لدى كل واحد منا تفكير تلقائي يرد على اذهاننا ويؤثر
في تصرفاتنا واستنتاجاتنا دون ان نعيه وندرك دوره
واثره(الا فيما ندر) فاذا كان هذا التفكير سلبيا فانه يولد
مشاعر ومواقف وعلاقات سلبية(خلافات ـ سوء فهم ـ اتهام
النيات ـ غضب ـ حسد ـ انتقام الخ) واذا كان ايجابيا فان
آثاره تكون ايجابية على النفوس والعلاقات.


واذا لم ندرك اثر التفكير السلبي على مشاعرنا فانه يستمر
في تأثيره على المشاعر والتصرفات والتصورات والعلاقات
ويتغلغل في اعماق الذات وربما صار جزءا من كيان
شخصية الفرد وتركيبته النفسية الذهنية واعاق تقدمه في
الحياة وحال بينه وبين الانجازات والنجاح وحرمه من
استثمار مااودع الله فيه من قدرات وطاقات.


للتفكير السلبي اسباب متعددة تختلف فيها وجهات النظر
منها:


َالتربية المفرطة في النقد السلبي وتضخيم الاخطاء
والهفوات وتتبع العثرات والتركيز على جوانب النقص
والتقصير واغفال الايجابيات وتجاهل الحسنات سواء كانت
هذه التربية في الاسرة او المدرسة او غير ذلك.


2ـَ الافراط في نقد الذات واحتقارها وانتقاصها وتقليل شأنها
اما اعتقادا بعدم جدارتها او تربية لها على البعد عن
الغرور وخوفا عليها من العجب بالنفس والكبر ولكن
بافراط شديد الى درجة احتقارها وتثبيطها وحرمانها من
ادنى درجات تقدير الذات.


3ـ َالمبالغة في مطالبة النفس والاخرين بالكمال والمثالية
ودوام الصواب والدقة مع عدم تخمر.


4ـ َ اخطاء التفكير والاستنتاج والحكم على الامور وتصور الحياة
والناس والنفس والعلاقات وهي انواع متعددة
منها:الاستنتاج العشوائي القاصر والمبالغة في التعميم
والتفكير الحدي الثنائي(اما او ولا وسط)وغيرها كثير.


حصاد التفكير السلبي:


1ـ َنقص التفاؤل وتشوه الرؤية الايجابية للمستقبل.


2ـ َالمبالغة في توقع الفشل وعدم التوفيق.


3ـ َضعف الهمة والعزيمة والطموح والانجاز والانتاجية.


4ـ َسرعة الاحباط وضعف المعنويات والاستسلام وفقد المثابرة.


5ـ َكثرة الاخفاقات والتعثر في الحياة(الدراسة او الزواج او
الوظيفة)


6ـ َالحكم الخاطئ على الذات بدوام الفشل وتكراره.


7ـ َتشوه في ادراك مفاهيم الحياة وسنن الله في الناس.


8ـ َتراكم الهموم والغموم والاحزان.


9ـ َنقص البهجة والمتعة والسعادة.


سبيل التخلص من التفكير السلبي:


1ـ اتباع منهج القرآن والسنة في تربية النفوس ومراعاة
الوسطية وعدم التطرف في الامور.


2ـ معرفة سنن الله تعالى في الكون والحياة والناس
والعلاقات وارتباط النتائج باسبابها ومعرفة معنى التوكل
الحقيقي.


3ـ تدريب النفوس على تحمل مسؤولية الذات تجاه
التصرفات والاخطاء وتحقيق الانجازات والحذر من الاسقاط
على الظروف والاخرين.


4ـ تدريب النفوس على رؤية ايجابيات الامور مهما كان
فيها من سلبيات وتوسيع دائرة الافق المعرفي الادراكي
الذهني بتفاؤل.


5ـ التوسط في تقدير الذات واحترامها والحذر من
تحقيرها وتحطيمها وايضا تعظيمها وتضخيمها والاعجاب بها.


6ـ تجنب الافراط في النقد السلبي المغرق في رؤية
السلبيات والتعامي عن الايجابيات.


7ـ الالتفات الى اخطاء التفكير وخلل الادراك وتشوه
التصورات واصلاحها.