عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
العواطف... وتحليلها
مقدمة
إن تحليل العواطف غير فعال لحد الآن ويعود ذلك لصعوبة معرفة هذه العواطف. فكل عاطفة تمثل مركزا لعدة أفكار عن الحياة. فكلما تضمحل عاطفة تحل محلها عاطفة أخرى لذلك تتغير أفكار الفرد، فالعاطفة الجديدة تجلب معها أفكار جديدة.
إن فهم طبيعة العواطف يعطي أسس للعلاج النفسي وفي هذا البحث سنركز على العواطف وعلاقتها بالعلاج النفسي وتطور الوعي لدى الفرد.
المشاعر
عادة ما تعتبر المشاعر والعواطف تحمل نفس المعنى. في الحقيقة، يوجد فروق أساسية بين الكلمتين، إذ أن هناك ثلاث مشاعر فقط وهي: المشاعر السارة والمشاعر الحزينة والمشاعر المعتدلة. في السابق، كان علماء الأخلاق يعتبرون أن المشاعر المعتدلة هي مزيج متساوي من المشاعر السارة والحزينة، ولكن التأمل الواعي أثبت عدم صحة هذه الفرضية.
نماذج العواطف
العواطف تنتج جزئيا من المشاعر حيث يوجد ثلاثة نماذج للوعي هي: الغريزة والإدراك والمشاعر. هذه النماذج منفصلة ولكنها تتداخل في إنتاج الرغبة والعاطفة.
فعندما تتوحد الغريزة والإدراك تنتج الرغبة. والرغبة هي النشاط الغريزي الموجه لمفهوم ذهني. فمثلا عندما تلتقي الغريزة مع مفهوم الشهرة فإن الفرد تصبح لديه الرغبة في أن يصبح مشهورا.
وعندما تتحد المشاعر مع الإدراك تنتج العواطف. فالعاطفة هي النشاط المشاعري الموجه لمفهوم ذهني. فمثلا عندما تلتقي المشاعر مع مفهوم السيطرة فإن العواطف الناتجة هي عبارة عن الغضب أو الخوف ( الغضب نتيجة للمشاعر السارة المصحوبة بقبول سيطرة الآخرين، أما الخوف فهو نتيجة للمشاعر الحزينة عندما تصبح تحت سيطرة الآخرين).
الأفكار الغير مقصودة لها قيمتان فهي إما جيدة أو سيئة. فالجيدة منها تتولد عنها المشاعر السارة أما السيئة فتتولد عنها المشاعر الحزينة. فبشكل عام العاطفة هي الأفكار الغير مقصودة التي تنتج من خلال المشاعر السارة أو الحزينة وعلى ذلك فإن العواطف تأتي ثنائية متعاكسة. وأليك بعض من هذه العواطف المتناقضة:
الخوف - الغضب
الحب - الكراهية
الغيرة - الأنانية
الفخر - الشعور بالذنب
التكبر - التحسر
بعض العواطف بها تعقيد إضافي حيث إنها تتكون من عاطفتين وتسمى عواطف مضاعفة.
جدول 1. العواطف المضاعفة
الشعور بالذنب = التحسر + كره الذات
الأنانية = الحب + التكبر
الغيرة = الحب + التحسر
السخط = الشعور بالذنب + المثالية
الأسف = الندم + الشعور بالذنب (نوع التحسر)
الحزن = الندم + الغيرة (نوع التحسر)
القلق = الخوف + التكبر
بالنسبة للعواطف الثنائية المتعاكسة التالية: الشعور بالذنب و الغيرة فقط يمكنك الشعور بنوع واحد من العواطف في وقت واحد.
الأفكار الغير مقصودة
بعض العواطف يظهر ثلاث مرات. فمثلا التحسر يظهر كنوع من الغيرة في حين، بينما يظهر كنوع من الشعور بالذنب في حين أخر وكل نوع ينتج عنه استجابة مختلفة. ولدراسة الأفكار التابعة للعواطف يجب أن تأخذ بالحسبان الحافز لك عاطفة.
