عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
قل لي كيف تأكل، أقل لك كيف تنام!
النشويات تعزز عمل مادة التريبتوفان في الحصول على نوم هادئ
الدكتور أيمن بدر كريّم*
يتأثر النوم بالعديد من العوامل الصحية والسلوكية، ويعد الطعام الذي نتناوله في اليوم والليلة، أحد تلك العوامل التي تؤثر في طبيعة النوم سلبا وإيجابا، ومن الأطعمة التي تساعد على التمتع بنوم هادئ، الحليب ومشتقاته من الأجبان. لما تحتوي عليه هذه الأطعمة وغيرها، كالموز والدواجن والقمح والعسل، من مادة التريبتوفان المحفزة على النوم والطاردة للأرق.
ويمكن للأطعمة المحتوية على النشويات أن تعزز عمل مادة التريبتوفان في الحصول على نوم هادئ. وكمثال على ما يمكن تناوله قبل الخلود للنوم، تُعد وجبة الحليب مع رقائق الذرة، أو اللبن مع قطع البسكويت، أو سندويتش الجبن، من الوجبات المثلى التي ينصح بها، وفي السياق نفسه، ينصح لمن يعاني من أرق منتصف الليل أن يتناول القليل من الطعام الخفيف، حيث إن امتلاء المعدة قليلا يمكن أن يحفز على النعاس.
ومن العادات الغذائية والسلوكية الخاطئة التي يمكن أن تحرم الإنسان من التمتع بنوم جميل، الإفراط في تناول المواد البروتينية والدهنية خاصة أثناء ساعات الليل. فإضافة إلى صعوبة هضم هذه الأطعمة، يُعد الحمض الأميني، التايروسين، أحد محفزات المخ والجهاز العصبي. مما يمكن أن يسبب طرد النعاس وصعوبة النوم.
وتؤدي مثل تلك الأطعمة وغيرها من الأطعمة المبهّرة والحرّاقة، إلى الارتجاع المَعِدي المريئي ومن ثم الإحساس المزعج بحرقة الفؤاد وأرق بداية ومنتصف النوم.
ولا يمكن تجاهل المواد التي تسبب التأرق وكثرة التململ أثناء النوم، نظرا لإثارتها الجهاز العصبي كمادة النيكوتين التي يتشبع بها الجسم عند التدخين، وكتلك التي تحتوي على مادة الكافيين كالقهوة والشاي ومشروبات الطاقة، وغيرها من الأدوية والعلاجات كبعض مضادات الألم واحتقان الأنف، وحتى مضادات الهستامين، التي اعتاد كثير من الناس تناولها قريبا من وقت النوم.
من كل ما تقدم، يجب النظر بعين الاعتبار إلى أصناف الأطعمة التي نتناولها، إذ يمكن توظيفها في الحصول على نوم هادئ وسليم، والاهتمام بالغذاء بصفته عاملا هاما يجب الالتفات إليه عند المعاناة من الأرق.
المفضلات