بسم الله الرحمن الرحيم
هل راقبت يوما كلماتك ؟؟؟ هل انتبهت لحديثك مع الآخرين ولطريقتك في التعبير عن نفسك ؟؟؟ وهل شعرت يوما أن هناك ما يبعدك عن النجاح أو يعزز شعورك بالعجز ؟؟؟
إن كلماتك تشكل جزءا كبيرا من شخصيتك , وتحمل الكثير من ملامح تفكيرك , وطريقتك في محادثة نفسك أو التعبير عنها قد تدعم نجاحك وإحساسك بالثقة أو قد تزيد من خوفك وإحباطك .
(( أنا بصحة جيدة لكن أحتاج إلى وقت نوم طويل)) , أود مساعدتك لكن لا وفت لدي )), ((أريد أن انجح بتفوق لكن لا أعرف كيف أذاكر )) كم مرة سمعت هذه الجمل وكم مرة كررتها ؟
إننا نستعمل (( لكن )) بشكل يومي في حديثنا , والمشكلة أن (( لكن )) مثل البكتيريا تنتشر في أفكارنا وتقضي على ما يسبقها .
حين نستعمل ((لكن)) فنحن لا نشير إلى أننا نحتاج المزيد من النوم أو الوقت , بل نشير إلى ما ينقصنا وهي تنفي أننا بصحة جيدة أو أننا نود المساعدة لأن الصحة مرتبطة بالحصول على النوم الذي لم نحصل عليه والرغبة في المساعدة معلقة بإيجاد الوقت , وهكذا نجد أنفسنا عالقين بين رغباتنا المرتبطة بنقص لم نستطيع إكماله , ويبقى العقل معتقدا أننا لسنا بصحة جيدة بما يكفي لقلة النوم ,وأننا لا نستطيع النجاح بتفوق لأننا لا نعرف كيف نذاكر .
ولكي نتجاوز هذه المرحلة ونعزز ثقتنا ونمنح العقل مساحة يحقق بها أحلامنا , يجب أن نستغني عن استعمال ((لكن)) في التعبير عن أنفسنا وحتى في الحديث عن الآخرين , فعندما نقول للطفل ( خطك جيد لكن حاول أن تكتب عل السطر) فإنه لن يتذكر أن خطه جيد , لأننا استدركنا بقولنا ((ولكن )) والأفضل أن نقول ( خطك جيد وحاول أن تكتب على السطر ) وهكذا ترتبط عنده الجملة بأنه جيد وليحقق المزيد عليه أن يكتب على السطر .
وهذا ما يجب أن تفعله عند حديثك (( صحتي جيدة وأحتاج إلى فترة نوم أطول )) فإنك عند ذلك تعزز الشعور بأن صحتك جيدة وهذا يدفعك لطلب المزيد , وعندها سيعمل جسدك وعقلك للحصول على المزيد انطلاقا من أنه يملك المزيد وليس انطلاقا من نقطة الصفر .
منقول
المفضلات