جدول 2. الأفكار الغير مقصودة
1
الحافز للشعور بالذنب هو العقاب وفي هذه الحالة:
- التحسر يشير إلى أن الحياة عبارة عن عقاب
- كره الذات يشير إلى شعور الفرد بأنه يستحق العقاب
2
الحافز للغيرة والأنانية هو المسؤولية
الغيرة هي مسؤولية اجتماعية وفي هذه الحالة:
- التحسر يعني الاحتياج إلى مكافئة من الآخرين
- الحب يعني أنا أكافيء الآخرين
الأنانية هي الاعتماد على الذات وفي هذه الحالة:
- التكبر يعني سأفعل ما يجب بطريقتي الخاصة
- الحب يعني أنا لا أعتمد على أحد
3
الحافز على التحسر والتكبر هو المساعدة وفي هذه الحالة
- التحسر يعني أنا أحتاج إلى المساعدة
- التكبر يعني أنا لا أحتاج مساعدة من أحد
4
الحافز على الغضب والخوف هو السيطرة وفي هذه الحالة
- الغضب يعني أني بحاجة إلى السيطرة على الآخرين
- الخوف يعني أن العالم يسيطر علي
5
الحافز على الحب والكراهية هو الخصوصية وفي هذه الحالة
- الحب يعني أنا مثل الآخرين والكل سواسية
- الكراهية أنا أختلف عن الآخرين
خصائص العواطف
الآن سنأتي للاختلاف بين هذه العواطف. لو افترضنا أن العاطفة الملاحظة الآن هي التحسر فكيف نميز إذا كانت هذه العاطفة هي التحسر لوحدة أم أن هذا التحسر ناتج عن الشعور بالذنب أو الغيرة؟. لكل عاطفة خصائص تميزها. وسوف أعطي أمثلة الآن:
1. الغيرة = التحسر + الحب
التحسر في هذه الحالة يشوه كل إنجازات الفرد لأنه يفضل لفت الآخرين. فهذا النوع من التحسر ينتج عنه الحاجة للمس الآخرين أو العكس لتحصل على استجابتهم. في النهاية يصبح هذا اللمس هو الحاجة للمعاشرة الزوجية.
الحب في هذه الحالة ينتج عنه المشاركة الاجتماعية والاهتمام. فهو يشمل كل الطرق التي تجعل الآخرين يعتمدون على أنفسهم. كما ينتج عنه الحب المثير جنسيا ولكن ليس الرغبة في المعاشرة الزوجية رغم أن المعاشرة الزوجية قد تقع لإشباع وإرضاء حاجة الطرف الأخر.
2. الأنانية = الكبر + الحب
في حالة التكبر فإن كل شيء في هذه الحياة متساوي الأهمية. فالحياة عبارة عن دراما.
أما في حالة الحب فيشعر الفرد بالسعادة، سعيد بنفسه، وسعيد بحياته كلها حتى الجوانب الحزينة منها وسعيد من أجل الحياة نفسها.
معرفة العواطف
معرفة العواطف أمر بالغ الصعوبة والذي يجعله معقدا أكثر هو أنه عندما يكون لدى الفرد نوعين من العواطف في وقت واحد احداهما من العقل الواعي والأخرى من العقل الباطن. في هذه الحالة لابد أن توجد عاطفة ثالثة متلازمة وهي القلق.
لمعرفة العاطفة في العقل الواعي تستطيع القراءة عن حياة بعض الشخصيات وتقارن بين انفعالات ودوافع الشخصية الموصوفة مع انفعالاتك ودوافعك، وبدلا من محاولة معرفة جميع العواطف دفعة واحدة قم باختيار واحدة وحاول ربط جميع الاستجابات المتعلقة بها.
فعند القراءة عن إحدى الشخصيات اختر الشخصيات البارزة بغض النظر عن كونها جيدة أم سيئة. فهؤلاء الأشخاص تكون عواطفهم بارزة في شخصياتهم.
عند التعرف على إحدى العواطف قم بالنظر إلى جميع أعراض الجسم والمزاج الذهني المتعلقة بها وعندما توجد هذه العلاقة سيصبح من السهل جدا معرفة الاستجابات العاطفية لديك. على سبيل المثال: السخط يسبب ارتفاع ضغط الدم والصداع النصفي في النصف الأيمن من الدماغ.
الفائدة من معرفة العواطف
عندما نستطيع معرفة عواطفنا سنتوصل لمعرفة التأثير الذهني على الغرور. كذلك إن معرفة العواطف مهمة عندما تريد أن تعرف معنى الحزن والألم النفسي. وعند الاهتمام بما الذي تعنيه المشاعر والغرائز يمكن أن نكتشف الخصائص التي يجب أن يكتسبها العالم.
الخاتمة
العواطف هي مفاهيم تنشط بواسطة المشاعر. والمفهوم يقدم عامل الإدراك وعلى ذلك فكل عاطفة لديها الأفكار المتلازمة. وعندما يتعلم الفرد التعرف على استجاباته العاطفية الكبيرة فإنه يستطيع إزالة الغموض الحاصل عن المعتقدات والعادات التقليدية القديمة على الحقائق.
المفضلات