لمن يرغب في المواجهة واتخاذ القرار في حياته


يقول تشارلز جنبيز في كتابه (الذات العليا) :

بدون أهداف ستعيش حياتك متنقلاً من مشكلة لأخرى،بدلاً من التنقل من فرصة إلى أخرى


فإذا كان الهدف يحتل هذه الأهمية الكبيرة فلماذا لا يقوم الناس بتحديد أهدافهم في الحياة؟
لماذا نخشى دائماً من الجلوس أمام ورقة بيضاء لنرسم عليها خططنا وأهدافنا ..؟
لماذا نخشى ذلك الضوء الذي ينير لنا دربنا في الحياة؟



وأجيب بـأن هناك أسباب تجعلنا نحجم عن التخطيط ووضع الأهداف وهي:


أولاً:الخوف :


الخوف والرهبة هما أعدى أعداء المرء، فما إن يمتلك منه ذلك الشعور البغيض إلا ويصاب بحالة من الشلل في التفكير والتركيز ،والإنسان قد يخاف من الفشل ،أو الغد ،أو الرفض ،أوحتى النجاح.

والخوف يكون عادة ناتجاً من خبرات سابقة مؤلمة ،فتعمل عملها في تدمير النفس ،وبث الرسائل السلبية المحبطة.

فالفشل السابق ينمي شعوراً بالخوف من فشل مستقبلي ، مما يدفع الإنسان إلى عدم خوض التجربة مرة ثانية كي يتجنب مشاعر الألم التي شعر بها في المرة الأولى.


يقول زج زجلر في كتابه (فوق القمة) :

الخوف هو برالأمان الوهمي الذي يبدو وكأنه واقع.


والخائف –قارئي الكريم-إنسان مسجون في إطار من الأوهام والشكوك ،وعدم الثقة بالذات .

لذا كانت الخطوة الأولى في سبيل تحقيق أهدافك أن تحارب خوفك ،وأن تتسلح بالشجاعة في مواجهة أخطاء الماضي وتصحيحها والإستفادة منها ،بدلاً من الوقوع في أسرها.


ثانياً :النظرة المشوشة للذات :


هناك حكمة تقول :
بأنه لايمكن للمرءأن يؤدي عملاً ما باستمرار،إن لم يتوافق هذاالعمل مع رؤيةا لمرء لذاته.

فالرؤية المهزوزة للذات، تنعكس على المرء في كافة شؤونه، مما يشعره بأنه غير كفء للنجاح والتميز،
وأن النجاح قد خلق للآخرين فقط ، لذا نراه سائراً مع القلة الضالة في الحالة، لا يدري شيء عن أهدافه ، ولا يستطيع تحديد ما يريد .

ولعل الشيء الجيد في هذا المقام أن الرؤية المهزوزة أمر يكتسبه الإنسان من تعامله مع البشر ، وتتكون لديه من خبرات حياتيه سابقة، لذا فليس من المستحيل تغييرها شريطة أن يكون لديه العزيمة والإصرار لذلك ، وإلا فسيكون إمعة على هامش الحياة يقبل ويرضى بأي شيء ، يقتنع ويوافق على أي قرار ،ولن يرى بد ولا أهمية لتحديد أهدافه في الحياة، توماس أديسون يقول لهؤلاء أن:

(أكبرالفاشلين همأالذين يخشون من التجربة)

أما إن كنت من الذين يتمتعون بروح تواقة ، تشتاق دائماً إلى الجلوس على القمة ، وتأنف المراكز المتدنية، فلا بد أن تنسى دائماً أن هناك مركز ثان ، يجب أن تكون عينيك ثابتة على المركز الأول ، فكما يقول كينيدي :

بمجرد أن ترضى بالمرتبة الثانية ،فلنتصل إلى أقصى من ذلك.


ثالثاً: التأجيل والتسويف :



وهذا هو السبب الثالث ، أو اللص الثالث الذي يسرق من عمر المرء، فيضيع دون أن يضع لها الخطط والأهداف .

والتأجيل ببساطة هو تأخير عمل اليوم إلى الغد .
فتسوف وتؤجل وتؤخر مالا يجب تأخيره ، إلى أن يمر العمر منك وحياتك خاوية إلا من أمنيات لا تجدي نفعاً .

