خلفية تاريخية:
العديد من البيولوجيين يعتقدون أن الابتسامة بدأت كعلامة خوف.

بعض الأبحاث استطاعات أن تقتفي تاريخ الابتسامة إلى ثلالثين مليون سنة
من ثورة تطور الكائنات إلى "ابتسامة خوف"
انبثقت من القرود الذين يستخدمون غالباً الأسنان المرصوصة
لكي يظهروا بأنهم غير قادرين على الأذى.


والابتسامة أفضل وأصعب من الضحك؛

لأن الابتسامة هي رد فعل للسرور،
بينما الضحك هو رد فعل للألم أحياناً،
والابتسامة هي فعل إرادة واقتناع وقناعة ورضا،
أما الضحكة فهي تتفجر للحظة أو لحظات كما يتفجر البالون،
وما تلبث أن تتلاشى،
وأنا من أشد المؤيدين
للابتسامة البريئة ومن أشد المحبين للضحكة غير المبتذلة.

لقد أثبت الطبيب الأميركي «وليم فرابي» أن الجانب الأيمن من المخ

يحتوي على الأحاسيس والانفعالات
التي تساعد الشخص على الضحك،
والذي يعتبره الطب من أهم التمرينات الرياضية للجسم
بصورة عامة وللقلب بصورة خاصة،
حيث أن الضحك يعمل على زيادة نسبة بنية القلب.

وقد أجريت أبحاث كثيرة عن تأثير الضحك،

وتأثيراته المفيدة على القلب،
فالضحك يحرِّك عضلات البطن والصدر والكتفين،
وكذلك ينشط الدورة الدموية بصورة عامة،
والضحكة الواحدة تعادل ممارسة الرياضة لمدة عشر دقائق،
ولقد شبَّه أحد العلماء الضحك بالهرولة وأنت جالس.

ويقول علماء النفس،

إن الأشخاص الذين يضحكون عادة مسالمون طيبو القلب
لأنهم يفرجون عن طاقتهم العدوانية بالضحك.

فالحياة مليئة بالجد والجهد والتعب والمشاكل المعقدة،

والآلام والآمال والمآسي،
ولابد من منقذ للشد وللضغوط النفسية والعصبية،
وللناس أن يستريحوا للتغلب على مآسي الحياة بالضحك البريء
كي يستعيدوا توازنهم.


مناعة نفسية::
يحتاج الإنسان عادة إلى الراحة الجسدية والنفسية،

وبخاصة في حياتنا المعاصرة،
حيث تشابكت سبل الحياة وتعقدت،
وأمست المزعجات والمُنغِصات تطاردنا في كل مكان،
وعلينا أن نرضخ للأمر الواقع،
ونرتفع فوق هذه المنغصات ونرسلها ابتسامة هادئة ساخرة
من كل هذه الأحداث،
حتى تحفظ توازننا العقلي، والسكينة لأنفسنا،
أو نرسلها ضحكة مجلجلة.

فالضحك هو درب من دروب المناعة النفسية

التي تحول بيننا وبين التأثر بما نتعرض إليه من ضغوط في هذه الحياة وما أكثرها.

وعلى هذا، فقد يكون الضحك استجابة للألم لا للسرور نظراً لأن مفتاحه هو المواقف التي تسبب لنا الضيق أو الألم ولقد صدق من قال «شر البلية ما يضحك».

وكثيراً ما يواجه الإنسان مواقف من الهلع والقلق، فينفجر ضاحكاً، مما يكشف عن أهمية كل هذه العوامل الداخلية والخارجية، وفي مثل هذه المواقف الخطرة أو حينما يضحك الإنسان لمواجهتها، فإنه بلا شك إنما يحاول عن طريق الضحك أن يرفع من روحه المعنوية أو أن يعمل على استجماعشجاعته.

وتعتبر الابتسامة شعاعاً من أشعة الشمس، وبلسماً حقيقياً للشفاء من الأمراض، ومتنفساً هادئاً لأصحاب التوترات العصبية والاضطرابات النفسية، وكم يود المريض أن يرى وهو جالس على سرير المرض، ابتسامة الطبيب المعالج له أو الممرضة المشرفة على علاجه، أو حتى على شفاه أحد أصدقائه وأهله ومحبيه.

لأن الابتسامة في وجه المريض لها أهمية كبرى في الشفاء، وخاصة لمرضى القلب والسرطان. ويجب أن تكون ابتسامة صافية، بريئة وعريضة، مفعمة بالحب والعطف والحنان، لأنها تعتبر في تلك اللحظة المفتاح الأول وضوء الأمل بزوال المرض، والتمسك بالحياة، رغم صعوبة تلك الأمراض، وهكذا سمي الطبيب طبيباً لترفقه ومداراته، والحكيم حكيماً لأنه يعرف المريض والمرض.