السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يأتيك المستغل ليقول : أهلاً وسهلاً .. أنا فلان .. وقد أتيت لأستغلك ، وأرجو أن تكون متعاوناً معي !!
لو كان الأمر بهذا الوضوح لما وقع في الاستغلال أحد .
يحرص المستغل على أن أن يُغَلِّفَ مرارة ما يصنع معك بطبقة من الشيكولاته .. هذه الطبقة هي التي تجذب المغفلين !!
ومن هذه الشيكولاته السامة :

الحب :


أنا لا أصنع هذا إلا لأني أحببتك .. ولو كان شخصاً آخر لما قدمت له هذه الخدمة .
وإذا كان غالب الناس في حاجة إلى من يشعرهم بالحب والتقارب فسيجد المستغل الطريق مهيئة في أنفس الناس لاستقباله.

الخبرة والمعرفة :


يمكنني أن أقوم بهذا لأنني صاحب خبرة واسعة فيه . أنا متخصص في هذا المجال ، ولذا عليك أن تستمع إلى ما أقول .. ولا تجادلني كثيراً.
هل تذكرت الآن مندوب تسويق أو مدير شركة .. أو حتى بائعاً في محل ، أراد أن يستغلك بهذه الطريقة ، وأشعرك أنك لا تعرف شيئاً .. وهو الخبير .. ولذا .. لابد من إذعانك له ؟!
ألا تذكر كثيرا ًمن المواقف التي تخليت فيها عن رأيك (وكان هو الصواب) نزولاً عند رأي " الخبير المزعوم !!"

الإيثار والكرم :
لا مصلحة لي في كل ما أتُعب نفسي به .. إنما أصنعه من أجلك أنت .. ولا أدري لماذا تقابل إحساني إليك بالجحود !!
وهو هنا يلاعب " شعورك بالذنب " ، فهو الباذل المضحي ، وأنت العاق الجافي .

الواجب الأخلاقي :
حسناً .. أنا أعرف أن هذا العمل شاق ، وأنه لا يقوم به إلا القلة من الناس .. ولكن .. أخلاقي توجب عليَّ أن أحتمل المشقة في سبيلها .. ولولا الواجب الديني والخلقي لما تحملت كل هذا .

**********

كل هذه المقولات كذب .. ولكن المستغل يختار الموقف المحدد ، والأشخاص المعينين ، والألفاظ الملائمة لينفث سحره. وسيجد كثيراً ممن يصدقونه.
وهذه هي طريقة الدجالين في التسويق لأنفسهم ، فهم : لا يريدون جزاء ولا شكوراً.. وهم يمارسون (دجلهم) من أجل نفع الناس ، ولولا أن ضميرهم يحتم عليهم مساعدة الآخرين لما أقحموا أنفسهم في هذه المشقة !!