ربما نسمع عن الحب مثله مثل أي كلمة مثيرة بدون أن نستكشفها أو نشعر بما تحويه، لكننا نتفاجأ به يقتحم قلوبنا بدون أن يطرق أبوابها فيحطم الباب ويدخل عنوة مثل الإعصار وبدون سابق إنذار يدمر ويجرح ويمحو أشياء ويترك أشياء أخرى ونحن مستسلمون له بلا حول ولا قوة لأننا أضعف بكثير من أن نقاومه أو نتصدى له أو حتى نحاول منعه، الغريب أن الحب يشبه شخصاً وقحاً يدخل عليك بيتك بدون أن يأخذ الإذن بالدخول ويغير حياتك ويأخذ ما يريد منها، يسيء إليك، يفرحك أحيانا ويبكيك أحيانا أخرى كل هذا يرجع إلى عامل المفاجأة.. إذن فما الحل؟

الحل هنا في بعض النصائح والاحتياطات التي يجب اتخاذها مسبقا لنستعد لهذا الإعصار الفتاك تجنبا لآثاره الجانبية.. فتعالوا نتعرف عليها وننفذها خطوة بخطوة.

تعالوا أولا نقرأ كلمات كتبتها امرأة عاشت لحظات إعصار ساندي الرهيب لنكتشف جوانب التشابه بينه وبين الإعصار الآخر وهو الحب:



تقول تلك المرأة ما يلي:


هذا الصباح كنت أقود سيارتي أبحث عن محطة بنزين مازالت تعمل وبدأت أفكر وأنا في طريقي في إعصار ساندي وما خلفه وراءه من دمار، في العادة أقرأ عن هذه الكوارث الطبيعية في الجرائد، لكن هذه المرة كانت قريبة جدا مني حتى أنني لم أفعل شيئاً إلا فتح نافذتي لأرى ما فعله هذا الإعصار وأشهده بعيناي.

بدأ يوم الاثنين بعد الظهر حيث كنت مستلقية على أريكتي أشاهد التلفاز حينها سمعت ضوضاء غريبة لم أسمع مثلها من قبل، نزلت أنا وزوجي نهرول على السلم نتساءل ماذا كان هذا؟ ولم يكن عندي إجابة ولم أتمكن من الصعود لأعلى حتى أستكشف بنفسي لأن العاصفة قد بدأت للتو بناء على توقعات الطقس وعلمت أنه سيكون هناك بعض الأضرار التي ستحدث من حولنا، وكنت أركز بشدة على الطاقة الكهربية بمنزلنا وعلمت أننا لو فقدناها سوف نغرق جميعا.

وبعد خمس دقائق فقط تغير كل شيء، قام طفلي دانيال البالغ من العمر 9 سنوات بالنظر من النافذة ورأى الأضواء البراقة تخرج من سيارتي شرطة كانتا متوقفتين عبر الشارع،

وقال طفلي:

"أمي.. انظري لهذه الشجرة الضخمة التي سقطت فوق سيارة السيدة دورثي أحد الجيران، فجذبت معطفي وخرجت مسرعة من المنزل وكانت هذه السيدة أماً وحيدة طلقها زوجها حديثا وفقدت والدتها التي كانت آخر شخص متبقٍ لها من أفراد عائلتها منذ شهور قليلة".

وبينما أجري مسرعة خارج باب المنزل حتى أطمئن عليها علمت أنها بمأمن فالتقطت أنفاسي بارتياح وعلمت أن الشجرة لم تتسبب إلا في إلحاق الضرر بسيارتها وجزء من سقف منزلها وكان المشهد بأكمله وكأنه مأخوذ من فيلم سينمائي، لكنه كان حقيقياً هذه المرة وكنت واقفة في منتصفه.

وعندما كنت أبحث عن بنزين لسيارتي هذا الصباح كنت أفكر أيضا في هذه المرأة القوية "دورثي" التي عانت من بعض الأزمات الصعبة في الأشهر الماضية، وحتى الآن تقاوم وتقف في وجه تلك المعاناة بقوة لا تصدق وموقف إيجابي، وبشكل طبيعي لم أتابع أخبار الإعصار على التلفاز لأن الإعصار قد كان قريبا جدا من مدينتي ودمر الكثير منها بما في ذلك نادي الشباب وشاطيء جيرسي.



الشيء المذهل كان..!!


