سيكولوجية القيادة

لقد حظي موضوع ( القيادة ) باهتمام العلماء على اختلاف شاكلتهم فاهتم بها علماء النفس الاجتماعيون باعتبارها محورا اساسيا من محاور ديناميات الجماعة واهتم بها السوسيولوجيون ( علماء الاجتماع ) باعتبارها ظاهرة اجتماعية تنبثق من وجود الفرد داخل الجماعة وعاملا من عوامل تماسك الجماعة وتضامنها وتنظيمها . وركز عليها الاضواء علماء الاتصال باعتبارها اسلوبا من اساليب الاتصال الناجح في الجماعة وركز السيكولوجيون جهودهم في هذا الصدد لمعرفة اهم السمات التي تميز القادة عن غيرهم .

كما انا موضوع القيادة كان محل اهتمام الفلاسفة منذ كونفوشيوش حتى برترندراسل، وأوضحوا قوة بعض الافراد على الاخرين الا ان ظاهرة القيادة لم تحظ باهتمام الباحثين والعلماء ودراستها على اسس علمية ومنهجية الا في بداية القرن التاسع عشر.

وقد شهدت العشرون سنة الماضية زيادة واضحة في محاولات استقصاء ودراسة طبيعة ظاهرة القيادة سواء عن طريق المنهج التجريبي ام الاسلوب السوسيومتري ام الملاحظات العلمية المنظمة الشخصية.

ولقد بذل المختصون في علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع وبعض العلوم الاجتماعية الاخرى جهودا مكثفة بعد الحرب العالمية الثانية لكي يصلوا الى فهم علمي لظاهرة القيادة والسلوك الاجتماعي للقائد واهم السمات التي تميز القائد الناجح .

وهنالك تعريفات عديدة للقيادة ومن اهم هذة التعاريف مايلي:

1_ ان القيادة بمفهومها العام تعني عملية التاثير في الناس في موقف معين.

2_ هي العملية التي من خلالها يؤثر القائد في سلوك اعضاء الجماعة للوصول الى هدف معين.

3_ القيادة هي القدرة على التاثير في الاخرين بواسطة الاتصال تحقيقا لهدف ما .

4_ القيادة عملية تاثير متبادل يؤدي عن طريق تضافر الافراد رغم الفروق بينهم الى توجيه النشاط الانساني سعيا وراء تحقيق هدف مشترك .

5_ ان القيادة ظاهرة تفاعلية تنبثق وتظهر حينما تتشكل او تتكون الجماعة .

ولو استعرضنا التعاريف السابقة للقيادة يمكننا ان نستخلص منها الحقائق التالية:

1- ان اساس القيادة هو مساعدة الجماعة لكي يتعاون افرادها في تحقيق هدف مشترك يتفقون علية ويقتنعون باهميتة فيتفاعلون بطريقة تضمن تماسك الجماعة وتضامنها وتحركها في الاتجاة المرغوب الذي يؤدي الى تحقيق الهدف المشترك.

2- ان هناك شخصا ( القائد ) يوجه هذة الجماعة ويتعاون معها لتحقيق هدف ما .

3- ان القيادة ظاهرة اجتماعية تنبثق حينما تتوافر في فرد معين سمات الشخصية
المسيطرة ازاء اخرين تتوافر فيهم سمات الشخصية التابعة.

4- ان عملية التاثير تعتبر لب جوهر ديناميات عملية القيادة اذ لابد لوجود القيادة من توافر تأثير من نوع معين على مجموعة من الافراد .

وخلاصة القول يمكن القول ان موضوع القيادة في اطار علم نفس الشخصية ان كل انسان يمتلك قدرا معينا من السمات القيادية وفي نفس الوقت لدية قدر من السمات الانقيادية وان الشخصية الانسانية تتضمن هذين العنصرين في ان واحد .