عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
\البناء لا الهدم
يوجد كم هائل ممن يرفعون راية التثبيط والنقد الهادم والبحث عن الزلات كالذباب وما أكثرهم،أحيانا يرفعون شمّاعة النصيحة تارة والدفاع عن الدين تارة أخرى.
ولنْ نستطيع أن نغلق أفواه هؤلاءِ ، ولنْ نستطيع أن نعتقل ألسنتهم لكننا نستطيعُ أن ندفن نقدهُم وتجنّيهم بتجافينا لهم ، وإهمالنا لشأنهمْ ، واطِّراحنا لأقوالهِمِ! ?
ما أحوج الأمة اليوم ونحن في هذا الزمن، زمن الهزائم والانكسارات والجراحات إلى تعلم فن صناعة الأمل ودفن اليأس والتشاؤم ورفع راية التعزيز الإيجابي فهو مفتاح مهم لتغيير سلوك الفرد والجماعة نحو الهدف المطلوب.
و التعزيز الإيجابي هو مؤثر داخلي يبعث النفس البشرية على الارتياح ، ويُسهم في تحفيز طاقة الإنسان وجهده نحو الهدف بكل رغبة واقتناع .
وبعض المدراء والقادة في العمل الإسلامي أو المؤسسي عندما تقول لهم استخدموا سلاح التعزيز الايجابي والمدح الصادق الهادف والكلمة المكسوة بالثناء الصادق...يجيبك قائلا أخاف عليهم العجب والرياء وآخر يقول سيتعودون على ذلك.
نقول له ولأمثاله أين أنت من تلك الأوسمة التي حلاها محمد عليه الصلاة والسلام على أصحابه ،فخالد سيف الله المسلول ،ومعاذ اعلم الأمة بالحلال والحرام ،وأبو عبيدة أمين هذه الأمة، وعليٌّ رجل يحبه الله ورسوله ،وعمر ما سلك فجا إلا سلك الشيطان فجّاً آخر .
أنه المربي عليه الصلاة والسلام من منحه ربه عليه الصلاة والسلام أعلى وسام وأعظم تعزيز فقال تعالى ( إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ).
ويشير رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام إلى أهمية هذا المبدأ في أحد أهم مسائل تربية الأولاد ألا وهي تعليم الصلاة ، فيقول صلى الله عليه وسلم : « مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين ، واضربوهم عليها لعشر سنين » .
ويلاحَظ في هذا الحديث كيف ترك الرسول صلى الله عليه وسلم مسافة ثلاثة سنوات بشهورها وأيامها ودقائقها لاستخدام كافة وسائل التعزيز الإيجابي المتاحة لترغيب الأبناء على تعلم الصلاة ، والتي هي ركن من أركان الإسلام الخمسة ، قبل اللجوء إلى العقاب بالضرب وهو أحد وسائل التعزيز السلبي .
ما أجمل المدح مع النصح كما قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر عندما سأله تعبير رؤيا : ((نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)) ، فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا.
نحن بحاجة إلى التعزيز في أسلوب التعامل مع من هم في أماناتنا ومسؤولياتنا من البشر ، أطفالاً كانوا أم كباراً ؛ فمبدأ التعزيز الإيجابي لا يعرف للعمر أو الشكل أو الجنس أي قيمة ، إنما هو التعامل مع النفس البشرية .
أن علينا جميعا مديرين كنا أو رؤساء ، آباءً أو أمهات استخدام مبدأ التعزيز الإيجابي ؛ فلا نلجأ إلى استخدام وسائل التعزيز السلبي إلا بعد استنفاد كل ما لدينا من وسائل التعزيز الإيجابي أولاً .
تحياتي
المفضلات