السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن إحدى أعظم المشاهد التي أوجدها الله سبحانه وتعالى في الطبيعة ألا وهي التقاء التضاد.
انظر إلى السماء في ليلة صافية...ليلة لا تشوبها الغيوم...انظر إلى ذلك المشهد الرهيب...وتمعن به جيدا...سماء سوداء كبيرة تملأها نجوم بيضاء متلألئة كقطع من الماس المنثورة على الأرض... لونان متضادان يجتمعان...اللون الأسود واللون الأبيض ...ومن المعروف أن أي شيء مضاد لأخر لا يجتمع معه...فالإشارة الموجبة لا تلتقي أبدا مع الإشارة السالبة...ففي تلك اللوحة الفنية اجتمع اللونان المتضادان وهذه الظاهرة إحدى أوجه الإبداع الإلهي...لماذا؟؟...وما علاقتها بفهم فلسفة الحياة وقوانينها؟؟...قبل أن نفسر تلك الأسئلة علينا أن نفهم معاني اللونان الأبيض والأسود.
اللون الأسود...لون الظلام والخوف...لون السيطرة والاحتلال...ويلقب بملك الألوان...ومن العادة أن يعطى كوصف لكل شيء يرمز للظلم والقهر والاحتلال...وهو لون تنبذه النفس وتكرهه لما له تأثير سيء عليها.
أما اللون الأبيض...هو اللون المضاد للأسود... لون النقاء والصفاء...لون يوحي بالأمل والنور.
والآن لنعد لهيكلة اللوحة بمعايير أخرى ألا وهي معاني اللونان الأبيض والأسود وليس هما...سماء سوداء عظيمة ليس لها حدود...منظر رهيب ومخيف يوحي بالخوف والقلق...وذلك لان اللون الأسود قد اكتسح السماء...وعلى الرغم من قوة اللون وقهره...هناك نجوم متلالاة...هناك قطع من النور والأمل موجودة في كل مكان من تلك السماء...ذلك المنظر يشبه الغرفة المظلمة التي تضيئها مصابيح من النور...منظر يعطي الأمل ويقتل اليأس...والحياة هكذا...مليئة بالصعاب...مليئة بالظروف السيئة التي قد تعاديك في لحظة ما...والحياة بكل معانيها تشبه فلسفة اللون الأسود...اوبالاحرى هما متطابقان...وعلى الرغم من تلك الحياة الصعبة...يجب عليك أن لا تيأس أبدا...لأنه هناك قطع من الأمل منثورة في كل ظرف و مكان من حياتك...ومصدر ذلك الأمل هو قربك من الله سبحانه وتعالى...فيجب عليك أن تثق في الله الخالق في كل موقف وظرف...فالله عظيم وقادر على كل شيء...فالله يقول في كتابه العظيم:"ادعوني استجب لكم "...ومن غير الله قادر على حل المشاكل والمتاعب التي تؤرق حياتك؟؟...فعليك أن تستمر في الحياة متوكلا عل الله سبحانه وتعالى...متعلقا بذلك النور والأمل الذي سيمدك الله لو شاء جل جلاله.
وعلى الرغم من أن السواد قد غلب على السماء وقطع النجوم ماتزال منثورة...فان الظلام لن يستمر...سوف يختفي... وستستبدل السماء الليل بالنهار...ومن قال لك بان النجوم قد اختفت؟؟...فان النجوم ماتزال موجودة...ماتزال منثورة في كل مكان.
وهكذا الحياة فعندما تتعلق بمصابيح من الأمل والنور من جراء توكلك على الله...فان الظروف الصعبة سوف تمر وتنقضي بإذن الله سبحانه وتعالى كذلك النهار الذي حلّ السماء...فان لكل كرب وهم فرج إن شاء الله سبحانه وتعالى