غالبا ما يكون الشعور بالغيرة ناتجا بسبب تفوق الآخرين خصوصا الأقرب منهم، في أحد أمور الحياة، أعتقد بأن هذا الشعور طبيعي جدا في الإنسان، يمكن القول بأنه لا يوجد انسان لا يشعر بالغيرة. نحن نعيش مع بعضنا البعض، نرى أناسا يمتلكون قدرات ومهارات خاصة، نرى آخرين متفوقين في الدراسة أو في العمل ويحققون انجازات مذهلة، كل هذه الأمور لا بد أن يكون لها تأثير علينا. في بعض الأحيان لا نعي هذا الشعور ونحاول أن نقنع أنفسنا بأنه غير صحيح، لكن الحقيقة أن هذا الشعور موجود في ذاتنا، لا نستطيع التخلص منه، لكن هذا الشعور بالغيرة قد نستطيع توضيفه في صالحنا.

الشعور بالغيرة
الشعور بالغيرة محفز مذهل

بالفعل، فمن الممكن للغيرة أن تأدي إلى النجاح والتفوق في الحياة، إن فهمنى كيف نتصرف مع هذا الشعور بحيث يأثر علينا إيجابيا بدل أن يكون له تأثير سلبي. وأعتقد بأن أحد أسباب الغيرة هو حب المنافسة لدا الإنسان، لأن كل شخص يسعى إلى أن يكون متفوقا على الآخرين ويحضى بمكانة مهمة، لكن عندما يجد بأن أحدا ما قد تميز عليه وتفوق، فإن هذا الشعور يبدأ يتحرك في داخله، وهذا كما ذكرت طبيعي أن يحدث، ومن الأفضل أن يحدث، لأنه إن ضبط المرأ نفسه فإنه سيحرك فيه حب المنافسة، فيتحول إلا دافع قوي ومحفز مذهل، يجعله يبدل جهده ويستثمر وقته في ما يفيده في بناء حياته وتحقيق أحلامه.

هل كل الأمور تستحق الشعور بالغيرة ؟
لكن ليس كل الأمور مدعات للغيرة، من المهم جدا أن نسأل أنفسنا هل يستحق الأمر منا الشعور بالغيرة ؟، كأن نغير مثلا من شخص غني جمع ثروته بأساليب وطرق محرمة وغير قانونية، أو من شخص نال مناصب عالية عن طريق الرشوة أو استخدام أحد الوسائط. من البديهي أن نقتنع بأن أشباه هذه الأمور لا تستحق أبدا أن نوليها أي اهتمام أو أن نشعر بالغيرة تجاهها، فالأشياء المهمة التي تستحق أن تشعرنا بالغيرة هي التي بنيت على أساس سوي، كإنسان كرس وقته في العمل والإجتهاد حتى صار ذا شأن عظيم يحترمه الناس لقيمته ومكانته، هذا شخص يدعوا للإعجاب والتقدير.
المشاعر والأحاسيس لها مفعول قوي جدا، فبإمكاننا أن نصير أقوى وأفضل وأكثر تميزا وتفوقا ونجاحا، إن فهمنى جيدا مشاعرنا ووظفناها كما ينبغي، والشعور بالغيرة أحد هذه المشاعر التي علينا فهمها واستغلالها لنغير أنفسنا ونحسن قدراتنا ونصير أفضل وأكثر نجاحا وتفوقا.
الشعور بالغيرة اجعلها وسيلة للنجاح.