يصعب على عقولنا الهروب من الصورة أو النمط المعتاد أثناء التفكير ، فلا يمكن مثلا لمفكر منطقي أن يفكر في كرسي برجل واحدة ، لأن الشكل المعتاد للكرسي هو أن يكون له أربعة أرجل ، أليس كذلك ؟! على الرغم من وجود كرسي برجل واحدة
في تعليق على موضوع [ كيف يمكن أن تحصل على أفكار رائعة ] جاء هذا السؤال كتعليق من الأخت ريهام المرشدي ، و وصلني أيضا على بريدي الإليكتروني .. ” كيف يمكن أن نتحرر من قيود الإمكانيات أثناء التفكير ؟ ”
التفكير الإبداعي هدفه الرئيسي هو التغلب على حدود التفكير النمطي ، و الأفكار التي يتم عرضها في قسم الإبداع تعالج هذا الأمر ، و في هذا الموضوع أعرض بعض هذه الأفكار للتحرر من قيود الإمكانيات أثناء التفكير .
إلقاء كرة التفكير
إذا افترضنا أن التفكير يعادل إلقاء الكرة باليد .. حاول الآن إلقاء كرة باليد اليمنى تجاه هدف معين – و العكس لمن يستخدمون اليد اليسرى – جرب نفس الشيء و لكن باليد الأخرى .. هل الرميتين بنفس الدقة ؟ .. أعتقد لا .. هل سألت نفسك لماذا ؟ هل يدك اليسرى عاجزة ؟
الإجابة لا .. إنها ليست عاجزة بل إنها لم تجرب من قبل ، لأنك تعودت على استخدام اليد اليمنى .. ربما بعد مجموعة من التمارين و المحاولات تصبح قادرا على استخدام اليد اليسرى و اليمنى .
ينطبق نفس الأمر على توارد الأفكار ، تدرب على استبعاد الأفكار السلبية و المحبطة ، و استدعاء الأفكار الإيجابية ، لن يحدث ذلك بين عشية و ضحاها ، بل تحتاج لتدريب .
التفكير العكسي
الرجل العنكبوت، إنه بيتر باركر كان مجرد شاب عادي يحب الأبحاث و العلوم و الكيمياء ، و في رحلة إلى إحدى المراكز الطبية للأبحاث يقضمه عنكبوت مُعالج جينياً ، فيكتسب قدرات خارقة نتيجة إمتزاج كود العنكبوت الجيني بالكود الخاص به ، فيقرر بيتر بعد تخرجه استخدام قوته لمحاربة الشر مرتدياً زي جديد يشبه العنكبوت . شخصية بطولية رائعة حقا ..
تعال نجرب التفكير فيها بشكل عكسي .. شاب تافه .. غير محبوب من الجميع .. يكتسب قدرات خارقة .. يستخدم قوته في الشر .. كما ترى شخصية لا تصلح أن تكون بطلا محبوبا .. انتظر لحظة و نجرب مرة أخرى .. لماذا لا يكون هذا الشاب كوميدي .. استخدامه للشر يكون بشكل فانتازيا بحيث يصعب الحكم عليه إن كان شرا أم خيرا ، مع كثير من الحركات و المواقف المضحكة .. نعم إنه هو .. في النهاية حصلنا على شخصية رائعة أخرى .. القناع .
هل أعجبك التفكير بشكل عكسي ؟.. بدلا من أن تسأل كيف يمكنني أن أضع حلا لهذه المشكلة .. قل : ماذا يمكن أن أفعل لكي أزيد أو أسبب هذه المشكلة ؟ و ما أكثر الأفكار السلبية التي سترد على عقلك .. دون هذه الأفكار و قم بعكسها لتصبح حلولا مع بعض التعديلات البسيطة !
تقمص الأدوار :
الآن محمد في غرفته المظلمة يندب حظه و قلة حيلته ، فهو لا يستطيع أن يوفر حلا لمشاكله كما يقوم أحمد بذلك .. فتح بريده الإليكتروني فوجد رسالة من أكاديمية البنيان المرصوص تذكر طريقة تقمص الأدوار ، لأنه اشترك في قائمتنا البريدية من قبل و بدأ محمد في استخدام طريقة تقمص الأدوار و يتخيل أنه أحمد فعلا .. و تخيل أمامه كل الشخصيات التي لها علاقة بالمشكلة .. بدأ في طرح الحلول التي يمكن أن يفكر بها أحمد .
و كلما قالت له نفسه لن تستطيع .. لا تقدر .. أجاب قائلا : إنني لا أفكر لنفسي .. بل إنني أفكر لأحمد و أحمد يستطيع القيام بذلك ، سكتت نفسه ، لكن أيضا هو يتخيل علاء الذي له علاقة بنفس المشكلة و توقع ردوده على الأفكار التي يطرحها أحمد – في خياله طبعا – استمر محمد في طرح الحلول متقمصا شخصية أحمد ، و بشجاعة أحمد يجيب على كل الأفكار و الردود السلبية .
قام محمد فجأة و قام بتدوين كل الأفكار التي يمكن أن يقولها أحمد و كذلك التعليقات التي يمكن أن يقولها كل من له صلة بالمشكلة ، و في النهاية وصل للحل بعدما تحرر من قيود الإمكانيات أثناء التفكير .
هل أعجبتك طريقة تقمص الأدوار ؟ حدد المشكلة بكل دقة ، و كذلك الأشخاص الوثيقين الصلة بها ، تقمص دور أحد الشخصيات التي لها علاقة قوية بالمشكلة ، و ترى أنه قادر على حلها ، احرص على يكون له علاقة بالمشكلة و في نفس الوقت قادر على حلها – وزير الصحة مثلا – ابدأ في طرح الحلول على لسانه و بذلك تطرد القيود من رأسك ، و تحصل على أفكار تحررت من السلبيات .
المفضلات