العصف الذهني 1







العصف الذهني(1)

لقد أصبح مصطلح العصف الذهني Brainstorming من المصطلحات الشائعة الاستعمال للتعبير عن التفكير الإبداعي، بل يكاد ألا يخلو مؤلف في الإبداع أو التفكير الإبداعي من ذكر طريقة العصف الذهني كإحدى الركائز الأساسية في هذا النوع من التفكير، هذا وتعتمد طريقة العصف الذهني على توليد أفكار كثيرة من خلال مجموعة محددة من المشاركين على أساس تعليق الأحكام أو تأجيل نقد الأفكار إلى نهاية الجلسة، فلا يسمح بكبح أو تثبيط الأفكار المولدة أو إصدار حكم عليها إلى أن يتوفر عدد كبير من هذه الأفكار أو الحلول المطروحة للموضوع تحت الدراسة، إذ يتم تقييد كل الأفكار دون نقد إلى نهاية
وهذه هي الطريقة المعتادة لجلسة العصف الذهني.

تعريف 1:






العصف الذهني : هو عبارة عن عملية متطورة لإنتاج وتوليد أفكار جديدة، وذلك باستخدام مجموعة من القواعد والمبادئ المعينة التي تحفز و تشجع الأفكار الجديدة التي لا يتم الحصول عليها في الظروف المعتادة.

تعريف 2:






العصف الذهني : هو عبارة عن حلقة للنقاش أو طريقة للتداول، بواسطتها يحاول مجموعة من الناس البحث عن حل لمشكلة معينة عن طريق تجميع و تقييد كل الأفكار التلقائية للأفراد.



- و تستخدم هذه الطريقة لتطوير المنتجات والأفكار الجديدة بشكل عام، أو تحسين الخدمات العامة في الشركات و المؤسسات، أو في استحداث عمليات أو أنظمة أو خدمات جديدة، و كذلك في الحملات الإعلانية والدعائية وفي المقالات والبحوث المكتوبة، وفي طرق الإدارة واستراتيجيات التسويق.

- كما أنك تستطيع أن تسخر هذه الطريقة في تنمية حياتك الخاصة و تطويرها.


- و إن عقد حلقات العصف الذهني المستمر سيعود عليك وعلى مجموعتك بالنفع العظيم، فقد تطور من الأفكار أو الخدمات التي تقدم، وستحظى أنت بالأهمية عند مرؤوسيك في حال كنت موظفاً، إذ أنك ستضيف بعداً جديداً إلى سيرتك الوظيفية عندما تكون مصدراً للأفكار الجيدة،


و الحلول الرائعة للمشاكل العويصة.


- حاول دائماً أن تسأل نفسك: ما الذي يحدث عندما تطور طرقاً جديدة في حفظ المال؟ أو عندما تطور منتجاً جديداً سيصبح فيما بعد مهيمناً على السوق؟ أو عندما تطور طريقة جديدة في حفظ المعلومات؟ أو النتائج النهائية للطلبة في المدرسة؟ أو عندما تبتكر أسلوباً ممتعاً في التدريس داخل غرفة الفصل؟ أو تستحدث طرقاً جديدة في الاتصال و العلاقات مع الناس...الخ؟!



إن جلسات العصف الذهني بأفكارها و حلولها الرائعة ستؤدي حتماً إلى:


• زيادة إبداع.


مجتمع أفضل (متطور من حيث الخدمات والمنتجات).


• علاقات أفضل مع الناس.


• استحداث علاقات جديدة.


إدارة رائعة, ترقية سريعة , ومال أكثر.



وبالتالي فإن جلسة العصف الذهني تحتاج إلى إعداد وترتيب مسبق( من دعوة للمشاركين، وإعداد مكان الاجتماع، وتحضير المواد اللازمة للجلسة، وتحديد موضوعها و طريقة عقدها، وكيفية اختيار الأفكار المناسبة ومعايير ذلك..الخ)


و سنقوم بذكر بعض القواعد المهمة في جلسات العصف الذهني، بالإضافة إلى الخطوات المتبعة في مثل هذه الجلسات في الفصل القادم ...





العصف الذهني(2)




بعد أن تحدثنا في الفصل الماضي عن تعريف العصف الذهني وعن الحلول الرائعة التي يقدمها نأتي في هذا الفصل إلى الحديث عن قواعد العصف الذهني والخطوات المتبعة في العصف الذهني.....
مبادئ العصف الذهني:

• ضرورة تجنب النقد والحكم على الأفكار(استبعاد أي نوع من الحكم أو النقد..)
• إطلاق حرية التفكير والترحيب بكل الأفكار مهما يكن نوعها أو مستواها.
• المطلوب هو أكبر عدد من الأفكار بغض النظر عن جودتها أو مدى عمليتها.
• البناء على أفكار الآخرين وتطويرها







قواعد وآداب جلسات العصف الذهني للحصول على أفضل النتائج:

1- تأجيل الأحكام المسبقة أو منعها:
لا يسمح بنقد الأفكار أو الحكم عليها إلى أن تكتمل جلسة العصف الذهني و تسجل كل الأفكار و لو كان بعضها ساذجاً أو شاذاً ، فبدلاً من صرف الطاقة الدماغية الثمينة في نقد الأفكار المولدة يتم الاحتفاظ بها في توليد الأفكار و الحلول و إنتاجها.. فالأفكار التي تبدو للوهلة الأولى غير صالحة يمكن أن تكون في بعض الأحيان ذات فائدة عظيمة عند تعديلها.
إن تعليق الأحكام سيشجع الآخرين على مشاركة أفكارك الخاصة، و قد وجد في بعض الأحيان أن الأفكار النهائية تكون قريبة للسطح عند تعليق أو كبح لجام الأحكام.

