امتــــــلاك زمـــام الأمــــــور
" حتى وإن كنت على الدرب الصحيح، ستُدهس لو ظللت تمكث هناك فحسب" .
" ويل روجرز"
تلهمنا رحلة البحث عن معنى الحياة بعمل مخطط للإسهامات التي نريد القيام بها في الحياة، معيار يومي يمكننا من خلاله التخطيط لحياتنا وقياس مدى تطورنا وتقدمنا؛ ولكن يشير الواقع إلى أنه ليس هناك شيء سيحدث؛ حتى نتحمل مسئولية حياتنا ونتقبل مسئولية تحقيق أحلامنا، وتتطلب هذه الجهود الإقدام على ضبط النفس وحشد الطاقات نحو أكثر الأشياء أهمية.
وتشمل المبادئ التي تمكننا من تحمل مسئولية الحياة:
- المسئولية
- الشجاعة
- ضبط النفس
المســئـــــــــــــــولي ة
أؤمن بأن كل حق يحمل في طياته مسئولية، وكل فرصة تحمل التزامًا، وكل ملكية تحمل واجبًا تجاهه
- " نيلسون روكفلر"
حينما تعاكسنا الحياة بحيث لا تسير الأمور كما نريد، أو حينما نرتكب خطأ سهوًا منا، فإنه من اليسير جدًّا أن نلتمس الأعذار أو نلوم الآخرين أو نشكو من الظروف التي تعاكسنا. وعلى الرغم من ذلك، فإننا نتقدم في الحياة إلى الحد الذي يجعلنا نتحمل مسئولية تصرفاتنا ومواقفنا، ونبذل الجهد من أجل عمل المبادرات الضرورية لخلق الظروف الخاصة بنا.
تقدم لنا الروايات التالية السيرة الذاتية الخاصة بثلاثة أفراد مشهورين أجبروا على تحديد مستوى المسئولية التي يتحملونها تجاه حياتهم. ومن بين هؤلاء الأفراد " بيتي فورد" ، السيدة الأولى سابقًا، والكاتبة " مايا أنجليو" و" تشاك نوريس" ، نجم أفلام الحركة والإثارة؛ حيث واجه ثلاثتهم ضرورة اتخاذ قرار ما بين تحمل المسئولية أو السماح للعوامل الخارجية بالتحكم في خياراتهم. سنبدأ عزيزي القارئ بشجاعة " بيتي فورد" وكشف تفاصيل معركتها مع الإدمان، الأمر الذي حدث في وقت قلما تعترف شخصية عامة مثلها بأمر كهذا على الملأ.
عزمت على القيام بالأمر!
" بيتي فورد" مع " كريس تشيز"
لم تدرك أسرتي أنني في مشكلة إلا بعد أن تركنا البيت الأبيض وتقاعدنا للاستمتاع بحياتنا الخاصة. ولمدة أربعة عشر عامًا كنت أتناول أدوية- لعلاج الضغط العصبي والتهاب المفاصل وتشنج عضلات الرقبة، وفي عام 1974 تناولت أدوية مسكنة خلال فترة التماثل للشفاء بعد إجراء عملية جراحية لاستئصال الثدي. وكنت أتحمل أثر زيادة جرعات الدواء الموصوفة لي. وكان مجرد تنازل كأس واحدة من الشراب بعد كل هذه الكمية من الدواء كفيلًا بأن يجعلني أترنح.
وفي خريف عام 1977، سافرت إلى " موسكو" لسرد باليه " كسارة البندق" للتليفزيون. وفيما بعد كان هناك تعليقات حول أدائي " ذي الرؤية الأحادية وأسلوب السرد المتبلد" . وكان " جيري" والأولاد قلقين بشأني، إلا أنني لم يكن لدي أدنى فكرة عما يحدث لي أو إلى أي مدى تغيرت. الآن فقط أدركت أنني بدأت أعاني من تدهور الذاكرة بعد رحلتي إلى " روسيا" .