أكثر شيء أذهلني هو رد فعل أولئك الذين تضرروا من الإعصار حيث عبر البعض عن مدى سعادتهم لكونهم مازالوا على قيد الحياة، فعلى الرغم من خسارة كل شيء يشعرون بالامتنان لأن حياتهم هي ما تبقى لهم، حيث تمتعوا بقدرة هائلة على التكيف والتعامل مع ذلك الوضع الرهيب وهذا موقف مدهش.

وعلى العكس كان هناك بعض الناس الآخرين الذين كانوا أقل تأثرا بنتائج هذا الإعصار تصرفوا كما لو أن مشاكلهم ليس لها حل كما تعاركوا مع غيرهم باليد للحصول على الوقود.



هل يمكنك البقاء رغم العاصفة..؟؟


لأن الحب أحيانا يشبه الإعصار، فلكما شاهدت المزيد من الأخبار كلما شعرت بالذهول من ردود فعل الناس المختلفة نحو نفس الحدث، وكيف تحلى البعض بقوة التفاؤل والإيمان في حين قام الآخرون ببدء معارك جسدية لأنهم انتظروا بضع دقائق زائدة للحصول على الوقود.

الشيء المثير للاهتمام هو تشابه ردة فعل الناس نحو إعصار الحب ومع ذلك يسبب الدمار للبعض الآخر ويشمل آلاماً وغضباً لدرجة تجعلهم يقررون قضاء كل طاقتهم في التركيز السلبي وكيف أنه من المستحيل عليهم التغلب على خسائرهم في هذا الحب، لكن البعض الآخر ممن يعانون من نفس آلام الحب ليمدهم بالقدرة على التعامل معها بطريقة أفضل بكثير.



العبرة:


الحقيقة أن قدرة الإنسان على التفاعل الإيجابي وبطريقة صحية تحدد مدى استطاعته البقاء والتقدم للأمام رغم الدمار العاطفي سواء كان ناتجاً عن إعصار طبيعي أو تعرضه لانكسار القلب بعد تجربة حب فاشلة، فإذا كانت تجربتك هي إعصار ساندي أو حسرة أصابت قلبك، هنا بعض النصائح التي سوف تساعدك على التغلب والمرور بتلك الأزمة مهما كانت قوتها وما خلفته على حياتك.



الشعور بالامتنان:


هناك شيء مشترك بين أولئك الذين يمتلكون قدرة التغلب على المأساة بطريقة إيجابية وهو: لديهم دائما شعور بالرضا والامتنان لما تبقى لديهم، مهما ساءت الأمور دائما ينظرون إلى نصف الزجاجة المملوء أو الجانب المشرق من الحياة ويمنحهم هذا القدرة على لم حطام النفس المتكسرة ومحاولة إصلاحها حتى يتمكنوا من البقاء والاستمرار.



التركيز:


بعد إصابة القلب بإعصار عاطفي، بدلا من التركيز على مدى الصورة السيئة والظلم الذي نواجهه في الحياة وكيف دمر هذا ما نملك من آمال وسعادة يفضل التركيز على تخطي الأزمة والتوصل لحل أفضل ومكان نتمتع فيه بالسلام، ومع ذلك لا نقول أن الحياة ستكون وردية أو تغمرها السعادة، إنما الهدف هو عدم التركيز على الألم والخسارة لأن التقدم والانتقال إلى مكان أفضل أهم بكثير ولن يأخذك للهاوية.



إدراك المغزى من وراء ما حدث:


يمثل إدراك المغزى أو الهدف الأسمى من وراء المآسي التي يواجهها الإنسان في حياته أكثر العوامل أهمية والتي تحدد مدى سرعته في التغلب عليها، فإذا آمن كل منا أن الموقف أو الحالة التي مر بها شيء مشؤوم فسوف يواجه صعوبة كبيرة في التغلب عليها والمضي قدما، لكن عند النظر إلى مشكلات الحياة كتحديات وفرص للتطور والاستمرار ستكون النتائج رائعة.

لذلك إذا لم تكن محظوظاً بدرجة كافية للعيش في مكان دمره إعصار ساندي أو مازلت تحاول التعافي من إعصار الحب الخاص بك سوف تلاحظ انك لو اتبعت الإرشادات السابقة سيسهل عليك التغلب وتخطي آلام قلبك ولم فتاته.