الإسلام يعتبر الإنسان هو محور الكون.وعندما ينجح الإنسان كفرد؛ فإنه يشكل جزءًا لنجاح المجموع كأمّة، وبالتالي بناء الحضارة.فالأمة مجموعة أفراد، والحضارة إنتاج أمة. فكل إنسان لديه إمكانية النجاح، ولكن نجاحه يعتمد على قدرته على تفجير مواهبه.مخطئٌ من يتصور أن النجاح يأتيه على طبق من ذهب، وإلاّ لساد الناسُ كلهم، فالدنيا قد خلقت على كدرٍ، والبعض يريدها خلواً من الأكدار! فكيف تنجح؟

1-الثقة بالنفس: فهي من المقومات الرئيسة لكل من ينشد النجاح، فلا نجاح بدون ثقة الإنسان بذاته. فضعف الثقة بالنفس هو إصدار حكم بإلغاء قدرات الإنسان ومواهبه، وبالتالي الفشل المحتم!.
2- الإرادة القوية: فالإنسان يعيش صراعاً من أجل البقاء، ولن ينتصر في هذا الصراع إلاّ من تسلح بإرادة قوية، ومن استسهل الصعاب أدرك المنى . أما ضعيف الإرادة فلا بد وأن يهزم في معركة الحياة.
3- الطموح الدائم: حيث يزرع في الإنسان المثابرة والجد والاجتهاد، كما يحفزه على التفكير الجاد، والتخطيط الدقيق.
4- الحيوية والنشاط المتواصل: وهو عبارة عن الجهد المستمر الذي يبذله الشخص لإنجاز أعماله وتحقيق أهدافه في الحياة.
5-التوكل على الله وحسن الظن به: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).

قواعد النجاح سبع, وهي:تحديد الهدف في الحياة.وتعرف الإنسان على شخصيته.وعدم ا لتفريط في الوقت.والاستفادة من تجارب الآخرين.والبعد عن الإسراف.ومقاومة التعب.وأخيراً التأكيد على أن يكون الإنسان متفائلاً.

البرمجة السلبية
من أهم العوامل التي أثرت على سعادة الإنسان حتى أصبح تعيساً هي البرمجة السلبية التي تعرض لها منذ طفولته من قبل مؤثرات كثيرة، منها:
الأُسْرَة :فلأسرتك دور كبير في تشكيل سعادتك؛ فمعظم العادات السلبية أو الإيجابية يكتسبها الطفل من والدايه والمحيطين به في المنزل، فقد يكتسب الطفل الخوف, أو القلق, أو التشاؤم من والديه, أو أحدهما.روى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ".

المدرسة:
فلو رجعت بذاكرتك إلى أيام الدراسة؛ فستذكر مثلاً بعض العبارات التي ألقاها عليك بعض مدرسيك, وأثرت في نفسيتك تأثيراً عظيماً .. كقولهم :أنت مشاكس ...أنت غبي ...أنت ساذج ...وعلى الجانب الآخر ستجد أساتذة قد أخذوا بيدك, وأعطوك جرعات تشجيع؛ زادت من ثقتك بنفسك, وغيرت من نظرتك لذاتك ..فللمدرسة دور كبير في تشكيل سعادتك إذاً ..

الأصدقاء:
للأصدقاء دور كبير في تشكيل سعادتك؛ فأنت تتأثر بهم كما تؤثر فيهم ...وفي الأثر يروى عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : "الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ" [رواه أحمد, والترمذي, وأبو داود, عن أبي هريرة رضي الله عنه؟].

فكثير من المدخنين؛ كانت أول سيجارة يدخنها من يد صديق ... وهذا الأمر يسري على جميع العادات السلبية والإيجابية الأخرى .لذا فالأصدقاء أيضاً شاركوا في تشكيل سعادتك .

وسائل الإعلام:
لا يخفى على أحد أثر وسائل الإعلام في طريقة تفكير وسلوك وعادات الشعوب، ولعل ما نراه من عادات دخيلة على جتمعاتنا أكبر دليل على ذلك، فرأينا الطفل ذا التسعة أعوام يتغنى بالحبيب، ويتأوه من ألم الفراق!. قد تشمئز النفس من فكرة سلبية تعرض، ولكن مع التكرار تصبح لدى البعض أمراً عادياً...

لم لا وقد تمت برمجة عقولهم بتكرار عرضها؟!.

المصدر الأخير وذو الأثر الكبير هو: أنت نفسك .لقد برمجت نفسك برمجة ذاتية نابعة منك عن وعي, أو بدون وعي على عادات سلبية أو إيجابية.فمن الممكن لهذه البرمجة الذاتية أن تجعل منك إنساناً سعيداً، تغمره مشاعر التفاؤل والحماس؛ يحقق أحلامه وأمانيه، أو إنساناً تعيساً وحيداً بائساً يائساً من الحياة.وفي ذلك يقول أحد المتخصصين: " إن ما تضعه في ذهنك سواء كان سلبياً أو إيجابياً ستجنيه في النهاية ".

