حينما نتحدث عن الشباب فأننا نخاطب الجزء الأكبر من جسم المجتمع والنسبة العالية من مكوناته، وهذا لا يعني أن نغفل دور الشياب أو من اشتعلت رؤوسهم بالشيب حيث الخبرة الطويلة والدراية الكافية في كثير من الأمور الحياتية فهم الذين يقدمون النصح والإرشاد والحلول لكثير من الإشكاليات التي تواجه الشباب ويستعصى حلها عليهم انى كانوا .
ان الدولة الإسلامية حينما بدأت وترعرعت في بداية الدعوة الإسلامية حيث كانت محاطة بأسوار الجهل والظلام لم تنصر الا بالشباب الذين كانوا يقوون جسدها بعضد كل منهم حتى أصبحت واسعة الحدود ،وقد قيض للإسلام كثير من الشباب الذين حملوا الراية مدافعين عن العقيدة السمحة التي جاءت من اجل ان تكون نوراً للبشرية يُهتدى به لاناراً يُكتوى به .
وحينما نتحدث عن الفراغ فإننا نتحدث عن الوقت الذي يقتله الشباب بدون أي فوائد تذكر او تتحقق من هذا الفراغ وهنا نتحدث عن فترة زمنية تهدر من أعمار الشباب بدون اية فوائد تتحقق او تذكر ، والفراغ نوعان فراغ نفسي يكمن في نفس الشباب حيث أمواج عاتية تأتي من هنا وهناك تتلاعب في نفس الشباب وتثنيهم عن العمل او طلب العلم وهنا نتحدث عن كثر من الأفكار التي تراود الشباب في قضائها والتي تكون نهايتها أحيانا زج الشباب خلف القضبان جراء تعاطي المخدرات او المسكرات او الانحراف في السلوك ، واقتراف ما يحرمه الشرع او يخالف القانون ، او الانجرار الى اللحاق بما يخالف الأنظمة والقوانين المرعية خاصة حينما يُغرر بالشباب للاشتراك في مسيرات تضر بالمجتمع او الاعتصامات التي تضر بمصلحة الشباب وفي هذا المضمار يمكن ان يتجه الشباب الى تشكيل أحزاب او جمعيات والانخراط فيها بما يتلاءم وتطلعات الشباب حتى تتكون لديهم شخصيه متزنة تتكون من خلالها رؤية ثاقبة لما هو لصالح الوطن وصالح الشباب عامة وسوف يتكون لدى الشباب حجم لا باس به من الخبرة او الدراية من حيث العمل السياسي الخلاق، والاجتماعي الذي سوف يصب في حوض الشباب ويجعل لديهم مناعة ضد ما يشوش على الأفكار الخلاقة التي سوف تطرأ وتظهر من التمازج الشبابي .
اما النوع الثاني من الفراغ فهو الفراغ القلبي وهنا نتحدث عما تحدثه البيئة الاجتماعية من تغيرات على الشباب من جهة والتغيرات التي تتعلق بثورة التكنولوجيا وما لحق بالشباب جراء هذه الثورة من كثير من التأثيرات ناهيك عن عوامل الفساد التي تهاجم قوت الشباب وتطلعاتهم والتي تعتبر احد العناصر الهامة في الفراغ القلبي جراء التفكير في كيفية نزع هذا الشر من جسم المجتمع الذي أصبح يهدده ويهدد أركانه والذي يعتبر الشباب احد اهم أركانه .
ومن منطلق الاهتمام بالشباب الذين يعتبرون المدماك الأهم في البناء المجتمعي فان المجتمع بشكل عام سواء كان رسميا او أهليا عليه ان يكافح من اجل إيقاف زحف هذا الجيش الذي أصبح يهدد حياة الشباب وذلك من خلال عوامل كثيرة منها مد يد العون للشباب من خلال تسخير كثير من الأفكار التي تسهم في كبح جماح هذا المارد مثل إعادة العمل بمعسكرات الحسين وتفعيلها بشكل جاد في كافة محافظات المملكة وإفساح الفرصة أمام الشباب للقيام بأعمال تناسب كل منهم خاصة مع تراكم التحديات الكثيرة التي تواجه المجتمع ، ويمكن ان يكون هناك تدريب عملي لكثير من الشباب على الأعمال السياحية الفردية التي تكسب الشباب كثيرا من الخبرات في العمل السياحي وتدر عليهم دخلا يجعل كثيرا منهم يعتمد على نفسه في تحقيق كثير من متطلباته الحياتية وتسهم في صقل شخصية وتجعله يفكر في التحول الى العمل المهني ، ويمكن ان يكون هناك جانب هام من العمل الاجتماعي وهو ما يسمى بالشرطة المجتمعية والتي تجعل من الشباب أشخاصاً متطوعين للعمل الاجتماعي او مكافحة الجريمة او تقديم أعمال بدون اية طلبات ، وسوف يتحقق لدى الشباب نوع من الحماس للقيام بأعمال تهم المجتمع وتسهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار ، الامر الذي يجعل الشباب يقضون أوقات فراغهم في أمور تنعكس على المجتمع وتسهم في تحقيق نوع من التنمية الأمنية والاجتماعية الأمر الذي يؤدي الى التقليل من حجم الجريمة او انتهاك القانون، وتقليل نسبة الخوف وهذا العامل سوف يؤدي الى زيادة حجم الرضا لدى الأفراد الذين سوف يفكرون في طرق حدود الوطن سواء كان ذلك سياحيا او استثماريا .
ان الفراغ وجيوشه حينما تداهم أي فرد منا بغض النظر عن العمر او النوع البشري لا يمكن ان يجابه الا بالتسلح بسلاح العقيدة والفكر ومعدات ضبط النفس عن ما هو مؤد الى الهلاك والانحدار الى الرذيلة وإتباع نوازع الشر ، وان أكثر ما يمكن ان نجابة تلك الجيوش هو السعي نحو الطرق العقلانية في التفكير والابتعاد عن الأوهام وما يفسد النفس البشرية من جهة والابتعاد عن ما يجعل القلب جثة وتصبح مقبرة للجثث .