وفي النهاية، ناقشت ابنتي " سوزان" حالتي مع طبيينا الخاص الذي أوصى بالتدخل المباشر. وكان الاعتقاد السائد وقتها أن الشخص الذي أدمن الكحوليات أو الأقراص الطبية يجب أن تتردى حالته إلى أسوأ ما يكون، ثم يقرر فيما بعد رغبته في التحسن؛ وذلك قبل أن يبدأ العلاج من أساسه. ومع ذلك، فإن من المثبت حاليًا أن أسرة المريض، بالإضافة إلى أشخاص مهمين آخرين بالنسبة للمريض، يمكنهم التدخل لتقديم يد العون، وباتباع هذه الطريقة الحديثة في التدخل للعلاج، ارتفعت معدلات الشفاء بصورة عظيمة.
المواجهة
وفي أثناء ما كان " جيري" في جولة في الشرق لإلقاء بعض الخطابات، توجه الطبيب مع " سوزان" والسكرتيرة الخاصة بي، " كارولين كوفنتري" ، إلى حجرة الجلوس وقاموا بمواجهتي، وشرعوا في الحديث حول الإقلاع عن جميع الأدوية والمشروبات الكحولية. غضبت بشدة وشعرت بالارتباك والقلق؛ حتى بعد أن غادروا قمت بالاتصال بصديقة وشكوت لها من الاقتحام الرهيب لخصوصياتي. (ولم أتذكر هذه المكالمة التليفونية؛ إلا أن صديقتي أخبرتني بها فيما بعد).
وفي صبيحة اليوم الأول من شهر أبريل- الذي وافق يوم السبت- كنت أفكر في إجراء اتصال هاتفي لابني " مايك" وزوجته " جايل" في " بيتسبرج" ، في الوقت الذي انفتح فيه الباب الأمامي ليدخلوا عليَّ مع أفراد الأسرة بأكملها. ارتعدت وظننت أنهم اجتمعوا لأنني لست على ما يرام. تعانقنا وتبادلنا القبلات ثم ذهبنا إلى حجرة المعيشة- حيث شرع الجميع في مواجهتي للمرة الثانية، وكانوا في غاية الجدية بهذا الشأن. وقد أحضروا معهم الربان " جو برشو" ، طبيب بحري ومدير مصلحة إعادة تأهيل مدمني المخدرات والكحوليات بمدينة " لونج بيتش" .
كنت أشعر بصدمة. تحدث " مايك" و" جايل" عن رغبتهما في الإنجاب وفي أن تتمتع جدة الأولاد بالصحة والعافية وأن تكون مسئولة عن حياتها. وذكر " جيري" أوقاتًا استغرقت فيها في النوم على الكرسي، ومرات أخرى حينما كان حديثي مبهمًا. بالإضافة إلى ذلك، تحدث " ستيف" عن عطلة نهاية الأسبوع مؤخرًا حينما أعد هو وصديقة له العشاء لي لكنني لم أشاركهما تناوله. وقال " ستيف" : " لقد اكتفيت بالجلوس أمام التليفزيون وتناول كأس من الشراب أو اثنتين أو ثلاث. لقد تسببت في شعوري بالإحراج" .
حسنًا، ها هو الآن يجرحني ويؤذيني بدروه. الجميع يؤذيني. وانهمرت في البكاء. ومع ذلك، فما زلت أتمتع بالحس الكافي لأدرك أنهم لم يكلفوا أنفسهم مشقة المجيء لمجرد إبكائي، بل جاءوا لأنهم يحبونني ويريدون مساعدتي.
نعم، كنت أقاوم أي إيحاء بأن المشروبات الكحولية هي السبب في مرضي، ومع ذلك اعترفت بتناول جرعات زائدة من الدواء. وأخبرني الربان " برشو" بأن الأمر لا يهم. فأعطاني الكتاب الخاص برابطة مكافحة إدمان الخمور وطلب مني قراءته، وقام باستبدال كلمتي " مدمن كحوليات" ووضع مكانهما: " يعتمد على العقاقير الكيميائية" . ونظرًا لأن المهدئ أو أي شراب مسكر له نفس المفعول المسكن، هكذا يمكنني استخدام الكتاب ذاته لمعالجة إدمان العقاقير (المخدرة) والكحوليات على السواء. وحينما أذكر العقاقير، فإنني أتحدث عن الأدوية القانونية التي يصفها الأطباء.
