عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
الحياة رسم بلا ممحاة فحاول أن ترسمها بإتقان
أحد السجناء في عصر لويس الرابع عشر محكوم عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعة
هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ليلة واحدة
ويروى عن لويس الرابع عشر ابتكاره لحيل وتصرفات غريبة
وفي تلك الليلة فوجئ السجين بباب الزنزانة
يفتح ولويس يدخل عليه مع حرسه ليقول له :
أعطيك فرصة إن نجحت في استغلالها فبإمكانك إن تنجو
هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسة إن تمكنت من العثور عليه
يمكنك الخروج
وان لم تتمكن فان الحراس سيأتون غدا مع شروق الشمس
لحكم الإعدام لأخذك
غادر الحراس الزنزانة مع الإمبراطور بعد إن فكوا سلاسله
وبدأت المحاولات وبدا يفتش في الجناح الذي سجن فيه والذي يحتوى على عدة غرف وزوايا
ولاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحه مغطاة بسجادة بالية على الأرض
وما إن فتحها حتى وجدها تؤدى إلى سلم ينزل إلى سرداب سفلي ويليه درج أخر
يصعد مرة أخرى وظل يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي مما بث في نفسه الأمل
إلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق والأرض لايكاد يراها ....
عاد إدراجه حزينا منهكا ولكنه واثق إن الإمبراطور لايخدعه
وبينما هو ملقى على الأرض مهموم ومنهك ضرب بقدمه الحائط
وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح
فقفز وبدأ يختبر الحجر فوجد بالإمكان تحريكه وما إن أزاحه وإذا به يجد سردابا
ضيقا لايكاد يتسع للزحف فبدأ يزحف وكلما زحف بدأ يسمع صوت خرير مياه
وأحس بالأمل لعلمه إن القلعة تطل على نهر لكنه في النهاية
وجد نافذة مغلقة بالحديد أمكنه أن يرى النهر من خلالها
عاد يختبركل حجر وبقعه في السجن ربما كان فيه مفتاح
لكن كل محاولاته ضاعت بلا سدى والليل يمضى
واستمر يحاول...... ويفتش..... وفي كل مرة يكتشف أملاً جديدا...
فمرة
ينتهي إلى نافذة حديديه ومرة إلى سرداب طويل ذو تعرجات لانهاية لها
ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة
وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولات وبوادر أمل تلوح له مرة من هنا
ومرة من هناك وكلها توحي له بالأمل في أول الأمر لكنها في النهاية تبوء بالفشل
وأخيراً انقضت ليلة السجين كلها
ولاحت له الشمس من خلال النافذة ووجد وجه الإمبراطور
يطل عليه من الباب ويقول له : أراك لازلت هنا
قال السجين كنت أتوقع انك صادق معي أيها الإمبراطور
قال له الإمبراطور ... لقد كنت صادقا
سأله السجين.... لم اترك بقعة في الجناح لم أحاول فيها فأين المخرج الذي قلت لي
قال له الإمبراطور
لقد كان باب الزنزانة مفتوحا وغيرمغلق
( الفائدة)
الإنسان دائما يضع لنفسه صعوبات وعواقب ولا يلتفت إلى ما هو بسيط في حياته...
حياتنا قد تكون بسيطة بالتفكير البسيط لها، وتكون صعبة عندما يستصعبها الإنسان ..
أحيانا الفرص تكون موجودة أمام عين الشخص
لكن تركيزه على شيء محدد تخليه يفقد الفرصة .. ويحكم على نفسه بالإعدام
المفضلات