2- تشجيع الأفكار الجديدة والمغالية:
كما أنه بالإمكان ترويض الفرس الجموح فإن الأفكار الجامحة أو الشاذة يمكن توليفها وتهذيبها بشكل أيسر من إنتاج فكرة صالحة للوهلة الأولى.
لا توجد أفكار سخيفة أو مضحكة جداً، بل توجد أفكار يمكن الضحك معها لا عليها، وجلسات العصف الذهني تحتم علينا دائماً أن نسجل أي أفكار غريبة أو غير مألوفة، بل و نغالي فيها ونمنع الصدام معها أو تسفيهها.
إن الأفكار الغريبة تسهم بشكل أفضل في إثارة أسلوب جديد في التفكير، ومن السهل ترويضها لصالح الأفكار الأصلية، إذ إن الأفكار الأصلية تحفز بمثل هذه الأفكار.

3- تشييد البناء على أفكار الآخرين:
أن نكون مستمعين رائعين أمر محمود، وأن نستخدم أفكار الآخرين للبناء عليها واكتشاف الأفكار الرائعة فذلك شرط مطلوب.
فالأفكار ستترابط مع بعضها البعض، فالجمع بينها سيضيف أفكاراً زائدة لكل فكرة، كما أنه سيحفز الآخرين لطرح أفكارهم الملهمة.
إن كل فكرة موضوعة في جلسة العصف الذهني لا بد أن يكون لها مبدأ و مفهوم تستند إليه، وعدم الاستفادة من هذه الفكرة أو تلك قد يفوت علينا فرصاً و يهدر أوقاتاً في سبيل الوصول إلى أفكار أصلية، فكما أن الأفكار الغريبة يمكن تحويلها إلى حلول صالحة فإنه في الغالب يكون تبني أفكار الآخرين أسهل من توليد فكرة أصلية تامة.
4- الكم مقدم على الكيف والنوع:
إن جلسة العصف الذهني تعتمد بالدرجة الأولى على توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار، ومن هذه الأفكار المولدة ستكون هناك فرصة كبيرة للوصول إلى الأفكار الرائعة. ومهمتنا هنا أن نتعود اصطياد كل الأفكار في غير تفضيل أو وصف، وجمع أكبر قدر منها، فالانسياب المتدفق للأفكار يقلل الرغبة في التقويم، ويساعد على فقد كوابح الأفكار، و قد قيل إن الأفكار الرائعة تأتي مع القوائم الكبيرة للأفكار المولدة، والكم يولد الكيف و النوع.






وهنا قصص متعلقة بالمقال


قالوا عن" الشطرنج"

• " الشطرنج هو الحياة". ( بوبي فيشر)
• " الشطرنج هو كل شئ, فهو فن وعلم ورياضة".(كابوف)
• " الشطرنج هو فن التحليل".(بوتفينيك)
• " الشطرنج مثل الحب والموسيقى, زاخر بالطاقة التي تجعل الإنسان سعيداً ".(تاراش)
• " كل معلمو الشطرنج كانوا مبتدئين".(تشيرنيف)
• "عندما تفكر في حركة جيدة, فكر ثانية, فهناك دائماً حركة أفضل".(إيمانويل لا سكر )
• "العب في البداية كما يقول الكتاب، وفي الوسط كأنك ساحر، وفي النهاية كأنك بلدوزر"(سبيلمان)
• " في لعب الشطرنج، المفاجأة نصف الهزيمة".(بروفرب)
• " لاعب التكتيك يعرف ما يفعله عندما يكون هناك ما يمكن فعله، لاعب الإستراتيجية يعرف ما يفعله عندما لا يكون هناك ما يمكن فعله".( جيرالد أبراهامز)
• " الشطرنج يلعب بالذهن قبل الأصابع".( رينوه وكان)
• " لا تحرص على خسارة قطعة فتخسر اللعبة كلها".(تارتيكوفر)
• " حركة واحدة خاطئة قد تهدر ما أنجزته أربعون حركة صحيحة".(موروفيتش)







لماذا نفعل الخير؟
في أحد المزارع في القرية كان هناك مزارعاً فقيراً ......
في أحد الأيام تفاجأ هذا المزارع بصوت استغاثة قادم من مستنقع مجاور لحقله، فما كان منه إلا أن ترك عمله راكضاً باتجاه الصوت ليجد صبياً غارقاً يتخبط خوفاً من الغرق، وبلا تردد أنقذ المزارع ذلك الصبي وعاد فرحاً بما صنع في ذلك اليوم.

و في صباح اليوم التالي توقفت عربة فاخرة عند كوخ المزارع الفقير، ونزل منها رجل أنيق قائلاً للمزارع: أريد مكافأتك على الخير الذي أسديته لي فقد أنقذت حياة ابني مقدماً له كيساً من المال، لكن المزارع رفض المال المقدم له مقابل ما فعل، فما كان من ذلك الغني إلا أن طلب من المزارع أن يقبل هدية أخرى وكانت الهدية فرصة تعليمية لابنه.

وهذا ما فعله ذلك الغني بالفعل إذ أرسل ابن المزارع إلى أفضل المدارس ليتخرج من مشفى سانت ماري الطبية، ويصبح طبيباً مشهوراً وليكتشف العالم ألكسندر فيلينغ البنسلين، والعجيب في الأمر أن الطفل الذي كاد أن يغرق في المستنقع وهو صغير أُصيب بمرض ذات الرئة، والذي أنقذ حياته مرة أخرى كان: البنسلين...!!

وصدق الشاعر حين قال:
ازرع جميلاً ولو في غير موضعــه فلا يضيع جميل أينما زُرعا
إن الجميل وإن طـــــال الزمان بـــه فليس يحصده إلا الذي زرعا