويس جدا ولا تختلف مع الكاتب بشكل منازع او مشاكس والقاعدة الاخيرة في النقد انك تفرق بين المعرفة والرأي الشخصي الصرف من خلال عرض اسباب جيدة لاي حكم نقدي تقوم بيه.


ومن المقوالات الشهيرة اللي اتقالت عن قراءة الكتب :

فرنسيس بيكون "هناك كتب تستحق ان يذوقها القارئ وكتب تستحق ان يلتهمها وكتب تستحق ان تضمغ وتهضم "

شوقي " انا من بدل بالكتب الصحابا لم اجد لي وافيا الا الكتابا "

الجاحظ "لا اعلم قرينا احسن موافاة ولا اعجل مكافاة ولا احضر معونة ولا اخف مؤونة ولا شجرة اطول عمرا ولا اطيب ثمرة من كتاب