موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
الممحاة ... فن الحب والتسامح
يحكى أن رجل بلغ سن الزواج فأختار الزوجة المناسبة وبدأ في تجهيز العرس والإعداد له وبالفعل تم العرس بحفل طيب جميل وفى صباح يوم الزواج جاء والد ذلك الزوج فجلس معه وأطمأن عليه
ثم أمره أن يأتي بورقة وقلم وممحاة
تعجب الزوج من أمر والده ولكنه امتثل له .
ثم قال له الوالد اكتب
فقال الزوج ما اكتب
قال الوالد اكتب أي شيء
تعجب الزوج ولكنه كتب
عاد والده فقال امحه
زاد تعجب الزوج ولكنه محاه
فعاد الوالد أمره اكتب
فكتب
ثم قال امحه
فمحاه
وكرر ذلك حتى بلغ العجب بالزوج
وعندها قال له والده إن هذا مثل الحياة الزوجية إذا أردت أن تحافظ عليها نظيفة فعليك بأن تمحو ما يقابلك فيها من أخطاء
هذا الأب الحكيم وضع لنا كلمة السر في إدارة الحياة الزوجية والحفاظ عليها وهى التسامح وتناسى الأخطاء
فلما كان الخطأ ملازم للإنسان بطبعة كان لابد من محو هذه الأخطاء حتى تستمر الحياة الزوجية والأمر يتخطى الحياة الزوجية للحياة عامة
إن قدر ما تمحو من أخطاء لزوجتك هو قدر ما تضع من أساس متين عميق في حياتك الزوجية والأمر لكي أيضا أختي الزوجة
إن اعترافنا بالعجز البشرى وطبيعة الإنسان الخطاءة قد يعالج الكثير من الأمور التي ربما تفاقمت في حياتنا الزوجية حتى هدت البيت في بداية بنائه
وهذا كان هدى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم النموذج الوحيد الذي لا خلاف عليه وهذه قصته في التعامل مع غيره الزوجة
روى انس بن مالك رضي الله عنه
” كان الرسول صلى الله عليه و سلم في بيت عائشة و كان لديه بعض الضيوف دعاهم إلى تناول الطعام فسمعت زينب بنت جحش بذلك فأرسلت مع خادمتها صحفة فيها ثريد عليه ضلع شاة وهو الطعام الذي تعرف أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يفضله على سائر الأطعمة الأخرى .
و ما كادت عائشة ترى الصحفة في يد الخادمة حتى ضربتها بيدها فوقعت الصحفة على الأرض و تناثر منها ما كان بها من طعام و انفلقت الصحفة ودخلت عائشة تبكي في غرفتها.
أما الرسول الكريم الحليم صلى الله عليه و سلم فابتسم و قال لحضوره
” غارت أمكم…غارت أمكم…”
انظر إلي القائد الأعلى للأمة الإسلامية ومع اضيافه وتضعه زوجته هذا الموضع ومع ذلك يكون هذا الرد
“غارت أمكم…غارت أمكم…”
وهو ليس تسامح فقط بل مصحوب باعتراف بقدرها وفضلها أمام الحاضرين
ملاحظات سريعة :
وأنت تحاسب ضع نفسك موضع من تحاسبه وانك بشر يجرى عليه الخطأ والنسيان
كانت العرب تقول ليس الغبى بسيد فى قومه ولكن سيد قومه من يتغاب
التناسي يكون في الأمور الفطرية الراجعة إلى الطباع وليس في الأمور الشرعية
ممحاة قلم الرصاص ان أول من ذكر الممحاه في التاريخ هو الكيميائى الانجليزى جي. برستلي عام 1770 م. تصنع الممحاه اليوم من البلاستيك وكذلك من المطاط الطبيعي.
المفضلات