في بداية الأمر، كنت أشعر بمرارة نحو مهنة الطب بسبب كل تلك السنوات التي نُصحت فيها بتعاطي الأقراص بدلًا من الانتظار وتحمل الألم. فكنت أتعاطى أقراصًا مسكنة للألم وأقراصًا منومة، بالإضافة إلى المهدئات. اليوم، بدأ العديد من الأطباء إدراك المخاطر التي تحف بهذه الأدوية، ولكن لا يزال بعضهم معتادًا ومتحمسًا بشدة لكتابة الوصفات الطبية. (الغريب في الأمر أنني بدأت بالفعل في الإقلال تدريجيًّا من تناول أحد الأدوية، وكنت قد شرعت في ترك دواء آخر حينما بدأ التدخل بالعلاج).
الخطوات الأولى
دخلت مستشفى بمدينة " لونج بيتش" بعد عيد ميلادي الستين بيومين. وكان من الممكن أن أدخل مصحة خاصة، ولكنني قررت أنه من الأفضل اللجوء إلى العلاج علانية بدلًا من الاختباء خلف وسادة حريرية. وأذاعت الصحف بياناً مفاداه أنني أفرطت في تناول الأدوية، وقد أذيع هذا البيان بمجرد دخولي المستشفى.
قابلني الربان " برشو" في الطابق الرابع واصحبني إلى غرفة بها أربعة أسرَة. توقفت وترددت في المضي قدماً. كنت أتوقع أن تكون لي حجرة خاصة. لو كنت أعلم ذلك ما جئت للمستشفى وما كنت لأكشف عن الأمر. وهكذا، تعامل الربان " برشو" مع الموقف بإتقان. وقال: " إن اصررت على غرفة خاصة فإنني سأقوم بإخراج كل تلك السيدات..." ، لقد ألقى بالكرة في ملعبي تمامًا.
وقلت بسرعة وبوعي مني: " لا، لا أريد ذلك" . وبعد ساعة، كنت قد استقررت في الغرفة مع ثلاث نزيلات، وكان تصريحي يُقرأ على مراسلي الصحف.
وفي الخامس عشر من أبريل، وفي نهاية الأسبوع الأول لي في مدينة " لونج بيتش" ، لاحق مراسلو الصحف خارج المستشفى ابني " ستيف" والذي صرح بأنني كنت أصارع ليس فقط تأثير الأقراص بل الكحوليات على حد سواء. وفي الحقيقة لم أكن مدمنة للكحوليات بهذه الدرجة، وفي نفس الوقت لم أكن على استعداد للاعتراف بذلك. وعلى مدار أسبوع كامل كنت أتحدث عن الأدوية وكان الجميع يومئون برأسهم في احترام.
وبعد مرور خمسة أيام، كان هناك اجتماع في مكتب الربان " برشو" . حضرت أنا و" جيري" برفقة العديد من الأطباء. وفي ذلك الحين، أخبروني بضرورة القيام بالتصريح على الملأ والاعتراف بأنني أدمن الكحوليات أيضاً. ولكنني رفضت قائلة: " إنني لا أريد إحراج زوجي" . فقال الربان " برشو" : " أنت تحاولين التخفي خلف زوجك. لماذا لا تسألينه عما إذا كان سُيحرج إذا أعلنتِ أنكِ مدمنة كحوليات؟" .
وشرعت في البكاء وأخذ " جيري" بيدي؛ وقال بإصرار: " لن يكون هناك أي إحراج بالنسبة لي، تقدمي وصرحي بما عليكِ قولة" .
