عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
عقلك والمغناطيس
أنظر إلى هذين الجارين الذين يحدثانا عن يوم من حياتهما
يقول الأول ...
رأيت بثاقب نظرتي ومنذ صحوتي أن اليوم لن يمر هكذا وفعلا مرت الأمور
كما رأيت ...أتعلمون خرجت من منزلي فإذا بالأجواء ممطرة .. ملابسي
تتبلل .. هندامي جماله يتبدد ..
هذا منطلق يومي والبقية تأتي ... في عملي لم أتمتع بلحظة لكثرة
ماغلي .. وهذا خطاب ترقيتي أتاني ليضيف إلي أعمال ومهام جديدة ، وفي
عودتي للمنزل تذكرت همومي وطلبات زوجتي التي لا تنتهي .. وحتى
غدائي لم أهنأ به فبمجرد دخولي إلى بيتي فإذا بولدي قد أصيب في رأسه
نتيجة سقوط أثناء لعبه مع إخوته ...
يوم تجرعت فيه الآلام من مصيبة إلى أخرى ومن ألم إلى آخر كانت لحظاتي
مرهقة بكل ثانية فيها ...
أما الثاني فيقوم منتعشا وكأن ما في العالم إنما وضع له ولإسعاده.. يمر
بنفس المواقف مركزا نظرته على جوانبها الإيجابية ، يرى أن الأحداث مهما
تعاظمت فإنها ستمر ولن تخلو من فائدة يجنيها منها ....حبس الرجلان أثناء
سيرهما في نفق مظلم واجتهدا في الخروج ..حماس الثاني يمد الأول
بالطاقة كلما خارت قواه .... واستكانة وتشاؤم الثاني تضعف من قوى الأول
أحيانا ..
وبينما هما كذلك إذا ببصيص ضوء خافت في آخر النفق
سر الثاني فقال للأول أبشر فقط وصلنا إلى المخرج والنجاة بإذن الله ..
فرد الأول .. لا تستعجل فربما هذا الضوء لقطار آت للقضاء علينا ..
أخي الحبيب إننا فعلا نجذب الأشياء التي نتوقع حدوثها لنا ...لذلك نحصل
على ما نتوقعه في كثير من الأحيان...
أتعلم لماذا ؟
لأننا وجهنا وركزنا تفكيرنا في ذلك الاتجاه فاشغلنا عقولنا به فحرص على
تسليط الضوء وتأكيد ما نعتقده وما نتبناه من فكر في كل حدث وتمحيصه
ليكون جليا في كل مرة. ببساطة نكون قد ركزنا كل قوانا الفكرية في استنباط
واختيار ما يتوافق مع نظرتنا وتوجهنا ونهمل بقية عناصر الموقف ومضامينها
ولنتذكر أن لكل منا آلية عقلية خاصة ونمطية تفكيرية نفسر من خلالها ما
يحدث في عالمنا ...
إن عقلك كالمغناطيس ... يجذب الأفكار التي تشغله بها وتقررها لنفسك ..
فاحرص على تركيز وجهته الوجهة الصحيحة بما يحقق لك نتائج أفضل في
حياتك ...
ولتعلم أن المحك الأساس لنا في هذه الحياة ليس رؤيتنا لواقع الحياة بل
في رؤيتنا للحياة .
فمضمونات الأحداث الحياتية المعاشة هي مسألة وجهة نظر ..
يقول أحد الحكماء : إذا كنت تشعر بالتعاسة من أجل هذه الأشياء التي
رغبت في أن تحصل عليها ولكنك لم تنجح في هذا ، فلتفكر في كل هذه
الأشياء التي لم ترغب أن تحدث لك وبالفعل لم تحدث "
أظهرت دراسة أجريت مؤخرا أن الأشخاص السعداء وغير السعداء يفسرون
العالم بطريقة مختلفة . فالشخص غير السعيد عندما يحاول تفسير الأمور
فإنه يفسر ثمان حالات من بين عشر بطريقة سلبية ، أما الشخص السعيد
فهو يفسر ثمان حالات من بين عشر بطريقة إيجابية .
ولتتذكر أن هناك جانب إيجابي لكل شيء فما عليك إلا تركيز تفكيرك وتنويعه
وتوسيعه لتكتشفه فتسربه
ركز انتباهك على ما يدعم إيجابية تفكيرك وتذكر أن العالم مهما كبر أو صغر
فإنك تراه بعينيك أنت وتسمعه بأذنيك وتعالج معطياته بعقلك وفكرك ....ولا بد
أن تضيف عليه مهما تغير نكهتك الخاصة فاجعلها إيجابية .
وقبل ذلك وبعده وفي كل تفسير لاي موقف يمر بك أحسن الظن بربك
دعونا نتأمل مضمون الحديث النبوي التالي :
" عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن
أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان
خيراً له ) رواه مسلم
بالله عليك من يؤمن بما تضمنه هذا الحديث هل يبقى فيه تفكير سلبي
أم أنه عقله يكون مغناطيسا يجذب الأفكار والجوانب المضيئة والمفيدة
من كل حدث أو موقف ..
إنه بحق حين ذاك يجد في كل محنة منحة .. لا كغيره ممن ينظر
إلى أن في كل منحة محنة
وفقكم الله
المفضلات