لذا تذكر هذه النصيحة:
راقب أفكارك؛ لأنها سوف تصبح أفعالاً !.
راقب أفعالك؛ لأنها ستصبح عادات !.
راقب عاداتك؛ لأنها ستصبح طبعاً !.
راقب طباعك؛ لأنها ستحدد مصيرك! والأمر بيد الله، فقط هذه أسباب...

أحدهم يقول: إنه يذهب إلى عمله مع شخصين:
أحدهما يتحدث دائماً عن مشكلة المواقف وصعوبتها, وعادة ما يمكث أكثر من نصف ساعة يبحث عن موقف.والآخر يتحدث عن توفر المواقف مع كثرة الناس, وغالباً ما يجد الموقف دون عناء.

الاسترخاء
إن الحماسة المؤدية للعمل لا تتقاطع مع الأعصاب الباردة. والعمل المستمر انتحار بطيء.
1- امنح نفسك قسطاً من المتعة، وهدوء البال، والحيوية والاسترخاء، لاسيما في أوقات خلوتك بنفسك.
2- فكّر دوماً بالأمور الإيجابية في حياتك، وتلك الأشياء التي تمتلكها وليست لدى غيرك.
3- لا توتر نفسك بمشكلات الدراسة أو العمل، واعتبرها جزءًا من الحياة.
4- لا تلتفت أبداً إلى الطعنات التي من الخلف ومضايقات الآخرين، وتقبل دوماً الأمور على ما هي؛ لأن شيئاً لن يتغيّر، فأنت لن تستطيع أن تربي الآخرين أو تغيّر سلوكهم.
5- إذا كان جدول أعمالك مزدحماً لا تقلق نفسك، وتصاب بالتوتر، ففي النهاية أنت لن تنجز إلا ما يتسع له الوقت.
6- من الأفضل أن تنفذها بنفسية جيدة؛ لتشعر بنوع من السعادة والرضا.
7- كن متفائلاً.
8- تعلّم كيف تسلم ببعض الأشياء التي جُبلت على ما هي عليه، فليس هناك أسلوب حياة أو عمل أو أسرة تخلو من المشاكل.
9- لا تنظر إلى تجاربك الفاشلة نظرة حزن أو تشاؤم.
10- اجعل الفشل دافعاً ووسيلةً لاستمرارك للوصول إلى النجاح، فالأشخاص الذين يأسرون أنفسهم في تجاربهم الفاشلة لا يمكن أن يكونوا سعداء أبداً، وتذكّر الحكمة الصينية التي تقول: "القرار السليم يأتي بعد الخبرة التي تأتي من القرار السيئ".
11- عندما تقابل صديقاً مقرّباً قُلْ له نكتة بريئة، أو اطلب منه أن يقول لك ذلك، فالابتسام والضحك يولّد بداخلنا نوعاً من السعادة والبهجة.
12- لا تجعل المستقبل مصدر قلق لك؛ لأن ذلك سيسلبك السعادة بالأيام التي تعيشها.
13- كن جريئاً في قراراتك دون تهوّر أو اندفاع، وكما تقول الحكمة: "الحياة هي المغامرة ذات المخاطر, أو هي لا شيء على الإطلاق".
14- لا تلتفت لصغائر الأمور اليومية؛ فهي لا تحتل الجزء الأكبر من تفكيرك، ولا تدعك تستمتع بمباهج الحياة.
15- اجعل أحد مصادر سعادتك القيام بشؤون والديك وإسعادهما، ومساعدة المحتاجين، أو رسم البسمة على وجه طفل، أو هرم من شيوخ المسلمين.
16- أخيراً وأولاً.. اعمل على تقوية صلتك بالله عز وجل، وليكن إيمانك بالقدر باعثاً على راحتك النفسية، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، و أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا، كما قال صلى الله عليه وسلم. ساعة استرخاء يعني: نصف ساعة من نوم.أعط نفسك حظها الجيد من النوم 7 ـ 9 غالباً، ويختلف بحسب السن.الحرمان من النوم يجعل الجسم مغلوباً على أمره .وعلامة أخذ النصيب؛ أن تستيقظ نشيطاً متجدد القوى .

كيف تحسن نومك ؟
1 ـ حدد وقت الذهاب إلى الفراش.
2 ـ اجعل الفراش مريحاً ومخصصاً للنوم .
3 ـ تأكد أن غرفة النوم هادئة ومعتمة .
4 ـ تحرك جيداً في النهار .
5 ـ كُلْ بشكل صحيح .
6 ـ إذا لم يأتك النوم فلا تستعجله، قم ومارس أي عمل مناسب.
7 ـ تجربة شخصية: انخرط في تسبيح وذكر؛ وبذلك تكسب إحدى الحسنيين ولابد.

المادة أعلاة صدرت ضمن شريط صدر موخرا للشيخ سلمان بن فهد العودة