المسوف يعشق كلمة (فيما بعد) ، ويسجل أرقام قياسية في قول ( سأفعل) ،
وهو شخص مبدع في استدعاء الحجج والمبرارات التي تمنعه من القيام بعمله ، وقد يستدعي الشيء وضده ، فيما تراه يقول( الجو سيء جداً ..إنه ليس بالجو الذي يشجع على العمل )
ويقول في موضع آخر
( الجو ممتع يساعد على الإسترخاء والراحة ) !!

والمسوف قد يؤمن بأهمية الأهداف لكنه ليس بالإيمان الحار .

هي أقرب بالأمنية منها إلى الإيمان ، وللأسف التسويف عادة إذا فعلها المرة مرة ثانية وثالثة، ترك للنفس مساحة ترتع فيها من التسويف ، يصعب التحكم فيها فيما بعد ذلك.

إننا لا نعيش إلا حياة واحدة وبالرغم من أن كلنا يعلم ذلك إلا أن القلة فقط تعمل من أجل ذلك ، القلة فقط هي التي تهم في الحال لتؤمن لنفسها أقصى فائدة في تلك الحياة .


رابعاً : عدم الإيمان بالهدف:

فكما أسلفنا أن هناك من البشر من لا يؤمن بقوة وأهمية أن يحدد أهدافه في الحياة ، بل ويرى أنها مضيعة للوقت ، وترى في جعبته حجج كثيرة مقنعة له على الأقل بعدم تحديد أهداف له في الحياة ، وقد يفاجئك بمثال لشخص لم يكتب أهدافه في الحياة لكنه ناجح ومتميز، وهذا بالضبط نفس ما يجيبك به الشخص المدخن عندما تحدثه عن الأضرار الصحية للتدخين، فيقول لك :
هل ترى فلان الذي يبلغ من الكبر عتيا ، إنه يدخن بشراهة!..

نعم هناك من لا يخطط وقد ينجح لموهبة لديه، أو لتوفر عوامل النجاح ، لكن الاستثناء ليس هو القاعدة.

الشخص الذي لا يخطط قد ينجح لكن الصعوبات والعقبات والمشاكل التي تواجهه تكون أكثر وأشد من التي تواجه الشخص الذي لديه خطة وهدف واضحين.وليس من الحنكة أو الذكاء أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.


خامساً: المعرفة:


هناك أشخاص قد يعجبوا بما نقول، وقد تتوفر لديهم الرغبة في تحديد أهداف لهم في الحياة ، لكنهم لا يملكون الذخيرة المعرفية التي تؤهلهم لذلك ، وللأسف لا يعملون على امتلاك تلك الذخيرة.

ليس هناك أعجب من شخص يطمح في شيء ثم لا يتسلح بالمعرفة كي يحقق هذا الشيء .

أحد أصدقائي أخبرني ذات يوم بأن حلمه في الحياة أن يكون ممثلاً متميزاً ، لكنني لم أراه ولو مرة واحدة يحضر دورة عن فن التمثيل ، أو يقرأ كتاب يتحدث عن التمثيل ، لا يأخذ أي خطوة نحوتحقيق هدفه، لذا يظل مجرد حلم.

وعندما سألته :

لما لا تقوم بعمل خطوات لتحقيق حلمك قال لي :

لا أدري كيف أبدأ!!

فإذا لم يحاول المرء أن يتعلم كيف يمكن أن يكون لديه خطة واضحة لتحقيق أهدافه ، ويضع لذلك الوقت المحدد لتنفيذ تلك المهمة ، سيظل أسيراً مع تلك الفئة التي تردد مع صاحبنا الحالم بالتمثيل (لا أعرف كيف)!.


يقول زج زجلر

(قد يمنعك الآخرين عن فعل شيء لبعض الوقت،لكنك أنت الذي تمنعها كل الوقت ).


أنت الوحيد القادر إما على إطلاق سراح أحلامك ،
أو وأدها والإجهاز عليها بعدم التعلم والتدريب ،
والبحث المضني عن الطريقة المثلى لتحقيقها.


فكن بطلاً وواجه هذه الأسباب..
وابدأ بها من اليوم ولا ترضى بالقليل ..
مع أمنياتي لكم بالأفضل دائماً