وازداد بكائي سوءاً بقوله هذا، وعندما أخذني " جيري" إلى غرفتي، كنت لا أزال أنتحب بشدة لدرجة أنني لم أستطع التقاط أنفاسي. وأتمنى ألا أبكي بهذه الصورة مرة أخرى أبداً. كان الأمر مروعاً؛ ولكن بمجرد أن انتهى الأمر شعرت براحة عظيمة.
وفي تلك الأمسية، استندت إلى الفراش وكتبت على عجالة تصريحاً عامَّا مفاده: " أنني اكتشفت مؤخراً أنني لم أدمن الأدوية فقط والتي كنت أتناولها كعلاج التهاب المفاصل، بل أدمنت الكحوليات أيضاً. وأتوقع أن هذا العلاج وهذه الزمالة للرابطة ستكون حلاً لمشكلاتي وبالفعل احتويت الموضوع ليس فقط بالنسبة لي ولكن بالنسبة لكل الآخرين الموجودين هنا للمشاركة" . وكانت كتابة ذلك خطوة كبرى بالنسبة لي، ولكنها الخطوة الأولى من العديد من الخطوات والتي عليَّ اتخاذها.
جولات المعركة
والسبب وراء رفضي لفكرة كوني مدمنة كحوليات هو أنني لم أصل لمرحلة خطيرة. صحيح أنني أصبحت أتمهل في الحديث. بل نسيت أيضاً القليل من المكالمات التليفونية. وسقطت في دورة المياه وكسرت ثلاثة ضلوع؛ لكنني لم أتناول المشروبات الكحولية أبداً للتخفيف من أثر دوار تناول المسكرات، ولم أكن شخصاَ يتناول الشراب بكثرة. ولم أخبئ أبداً الزجاجات في أحواض دورات المياه. ولم يكن هناك حنث للوعود (فلم يأت " جيري" إلي ليقول لي، " من فضلك توقفي" ) ولم أقد السيارة في حالة السكر. ولم أتسكع في أماكن غريبة من المدينة مع مجموعة من البحارة. حتى ذهبت إلى مدينة " لونج بيتش" .
أحببت البحارة بمدينة " لونج بيتش" . كنا نتبسط في التعامل دون ألقاب – وكنت أذهب إلى كل مكان, ليناديني الناس بـــــ" أهلاً, يا " بني" " – وحيث إننا نجاهد اعتمادنا على العقاقير ونقاوم مخاوفنا، فكل فرد منا يمد يد العون للآخر.
وفي كل يوم يدق المنبه عند الساعة السادسة صباحاً لأستيقظ وأرتب فراشي وأعد لنفسي فنجاناً من الشاي، ثم ألبي نداء " التجمع" والذي يعني تفقد الطابور. (كنت في البحرية، مع كل ذلك.)ثم يأتي وقت التنظيف بعد ذلك، يحصل كل منا على مهمة لتدبير شئون المكان، وفي فترة قصيرة تصبح الساعة الثامنة صباحاً " اجتماع الأطباء" ، وهذه هي الفترة التي يتفاعل فيها المرضى مع زيارة الأطباء، ومعظمهم ضباط بحريون. هؤلاء الأطباء تلقوا تدريبًا للتعامل مع الإدمان وليس الزج بالأدوية لحل مشاكل الناس.
وفي صبيحة الأيام التي لم يكن عندي فيها اجتماع الأطباء، يكون لدي جلسة علاج جماعية في الساعة الثامنة وخمس واربعين دقيقة. وكان هناك دوماً جلسة ثانية قبل الغداء مباشرة. وبعد الغداء قد يكون هناك محاضرة أو فيلم، ثم جلسة أخرى. وكل جلسة تكون عبارة عن مجموعة تتكون من ستة أو سبعة مرضى ومستشار. وفي هذه الجلسات تبدأ في الشعور بالدعم والدفء والزمالة التي هي طوق النجاة للعودة إلى الرصانة والاعتدال والإقلاع عن تناول الشراب. وكان في مجموعتي بحار يبلغ من العمر عشرين عاماً (ميكانيكي محركات نفاثة والذي يداوم على شرب الكحوليات منذ أن كان في الثامنة من عمره) وموظف شاب (متزوج مرتين ومطلق مرتين) ومعلم (أدمن المخدرات وشرب الكحوليات، ويعيش على العصبية والتوتر).
في أول الأمر، كنت أبغض هذه الجلسات، وكنت أشعر بالضيق ولم يكن لدي رغبة في التحدث. وفي أحد الأيام صرخت سيدة أخرى أنها تعتقد أن الشراب لا يمثل مشكلة لها.
أصابني كلاهما بالانفعال لذا نهضت وقلت: " أنا " بيتي" مدمنة شراب واعلم أن إدماني للشراب يؤذي عائلتي" واستمعت إلى نفسي ولم أكن لأصدق نفسي. وكنت أرتجف ثم ظهر شخص أخر واخذ يؤيدني.
وليس هناك شيء يتردد خارج المجموعة؛ فيمكنك أن تعترف بحرية بأنك حطمت سيارتك وحياتك وكسرت أسنانك وحطمت زواجك وأحلامك. فسيومئ زملاؤك في المجموعة ويقولون نعم، ولكنك لست بمفردك؛ ورغم ذلك لقد نجوت فكان من الممكن ان يسوء الأمر. وكان من الممكن أن تستمر في خداع نفسك أو أن تلعن الجينات الوراثية أو الأطباء المعالجين لك.
وأخيراً، ينتهي الأمر إلى أنه عليك تحمل مسئولية نفسك؛ ولا يهم أن زوجتك ليست مهتمة بنظافة المنزل، أو أن والدتك لم تكن راضية عنك، أو أن زوجك لا يستطيع تذكر عيد زواجكم فالجميع يشعر بخيبة الأمل نحو أمر ما في الحياة, وأي شخص يستطيع أن يبرر تصرفاته ومع ذلك، لا شيء مما ذكر يمثل أهمية. هكذا، يُعد لوم الآخرين على ظروفك مضيعة تامة للوقت.
وبعد أن دخلت إلى المستشفى، توالت الزهور والحقائب الممتلئة بالبريد المرسل ممن يبعثون بأطيب تمنياتهم بالشفاء. وكان هناك العديد من الأشخاص الودودين الذين يقدمون لي الدعم والمساندة. ونشرت صحيفة " واشنطن بوست" مقالًا بقلم رئيس التحرير يستحضر فيه الأمل الذي قدمته للكثيرين بسبب صراحتي عند مناقشة عمليتي الجراجية لاستئصال الثدي, وبالإضافة إلى ذلك، أثنت الصحيفة عليٌ للإفصاح عن إدماني للأقراص الطبية والكحوليات " ومهما يكن التضافر بين الضغط من الناحية العاطفية والنفسية والألم العضوي والذي يأتي بها إلى هذا الطريق؛ ألا أنها مصممة على اجتياز الأمر بصورة مميزة؛ بل إنها لا تخشى البوح بذلك ولا تشعر بالخجل حيال الأمر" .
شكرت الصحيفة، مع أنني لا أستحق وسام الشرف هذا لأني كنت خائفة ومحرجة بالفعل بل إنني كنت أمر بالوحدة واليأس والغضب والوهن. وإليك، عزيزي القارئ، على سبيل المثال جزءاً من مدونة بتاريخ 21 أبريل وهى من دفتر اليوميات الذي احتفظت به في اثناء ما كنت في مدينة " لونج بيتش" :
حان موعد النوم. يا لها من أغطية خشنة! فلم تكن لديٌ أدنى فكرة حينما دخلت إلى هنا أن الأمر سيكون بهذه القسوة, ولا أعني هنا الأغطية فحسب. إنه برنامج جيد؛ ولكنه يبدو في غاية القسوة بالنسبة لشخص يلغ الستين من عمره منذ أسبوعين مضى. ماذا أفعل هنا حقاً؟ بل إنني بدأت أتحدث مثل البحارة. في استطاعتي أن أترك المكان، ولكنى لن أسمح لنفسي للقيام بذلك لأنني في أمس الحاجة إلى ذلك. خمن! كنت على شفا البكاء.
المفضلات